الدكتورة شازيا علي هي طبيبة جلد تتخذ المملكة العربية السعودية مقراً لها، وتشغل منصب رئيسة قسم الأمراض الجلدية في إحدى أبرز العيادات الطبية المتخصصة في جدة. خبيرة في طب محاربة التقدم العمر ولديها خلفية معرفية في أحدث تقنيات إسترجاع الشباب، من الرأس وحتى أخمص القدمين.
كان لنا معها حديث شيق حول أحدث تقنيات إزالة الشعر، بالإضافة إلى بعض النصائح المتعلقة بأفضل أساليب التخلص من الشعر الزائد.
ELLE Arabia: ما العوامل التي أدّت إلى قيام السيدات بإزالة الشعر من كامل أجسامهن؟ هل يمكن أن نلوم الإعلانات؟
د. شازيا علي: يعود تاريخ إزالة الشعر غير المرغوب فيه إلى ما قبل نشوء صناعة الإعلان بوقت طويل. فقبل الميلاد بآلاف السنين لجأ الرجال والنساء وحتى الأطفال إلى إزالة الشعر من أجسامهم لأسباب مختلفة، تتراوح من النظافة الشخصية إلى أسباب التديّن والقدسية. كما أن الطرق التي اتبعوها لإزالة الشعر كانت أيضًا فريدة من نوعها، وكانت الشظايا المصنوعة من أصداف المحار، والشفرات المصنوعة من النحاس، من أوائل الأدوات المستخدمة في إزالة الشعر غير المرغوب فيه. ومع تطور الزمن وتقدمه، تطورت أساليب العناية بالجسم والشعر. وطوّرت شعوب مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين أساليب حديثة لإزالة الشعر بواسطة الشمع. فللحصول على بشرة ملساء خالية من الشعر استخدم المصريون كريمات لإزالة الشعر مصنوعة من شمع العسل أو الشموع المصنوعة من أساس السكر، كما استخدموا حجر الخفاف لتنعيم البشرة وإزالة الشعر الصغير. خلال العصر الروماني، كان الجسم الخالي من الشعر دلالة على المنزلة المرتفعة ورقي وثقافة الشخص. فعند إلقاء نظرة على الأعمال الفنية التي تجسد تلك الفترة تظهر النساء الإغريقيات بكامل أنوثتهن وبأجسام خالية تمامًا من الشعر. استمر هذا التوجه خلال العصور الوسطى، حيث حرصت السيدات من العائلات الملكية والنبيلة على إزالة شعر أجسامهن. وجاءت الإعلانات لتتوسع في تقاليد وطقوس إزالة الشعر وتنقلها لعامة الجمهور في مطلع القرن العشرين، وما تبقى يدخل في صفحات التاريخ الحديث.
وعند التمعن في هذه الممارسات على مر التاريخ يبدو أن العوامل الرئيسية التي عززت الرغبة بالحصول على جسم خالٍ من الشعر متعددة، منها النظافة الشخصية ومنها الدين ومنها الموضة والعادات والثقافات المختلفة، ومنها الرغبة في جذب الجنس الآخر. قد تكون الإعلانات ساعدت في انتشار الفكرة لدى الناس على نطاق أوسع ونقلت هذه التوجهات من كونها ممارسات تقتصر على الطبقات الراقية إلى جميع الطبقات، إلا أن جذور الممارسات والدافع المؤدي لها كان موجودًا في الأساس.
ELLE Arabia: ما هي أحدث تقنيات إزالة الشعر؟
د. شازيا علي: يعد استخدام الليزر أو تقنية الضوء النبضي المكثف (IPL) أحدث أساليب تقليل نمو الشعر بشكل دائم. وقد شهدت الأعوام القليلة الماضية تطورات هامة كان منها توفر أجهزة الليزر المنزلية لتقليل نمو الشعر وبشكل تجاري، مما جعل هذه الطريقة متاحة لشريحة أكبر وبأسعار أقل. انتشرت لفترة طويلة أساليب إزالة الشعر بالشمع أو الكريمات أو الشفرات أو أجهزة نزع الشعر، بنتائج وكفاءة متفاوتة فيما يتعلق بفترة نمو الشعر من جديد. إلا أن فكرة تقليل نمو الشعر بشكل دائم باستخدام الليزر تحظى بقبول واسع لدى الأغلبية، حيث لا داعي للقلق من ظهور الشعر مجددًا بعد الحصول على النتيجة المرغوبة. وتعد فكرة تقليل نمو الشعر بالليزر بشكل دائم فعالة وجذابة جدًا فهي تقلل عدد الأمور التي ينبغي علينا متابعتها باستمرار.
