رنا خضرا: "كل منّا لديه قصة فريدة ليرويها"

رنا خضرا، مديرة الألوان والإبداع في جوتن الشرق الأوسط والهند وإفريقيا، العقل المدبر وراء الإبداع الألوان الساحرة والعين المميزة لدى علامة جوتن. بفضل خبرتها الانتقائية في مجال الإعلان، التسويق وإدارة المنتجات، تميّزت رنا بابتكاراتها عند إطلاق منتجات وألوان جديدة.

ينعكس شغفها بالألوان في ألوانها النابضة بالحياة الشخصية أيضا. رنا مصورة فتوغرافية بارعة تنقل من خلال عدستها قصص رائعة وأماكن ساحرة .

 

بصفتك مديرة لقسم الإبداع في جوتن، أخبرينا أكثر عن نفسك، وعن استراتيجيتك في مجالي التسويق والإدارة؟

أنا لبنانية الأصل، ونشأت في سلطنة عُــمان. لدي 3 أخوة وهم أهم شيء في حياتي. أعشق الحياة، وأؤمن بفلسفة الكارما أو ما يُعرف بـ "البواعث الذهنية" أحرص على تدوين قوائم بأحلامي، وأعتقد أن كل منّا لديه قصة فريدة ليرويها، وشيء يمكن تعليمه للآخرين. أجد نفسي في أفضل حالاتي عندما أسافر.
أعتقد أن أفضل استراتيجية تسويقية هي أن تكون صادقاً وعلى طبيعتك. إن تقديم شيء للعملاء أمر مفيد وصائب، ويساهم في تحسين حياتهم بأي شكل من الأشكال. إذا كان لديك ذلك، يصبح عملك أكثر سهولة ومتعة. في العمل، هدفي هو المساعدة في إنشاء منازل جميلة من خلال ابتكار الألوان والحملات الترويجية أو المنتجات. أفكر دائماً كيف يمكن للنتيجة النهائية أن تُلهم وتحسّن حياة الأفراد. وفي سياق مهامي ومنصبي، أتحمل مسؤولية مشاركة معرفتي وأفكاري، وأسعى جاهدة لنشر ثقافتنا الفنية الجميلة من خلال الألوان، وبقدر الإمكان، الارتقاء وتحسين المجتمعات التي نعمل فيها.

 

ما هو مصدر إلهامك عند إطلاق منتج أو لون جديد؟

البداية دائماً تنبع من السلوك البشري. كيف يتفاعل الناس، وما يمر به العالم اليوم، يمكن أن يصبح مصدر إلهام، سواء نتيجة للبيئة المحيطة أو التحولات الاقتصادية أو التطورات السياسية. هذا الواقع يحفّزني بقوة على الصعيدين الشخصي والمهني. هذه المتغيرات لا تتجسّد فقط في الألوان، بل تتجاوز ذلك لتشمل الاتجاهات السائدة والمنتجات، وكل ما يتعلق بعملية التصميم. على سبيل المثال، المعاناة التي نشهدها اليوم في منطقتنا سوف تنعكس بالتأكيد على الفنانين وتظهر في تعبيراتهم وأعمالهم الفنية. وفي المستقبل القريب، نتوقع أن يشهد عالم التصميم تحولاً يعبّر عن واقعنا اليوم. والحقيقة تصل دائماً إلى أبعد حدود عبر الفن.

 

ماذا يعني مسمّى "مدرب ألوان معتمد" ومن أين ينبع شغفك بالألوان؟ وما هي ألوانك المفضلة؟

في الأساس، ما تتعلمه بنفسك وتشاركه مع من حولك هو التاريخ، والعلوم، واللغة، وكيفية قراءة الألوان، وكيف يفهم الناس الألوان. تتعلم أيضاً فن مطابقة الألوان، واستيعاب سيكولوجية اللون في التصميم بشكل عام. هو بالفعل مزيج رائع من الفن والعلم. أن تفهم كيمياء الأصباغ، وكيف يؤثر ذلك على المواد. لم أخطط أبداً أن ينتهي بي الأمر هنا، ولكن حدث ذلك بشكل طبيعي، حيث قادني شغفي إلى هذه الوظيفة. أعتقد أنه لا يوجد شيء أجمل من الألوان! إنها الطريقة التي نتنقّل بها في العالم،
فهي تحدّد ما تحب، وما تأكل، وكيف تتصرف، والأماكن التي تفضلها. يمكن للألوان أن تجعلك سعيداً أو حزيناً. لقد كانت دائماً وسيلة للتواصل وبناء العلاقات، وأنا أعشق ذلك حقاً.

