د.لمياء الحاج تستخلص الوقود الحيوية من نوى التمر

تهدف مبادرة لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" ومنذ تأسيسها، إلى تمكين المرأة في مجال العلوم وتسليط الضوء على قيمة إنجازاتها في مجال العلم ويُكرّم البرنامج 5 من العالمات البارعات كل عام.

 

تشرح لنا الدكتورة لمياء الحاج، وهي إحدى الفائزات هذا العام، عن بدائل الطاقة النظيفة كمصدر بديل للنفط التقليدي. فهي تتولى حالياً منصب أستاذ مساعد بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس بعمان وحاصلة على دكتوراه في علم الأحياء الجزيئية.

 

تمتلك سلطنة عمان أعلى معدلات إنتاج الطحالب في العالم وهي غير مُستخدمة بشكل واسع في الوقت الحالي، مما دفع الدكتورة لمياء للتفكير في استخدام هذه الطحالب لاستخلاص المنتجات عالية القيمة. إلى جانب هذا، فهي نجحت في إنتاج الوقود الحيوي من النفايات المحلّية للطعام مثل نوى التمر.

 

تعرفي على نتائج الأبحاث التي توصلت إليها الدكتورة لمياء الحاج في هذا اللقاء الخاص معها بدبي.

 

Elle Arabia: لماذا اخترتِ هذا المجال الصعب؟

الدكتورة لمياء الحاج: لأنه صعب! وأنا أحب التحدي، فعندما كنت بالمدرسة لم يخطّر على بالي يوماً بأن أتخصص في هذا المجال. بعد هذا، أدركت انه من الممتع أن نخوض تجارب صعبة لأن نسبة النجاح تكون فيها أكبر. بدأ حبي لمادة الأحياء في الصف الثاني الثانوي لأنني أحببت مدرسة الأحياء. بعد ذلك، اخترت دراسة الهندسة الوراثية لأنها صعبة وأيضاً تُساعّد على إجابة أسئلة مُهمة في الحياة.

 

Elle Arabia: أخبّرينا أكثر عن التعاون بينك وبين مبادرة لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم.

الدكتورة لمياء الحاج: ​​​​​​​سمعّت عن الجائزة من قبل وأقدمت للمشاركة من 3 سنوات ولكن لم يكن لدي المنشورات العلّمية الكافية التي تؤهلني للنهائيات. لم أيئس واجتهدت في الثلاث سنوات الماضية حتى قدّمت 18 منشور علمي وكنت على ثقة أكبر أن هذه المرة سيُحالفني الحظ وكان لي نصيب بالفوز بجائزة هذه المرّة.

 

Elle Arabia: ​​​​​​​كلمينا أكثر عن تفاصيل البحث الخاص بكِ.

الدكتورة لمياء الحاج: ​​​​​​​ينقسّم البحث إلى شقّين، الشقّ الأول يتمحور حول فضلات الطعام، فمثلاً بعد تناول التمر يمكننا أن نستفيد من النوى عن طريق طحنها إلى بودرة ونستخلص منها الزيت ليستخدم هذا الزيت كوقود حيوّي (Biodiesel). ارسلنا نتائج هذه الأبحاث إلى المملكة المتحدة لتأكيد النتائج، وبالفعل قاموا بحرقها في محركات الديزل لإثبات أنها طاقة صديقة للبيئة ويمكن استخدامها بطريقة مستدامة. الهدف هو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري واستبداله بالوقود الحيوي في عمان.

الشقّ الثاني من البحث هو دراسة خصائص طحالب البحر لاستخلاص مُنتجات ذات قيمة اقتصادية عالية، وهذا مفهوم تجاري.

 

Elle Arabia: ​​​​​​​كيف بدأت هذه الأفكار؟

الدكتورة لمياء الحاج: ​​​​​​​بدأت هذه الأفكار منذ 10 سنوات، فنحن نعتمد كثيراً على الوقود الأحفوري ولا نسعى كثيراً في منطقة الخليج للبحث عن بدائل له. نحن نسبح في النفط، وهو الشيء الذي يعتقد الكثير منا أنه أمر إيجابي ولكني أعتبره سلبي لأنه في يوم من الأيام سينفذ هذا الخزين، لذلك قررت بعمل أبحاث لاستخلاص بدائل وأنا واحده من أوائل النساء لبدء هذا النوع من الأبحاث. وذلك استعداداً للمستقبل عند الحاجة لاستخدام الوقود الحيوي. نحن الآن نجحنا في انتاج هذا النوع من الوقود وتدعمّنا الحكومة العمانية بمبلغ سخي لمدة 3 سنوات.

 

Elle Arabia: لماذا اخترتِ مُخلفات التمر بالأخص كمصدر لتوليد الوقود؟

الدكتورة لمياء الحاج: ​​​​​​​الفكرة الأساسية هي استخدام مُخلّفات الطعام لتوليد الوقود، فإيطاليا مثلاً تستخدم مخلّفات الأغصان الميتة لأن عندهم مخلفات كثيرة من هذا النوع، ففكرنا في أكثر أنواع مُخلفات الطعام في هذا الجزء من العالم وتوصّلنا انه عندنا أطنان من نوى التمر الغير مستخدمة والتمر غني بالزيوت التي نستخلصها لإنتاج الوقود الحيوي.

 

Elle Arabia: ​​​​​​​ما هي استخدامات النفط الحيوي؟

الدكتورة لمياء الحاج: ​​​​​​​يستخدم هذا النوع من الوقود في محركات الديزل.

 

Elle Arabia: ​​​​​​​ما هي الخطوة التالية؟

الدكتورة لمياء الحاج: ​​​​​​​الخطوة التالية هي أن نقوم بحرق الوقود الحيوي الذي انتجناه في تشغيل الآلات في صحراء عمان لشركة نفط عمان لمقارنتها بالوقود المُستخدم من قبل، وبعدها نتوسع أكثر ونتجه إلى السوق التجاري.

 

Elle Arabia: ما هي نصيحتك للمرأة العربية بشكل عام؟

الدكتورة لمياء الحاج: ​​​​​​​أنتِ قادرة على النجاح، فنحن لسنا نصف المجتمع بل كل المجتمع، فقدرات المرأة لا تقل أبداً عن قدرات الرجل لكن المشكلة فقط في التمكين. احترم جداً هذه الجائزة لأنها تُشجع المرأة العالمة بأنها تُنجز. لا تخجلي من التحدث عن إنجازاتك فنحن نحتاج أكثر إلى رموز ناجحة لتُلهم النساء الأخرى.

 

حاورتها ندى قبّاني

المزيد
back to top button