ELLE Arabia: ما رأيك بتقنية إزالة الشعر بالليزر؟ هل هي آمنة؟
د. شازيا علي : أنا أخصائية أمراض جلدية كما أنني أؤمن بالعلم، وأؤيد إزالة الشعر بالليزر تمامًا. يرجع تاريخ استخدام الليزر لتقليل نمو الشعر إلى عام 1963، عندما استخدم غولدمان ليزر روبي لقتل بصيلات الشعر المصبوغ. أما أولى أنواع الليزر التي تمت الموافقة عليها كوسيلة لإزالة الشعر في الولايات المتحدة الأمريكية فقد استخدمت جزيئات الكربون الموجهة على البشرة ثم تعريض البشرة لليزر من نوع (Q-switched Nd-Yag) مما يؤخر نمو الشعر لفترة 3 أشهر، لكن هذه التقنية لم تقم بإزالة الشعر بشكل دائم. لقد تطورت هذه الطرق بشكل كبير منذ ذلك الوقت، وهناك حاليًا أجهزة ليزر آمنة وفعالة جدًا تتوفر في الأسواق. تطورت تقنية الليزر والضوء النبضي المكثّف إلى حد كبير لدرجة أن هذه الأجهزة أصبحت متوفرة للاستخدام منزليًا.
أجهزة الليزر المستخدمة من قبل أخصائيين في العيادات آمنة جدًا في حال تنفيذ الجلسات تحت إشراف أطباء خبراء في هذا المجال. أما فيما يتعلق بالأجهزة المنزلية المعتمدة على تكنولوجيا الضوء، فإن أبرز المخاوف تتمثل في مخاطر تعرض البشرة للحروق أو تضرر العيون. وعند تقييم مقدار سلامة أجهزة الليزر المنزلية، فإنني أثق فقط بالأجهزة المزودة بمواصفات ضمان السلامة، مثل مستشعرات خاصة تساعد في تغيير قوة الليزر بحسب لون البشرة، وخاصية سلامة تضمن إطلاق الليزر فقط عند ملامسة الجهاز للبشرة لتجنب إضرار الضوء بالعيون. ومن الأجهزة التي أثق بأدائها وأنصح مرضاي باستخدامها منزليًا جهاز براون فينوس سيلك إكسبيرت من براون. كما أنني أثق تمامًا بتقنية استشعار لون البشرة SensoAdapt™ من براون، فهي تقنية تعمل على استشعار وتحديد لون البشرة باستمرار وتعديل كثافة الضوء بما يتناسب معها. فتغيير قوة الضوء عند معالجة مساحات البشرة الداكنة يقلل فرصة حروق البشرة إلى أدنى حد. كما أن هذا الليزر يعمل فقط عند ملامسة البشرة بنسبة 100% مما يقلل مخاطر تضرر العين بشكل دائم.
ELLE Arabia: ما هو الوقت الأمثل لإزالة شعر الجسم؟
د. شازيا علي: الإجابة السهلة والسريعة هي: في الوقت الذي يناسبك. ولكن لو أردنا الدخول في تفاصيل الطريقة التي ترغبين باستخدامها لإزالة الشعر فإن ذلك قد يحدد فترة إزالة الشعر أو الفترات التي يجب تجنب إزالة الشعر خلالها. فعلى سبيل المثال، يقضي الكثيرون وقتًا تحت أشعة الشمس خلال فترة الصيف للحصول على بشرة برونزية، وهذا لا يعتبر وقتًا مناسبًا لإزالة شعر الجسم بالليزر. وتعتبر أجهزة نزع/إزالة الشعر والحلاقة أفضل أساليب إزالة الشعر خلال هذه الفترات التي تتعرض فيها البشرة لأشعة الشمس لفترات طويلة. إذا كنت تستخدمين جهاز براون سيلك أبيل لإزالة الشعر، فإن الأفضل استخدام الجهاز كل 3-4 أسابيع (بحسب سرعة نمو الشعر لديك).
