د.غفران العتوم:"بكتيريا البحر الأحمر كمضاد حيوي"

بدأت مبادرة لوريال-اليونسكو "من أجل المرأة في العلم" قبل 20 عاماً، ومنذ تأسيسها وهي تهدّف إلى تمكين المرأة في مجال العلوم وتسليط الضوء على قيمة إنجازاتها في مجال العلم ويُكرّم البرنامج 5 من العالمات البارعات كل عام. غفران العثوم هي واحدة من ضمن الفائزات لهذه السنة في هذه المبادرة، فهي تعمل في مجال متعدد الاختصاصات من حيث تلتقي عنده بيولوجيا الأنظمة والمكروبيولوجيا التطبيقية.

 

يتركّز محور عمل الدكتورة/ غفران العتوم من المملكة العربية السعودية على اختبار حدود إمكانات التقنية الحيوية لسلالات البكتريا العصوية في البحر الأحمر وبالتحديد ويتركز حول الموقع الإيكولوجي الفريد لمنطقة البحر الأحمر الذي يزخر بإمكانات أيضية وبيولوجية واعدة في بيئته الميكروبية.

 

في لقاء خاص لنا معها، صرّحت الدكتورة غفران عن رحلتها العلمية ونتائج الأبحاث التي توصّلت إليها.

 

Elle Arabia: أخبرينا عن بداية اهتمامك بالأبحاث العلمية

د. غفران العتوم: أكملت الدكتوراه في أخر مراحل أبحاثي. في البداية درست علوم الكمبيوتر بعدها استكملت دراستي في علوم الأحياء والدكتوراه التي تتضمن تقيّم البكتيريا المُتواجدة في مياه البحر الأحمر لنستفيد منها على الصعيد الاقتصادي والطبي، فدرجة الحرارة ونسبة الملوحة لمياه البحر الأحمر تكون عالية في الصيف. نحن ندرس خصائص وكمّيات المواد التي تُنتجها هذه البكتيريا. بالفعل أثبتت الأبحاث أن هناك نوعّان من هذه البكتيريا تحتوي على خصائص تشبه خصائص المضاد الحيوي، فالتكوين الكيميائي لهذا النوع من البكتيري هو تقيّم كيميائي جديد وغير معروف حتى الآن ولكنها خصائص مضادة لبكتيريا أخرى وجديدة. فالآن هناك خطر حول العالم وهو البكتيريا المضادة التي عندها مناعة ضد المضادات الحيوية المتوفرة بالأسواق لذلك نحن بحاجة ماسة لإصدار أنواع جديدة من المضاد الحيوي. سيتم استخلاص هذه المُكونات ودراستها على كائنات حيّة للتأكد من فعّاليتها. في لقاء خاص لنا معها، صرّحت الدكتورة غفران عن رحلتها العلمية ونتائج الأبحاث التي توصلت إليه.

 

Elle Arabia: كيف بدأت بالتعاون مع لوريال-اليونسكو؟

د.غفران: سمعت عن هذا المبادرة منذ وقت طويل ولكني لم أكن مُستعدة بعد للمشاركة، ولكن هذه السنة كان لدي عدد من المنشورات التي تؤهلني للمشاركة فيه. اعتبر هذه الجائزة بمثابة نهاية إيجابية لمشوار طويل لرسالة الدكتوراه التي قدّمتها، فهذه هي السنة الأخيرة لدراستي.

 

Elle Arabia: أخبرينا أكثر عن تفاصيل البحث؟

د.غفران: الهدف الأساسي للبحث هو استخراج مواد جديدة وتحويلها إلى إمكانيات. أكثر خطوة مُكلفة في الأبحاث التي نُجريها هي إعادة تحلية المياه المالحة لاستخراج مكوّنات تُستخدم في تصنيع مواد كيميائية بكميات كبيرة للاستهلاك التجاري، فبكتيريا البحر الأحمر بها خصائص تُمكّنها من العيش في المياه المالحة، مما ساعدنا على التقليل من التكاليف بشكل ملحوظ، وذلك أثبت نجاح هذه المواد الكيميائية من الناحية الطبّية وأيضاً الناحية الاقتصادية.

 

Elle Arabia: هل كان من الصعب عليكِ الوصول لهذه النتائج؟

د.غفران: لم أواجه أي تحدي كوني امرأة أثناء قيامي بعمل الأبحاث، فأواجه نفس التحدّيات التي يواجها زملائي الرجال. من صغري وأنا أحلم بأن أكمل دراستي حتى أكون قادرة على الإنتاج ودائماً كان يشجعني على ذلك من حولي. أنا أعتقد أن التشجيع من الآخرين سواء العائلة أو الأصدقاء أو حتى شخص واحد، هو عامل أساسي للنجاح. فمرّت عليا أوقات كنت أشعر فيها بفقدان الأمل لأن نتائج الأبحاث لم تكن كما توقعت ولكن أهلي دائماً ما كانوا يُساندوني ويشجعوني على الصبر إلى أن توصلت للنتائج المرجوة.

 

Elle Arabia: ما هي نصيحتكِ للمرأة العربية؟

د.غفران: إن لم يفتح لكِ العلم أبواب كثيرة فهو لن يؤذيكِ. النصيحة الثانية، لا تؤجلي من تكوين أسرة وحاولي أن تتوصلي إلى أفضل مُعادلة للتوفيق بين عملكِ وأسرتكِ.

 

حاورتها ندى قبّاني

المزيد
back to top button