خواطر شهد الوزني

بصفتها قائدة برنامج "تنوين"، وهو جزء من مؤتمر "إثراء" الإبداعي المخصّص للتصميم، تتحدّث شهد الوزني عن دورها ومساعيها الدؤوبة لجمع الأصوات المتنوّعة في دنيا التصميم من كلّ أنحاء العالم.

 

عزيزتي ELLE Arabia،

إنّ مشهد التصميم هنا في المملكة ديناميكي للغاية ومفعمٌ بالطاقة، ويقع ضمن المشهد الإبداعي المزدهر في المنطقة، حيث يصبح الطموح حقيقة. إنّه لشرف كبير لي أن أكون مصمّمة في هذا السياق ولاعبة رئيسية في إطار منظّمة تدفع حدود صناعة التصميم العالمية وتخلق المساحة المناسبة لمصمّمي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في داخلها.

انضممت إلى "إثراء"، في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، بعد مدّة قصيرة من فتح أبوابه للجمهور عام ٢٠١٨ بهدف أن يصبح مركزاً ثقافياً رائداً مخصّصاً لدعم المواهب والابتكار والإبداع داخل المملكة. وفي العام التالي فقط، فتحت المملكة العربية السعودية حدودها أمام الزوّار الدوليين، ومنذ ذلك الحين أخذت البلاد تتغيّر بمعدّلٍ وحجمٍ لا مثيل لهما. وتماشياً مع ذلك، قام "إثراء" بتوسيع فرصه المخصّصة لدفع المواهب والابتكار، عبر جميع المكوّنات والتخصّصات الإبداعية داخل المركز. وعندما انضممتُ إلى IdeaLab، مركز التصميم الإبداعي في "إثراء"، كان اتجاهنا وهدفنا لا يزال قيد الصقل للتكيّف مع السياق السريع التطوّر الذي كنّا جزءاً منه، ولكن أيضاً للعب دور نشط. واليوم، أصبح IdeaLab، بكلّ بساطة، المكان الذي يتمّ فيه بثّ الحياة في الأفكار. نحن نحفّز الابتكار من خلال رعاية المواهب وتقديم وجهات نظر جديدة لتصميم الحلول الإبداعية. أنا فخورة جداً بحقيقة أنّنا ما زلنا نتطوّر مع تطوّر المملكة ولكنّنا أيضاً نقود التقدّم داخلها حيث تصل مهمتنا بشكلٍ متزايد إلى مستويات أعلى وأبعد. ومن الأمثلة البارزة على ذلك مبادرتنا الرائدة "تنوين"، والتي ستقام نسختها السابعة في "إثراء" في الفترة الممتدّة من ٣١ أكتوبر إلى ٦ نوفمبر.

أصبحت "تنوين" الآن منصّة التصميم الأكثر تأثيراً في المملكة العربية السعودية، حيث تجتذب كلّ عام المزيد من التعاون الدولي وفرصاً أكثر طموحاً للمصمّمين من المنطقة والتي تتوّج بمؤتمر يستمرّ أسبوعاً وعرضاً للتصميم يجمع المبدعين من جميع مستويات الخبرة والخلفيات، من جميع أنحاء العالم. "تنوين"، مثل جميع برامج "إثراء"، مدعوم بمثل هذا التنوّع في وجهات النظر، حيث يمهّد هذا الطريق لتبادل المعرفة التي تعتبر مفتاح الابتكار. إنّ التقدّم لا يحدث من فراغ أو بين ليلة وضحاها؛ إنّها عملية تتطلّب التبادل والتعاون.

في الواقع، يحتفل مؤتمر "تنوين" هذا العام بعملية التصميم نفسها، وليس فقط بالمنتج النهائي. أستوحي من صديقٍ عزيز، وحكيم للغاية، الذي قال لي مؤخراً: "أحياناً تفوز، وأحياناً تتعلّم، لكنّك لا تفشل أبداً"، يحمل مؤتمر هذا العام عنوان "تَقَبُّل الفشل"، وهو دعوة لجميع المصمّمين للتعامل مع النكسات التي يواجهونها على أنّها فرص للنمو. أنا متحمّسة جداً للترحيب بجميع الخبراء والمصمّمين الناشئين والطموحين في "تنوين" لتبنّي هذا الأمر بشكلٍ جماعي، كمجموعة. هذه هي المساعي التي أقدّرها بشدّة، ليس فقط لأنّني مصمّمة من خلال التدريب والتجارة، بل الأهمّ، لأنّ التصميم بالنسبة لي هو أسلوب حياة. ينساب من خلالي في العبايات التي أصمّمها وأرتديها بنفسي، في شكل فنجان القهوة في يدي، وفي الطاولة أمامي ـ ماذا لدينا، ومن نحن، بدون تصميم؟ لا يرتقي المصمّم بجمال إبداعاته فقط، بل بقدرته على معالجة وحلّ مشكلات الحياة الواقعية من خلال التصميم المبتكر.

أن تكون مصمّماً هو تصرّف مبني على التفاؤل والإيثار المتأصّلين بأنّه يمكننا أن يكون لنا تأثير إيجابي على العالم من حولنا من خلال تصوّر حلول للمشكلات التي نحدّدها. ويتمثّل دور "إثراء" في إنشاء المنصّات التي تعزّز هذا المفهوم، ثمّ الفرص الملموسة لتحقيقه.

على أمل أن نلتقي بالعديد منكم يوم ٣١ أكتوبر في "إثراء" لحضور إطلاق "تنوين" ٢٠٢٤.

 

شهد الوزني

المزيد
back to top button