وتتيح تكنولوجيا micro-grip™ المتخصصة إزالة أصغر الشعيرات (بطول 0.5 مم) مما يمنحك بشرة ناعمة خالية من الشعر بدون أن تعاني من مشكلة الشعيرات القصيرة. وفي المقابل، إذا كنت تفضلين استخدام الحلاوة لإزالة الشعر فإن عليك أن تتحملي الشعيرات القصيرة لفترة من الوقت حتى تطول بما فيه الكفاية (1-1.5 مم) لتتمكني من إزالتها من جذورها.
ELLE Arabia: برأيك، هل تعتبر إزالة شعر الجسم أمرًا مناقضًا للحركة النسائية والمطالبة بالمساواة بين الجنسين؟
د. شازيا علي: على الإطلاق! بالنسبة لي، فإن المساواة بين الجنسين تتعلق بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. والمساواة في هذا الإطار تعني أن يكون لي حق الاختيار بإزالة الشعر أو عدم إزالته. يجب أن يكون دافعك في إزالة شعر الجسم هو انت، وليس لإرضاء أي أحد آخر. فالمجتمع لا يصنف الرجال بناء على حلاقة ذقونهم أو إرسالها، لذلك فلا يجب أن يتم توظيف عادات العناية الشخصية النسائية بهدف تصنيفها ضمن فئة معينة: مؤيدة أو معارضة للمساواة بين الجنسين! إذا كانت المرأة مرتاحة ومتقبلة لشعر جسمها، فلها الحق في أن تتركه دون إزالة. ولكن إذا كانت هي شخصيًا تفضل بشرتها ناعمة بدون شعر فهذا أيضًا حقها! أنا أعتقد بأن تصنيف الناس وتعييرهم بناء على شعر أجسامهم هو نوع من التنمر، وهو سلوك غير مقبول.
ELLE Arabia: لماذا تلجأ النساء إلى إزالة شعر المنطقة الحساسة؟ هل السبب هو الرجل، أم أنه أمر يتعلق بالنظافة الشخصية؟
د. شازيا علي: أعتقد أن الأمر مزيج من حب الظهور والوعي بأهمية النظافة الشخصية التي تدفع المرأة إلى إزالة شعر المنطقة الحساسة، كما أن للدين دورًا في هذا الصدد لدى بعض الفئات السكانية. فعلى سبيل المثال، هل تعلمون أن المسلمين، رجالًا ونساءً، يحرصون على إزالة شعر المنطقة الحساسة لديهم لأسباب دينية؟ فالسنّة في الإسلام تدعو لإزالة شعر العانة وتحت الإبط. وقد روى كل من الإمام البخاري (5889) والإمام مسلم (257) عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم) قال: "خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وقص الشارب، وتقليم الأظافر، ونتف الآباط" – والاستحداد هو حلق شعر العانة. وهذه الأمور جميعًا تتعلق بالنظافة والعناية الشخصية.
ELLE Arabia: برز توجه حديث مؤخرًا في عالم الجمال قوامه عدم إزالة شعر الإبطين. ما رأيك بذلك؟
د. شازيا علي: أعتقد أن موضة الإبط المشعر أمر صعب من حيث بالحفاظ على نظافة هذه المنطقة. فالإبط منطقة مغلقة لا تتعرض للتهوية، وهي معرضة للتعرق والرطوبة. وجود الشعر الزائد وخلايا البشرة الميتة محصورة تحت الإبط قد يزيد من نمو البكتيريا مما يؤدي إلى الروائح المزعجة. العرق في العادة لا رائحة له، لكن اختلاطه بالبكتيريا وخلايا البشرة الميتة يؤدي إلى روائح مزعجة. ومن هنا فإن إزالة شعر الإبطين يجعل هذه المنطقة أنظف ويقلل من فرصة تكاثر البكتيريا فيها.