 

ماذا عن رنا المصوّرة الفوتوغرافية؟

أحبها! التصوير الفوتوغرافي هو أيضاً وسيلة للتواصل، وفرصة لتخليد لحظة. فرصة لإخبار شخص ما بقصة، ولكنها أيضاً فرصة للتعرف على شخص ما على مستوى أعمق. عادةً ما أتحدث مع الناس عندما أقوم بتصويرهم، فهذا يجعلهم أكثر راحة. لقد شجعني التصوير الفوتوغرافي على استكشاف المزيد، والتحدث مع المزيد من الأشخاص، وتوثيق المزيد ومشاركة الأماكن والمعارف، خاصة في منطقتنا الجميلة جداً والتي تستحق المشاهدة.

 

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

على الصعيد الشخصي، أعمل حالياً على كتاب يجمع بين شغفَي، الألوان والتصوير الفوتوغرافي، وأعمل على مشروع أعرض فيه جمال الثقافة من خلال مقاطع للفيديو. سأتجول في المنطقة لإطلاق ونشر وإصدار ألواننا الجديدة. أعمل أنا وفريق جوتن على مجموعة الألوان القادمة لعام 2025، والعديد من مشاريع التعاون الجديدة الجميلة في أسبوع القاهرة للتصميم، بينالي السعودية. يحمل عام 2024 الكثير من الأشياء، وآمل فقط أن يكون السلام من بينها.

 

ما هو شعارك في الحياة؟

أنظر إلى الحياة كسلسلة من الذكريات، والأمر متروك لي لأقرر مدى جمال كل لحظة، بغض النظر عن صعوبتها أو التحديات التي تحيط بها. أعيش الحياة بوعي كامل بأنها ستنتهي، ولذلك من الأفضل أن أستفيد منها إلى أقصى حد. هناك آية في القرآن أحبها كثيراً، وهي: "وَعَسَىٰٓ أَن تَكرهُواْ شَيئًا وَهُوَ خَيرُ لكم"

 

بين اللمسات الجريئة والكلاسيكية، ما هي نصيحتك لمصممي الديكورات الداخلية؟

نصيحتي هي أن تتمسك دائماً بهويتك، وذلك عندما تضع أفضل ما لديك في التصميم. وفي الوقت نفسه، افهم ثقافة العميل، وحاول تقديم الحلول من خلال التصميم. عندما يتعلق الأمر بالألوان سواء كانت جريئة أو كلاسيكية، تصرف كما يفعل المعالج، أخرجها منهم دائماً، مع توجيههم خلال العملية. اعمل مع الألوان والتصميم للارتقاء بالحياة وتعزيز مستويات الراحة، وتذكر أن الألوان لها تأثير علمي على أدمغتنا، وهو نفس الجزء من الدماغ الذي يشعر بالمتعة. 

 

نصيحة لمن يرغب في تصميم منزله، كيف يمكن لهم اختيار أفضل الألوان المناسبة؟

ابدأ بفهم علاقتك بالألوان أولاً، وراقب نفسك وأنت تمشي في المساحات، وكيف تشعر عندما ترى ألواناً معينة، وابدأ في تسجيل وتدوين الملاحظات على هاتفك. ستشعر بالدهشة! قد تظن أنك لا تحب اللون البنفسجي ولكن ينتهي بك الأمر إلى الشعور بالرضا تجاهه. الآن بعد أن أصبح لديك الوعي، فلنبدأ في التزيين. أفضل طريقة هي أن تبدأ لوحة بنتريست بصور للديكورات الداخلية التي تحبها من هناك، اختر نمطاً واحداً، وموضوعاً واحداً تحبه أكثر، وحاول المضي في هذا الاتجاه.. ينجذب الناس بشكل طبيعي إلى المساحات الملونة، فلا تخافوا من الألوان.

 
المزيد
back to top button