ELLE Arabia: هل تعتقدين أن إزالة شعر الجسم قد تتحول إلى نوع من الوسواس؟ لماذا؟
د. شازيا علي: المجتمع الإنساني يقوم على تراكم الخبرات والتجارب، وهذا يعني أن وعينا بالمظهر الخارجي يزداد باستمرار. نحن نخصص مزيدًا من الوقت والجهد والمال في جعل حياتنا أكثر راحة وملاءمة لتفضيلاتنا. قد تصبح إزالة الشعر مرة في الشهر أمرًا مرهقًا. كما أن التعايش مع الشعيرات القصيرة غير المرغوب فيها لأيام عدة يقيد حريتنا في ارتداء ما نرغب به أو الشعور بأننا في أفضل حالاتنا – هذا الامر قد يكون مزعجًا للبعض. فالجميع، نساء ورجالًا، ممن يفضلون أن تكون بشرتهم ناعمة وخالية من الشعر، يرغبون بأن تكون هذه سمة دائمة، تمنحهم حرية ارتداء ما يرغبون به في أي وقت أو مكان، دون الحاجة لوقت مسبق للعناية الشخصية وإزالة الشعر. ولتلبية هذه الحاجة، فقد تم تطوير تقنيات إزالة الشعر بالليزر، ولهذا السبب حققت أساليب تقليل نمو الشعر بالليزر قبولًا واسعًا.
ELLE Arabia: ما هي أفضل أساليب إزالة الشعر؟
د. شازيا علي: ليست هناك طريقة واحدة مثلى لإزالة الشعر، فالأداة أو الطريقة المفضلة تعتمد في الواقع على تفضيل الشخص وأسلوب حياته، وعلى الميزانية التي يخصصها لهذا الأمر. أنا أعتقد شخصيًا أن إزالة الشعر بالليزر خيار رائع، إذا كانت ضمن الميزانية المتاحة. وقد اتاحت أجهزة الليزر المنزلية تحقيق حلم الكثيرين ببشرة ناعمة خالية من الشعر. وبالنسبة للشباب الذين لا يملكون الميزانية الكافية لشراء جهاز الليزر، فإن أجهزة إزالة الشعر الميكانيكية خيار جيد، أفضله أنا شخصيًا على استخدام الشمع أو الحلاقة. فنتائج هذه الطريقة تستمر لفترة قريبة من استخدام الشمع، دون ما يسببه الشمع من فوضى والتصاق بالبشرة. إذا كان شعر البشرة خفيفًا ومتفرقًا، فإن حلاقته بالشفرة قد تكون الخيار المناسب، لكن هذه الطريقة تتطلب تكرارها كل يوم أو يومًا بعد يوم، وهو ما قد يكون مزعجًا أو مرهقًا. إذا كان شعر البشرة سميكًا وداكنًا، فإن حلاقته ليست خيارًا عمليًا.
ELLE Arabia: لماذا يلجأ الرجل العصري إلى إزالة شعر جسمه؟
د. شازيا علي: أظن أنه يقوم بذلك لنفس السبب الذي تقوم المرأة من أجله بإزالة شعر جسمها. من المحتمل أن الرجل العصري يرغب ببشرة ناعمة خالية من الشعر. لعله يرغب في الابتعاد عن صورة إنسان النياندرتال الأول وأجداده القدامى كثيفي الشعر، ويرغب بأن يكون أقرب شبهًا إلى نجوم الرياضة والسينما الذين يتابعهم. قد تكون هذه الرغبة علامة على مدى الضغط الذي يتعرض له الرجل في عصرنا الحالي للتشبه بالنجوم والمشاهير. العضلات البارزة والجسم الأملس الخالي من الشعر أصبحت معايير الوسامة الحديثة، والرجولة لدى جيل الألفية والجيل السابق لهم أصبحت تتبنى هذه المعايير لمواكبة العصر.
حاورتها ميريانا عون