إيمان حريري-كيا مؤلّفة وصحفية حائزة على جوائز وغير مقيّدة بالقيود المجتمعية ـ سواء عن طريق التضمين، أو الاستدلال، أو المراقبة. كتبت أول مقالة افتتاحيّة لها في صحيفة The Huffington Post عندما كان عمرها ١٥ عاماً فقط، حيث كتبت عن تجربتها مع الإسلاموفوبيا في فترة ما بعد ١١ سبتمبر. وبما أنّها نشأت في نيويورك، فقد قادتها تأثيراتها وتجاربها إلى التعبير بجرأة عن أفكارها حول الجنس، والمواعدة، والعلاقات، والهوية الجنسية، والتعليم الجنسي، وأهمية الرضى. وهي اليوم صوت مشهور وقوي للنساء الأميركيات في الشرق الأوسط اللاتي يرتبطن بصوت العقل لأنّه يأتي مع دراما الحياة الواقعية ومسحة من القيود الثقافية التي غالباً ما تكون ملفتة عاطفياً للكثيرين. "لقد عملت كصحفيّة لمدّة عقدٍ تقريباً. عندما تكونين جزءاً من غرفة الأخبار، تتعلّمين إيلاء الاهتمام الشديد لروح العصر الثقافي، وتتطلّعين إلى التعرّف إلى أي اتجاهات شاملة". قصصها مستوحاة من شخصيات وأحداث من الحياة الواقعية، وهي توفّر رابطاً يصعب تفويته بين التجارب الشخصية، وشائعات الصناعة، والأخبار والتعليقات الاجتماعية. بعد نجاح روايتها الأولى "مائة فتاة أخرى" (يوليو ٢٠٢٢)، أصدرت روايتها الثانية "أشهر فتاة في العالم" (سبتمبر ٢٠٢٤) وهنا تتحدّث إلينا عن ثقافة المؤثّرين والإلهام وأهمية المجتمع، وتكريم القوّة.
ما الذي ألهم حبكة روايتك الثانية؟
خطرت في بالي الفكرة لأول مرّة عندما ظهرت أنباء مفادها أنّ رئيس الولايات المتحدة آنذاك وعد بإرسال سيارة ليموزين إلى السجن للعفو عن "تايغر كينغ"، نجم تلفزيون الواقع الذي كان يقضي عقوبة بالسجن بتهمة الشروع في القتل مقابل أجر. التفت إليّ زوجي وقال: "هل يمكنك أن تتخيّلي لو كان أشهر شخص في العالم قاتلاً حقيقياً، والناس لا يهتمّون؟" بدأت عجلات عقلي تدور على الفور، وولد مفهوم روايتي في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم.
ما مدى ارتباطها بثقافة المؤثّرين اليوم؟
على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبح السؤال الذي ألهم النص أكثر أهمية. آنا ديلفي لديها نسخة مقتبسة على نيتفليكس، وتسير على مدارج أسبوع الموضة في نيويورك وهي ترتدي جهاز مراقبة على الكاحل مبهر، تقدمة من ICE. إليزابيث هولمز لديها نسخة مقتبسة من Hulu، وهي علامة تجارية جديدة لصحيفة نيويورك تايمز، وهي تحمل اسم Liz. لدى Gypsy Rose Blanchard مذكّرات من المقرّر إصدارها العام المقبل، وتقوم بتوثيق رحلة حملها على تيك توك. يبدو الأميركيون، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، مهووسين بالبطلات المكافحات، وبالنساء المخطئات، والتقاليد الكامنة وراء القرارات المشؤومة التي يتّخذها الناس. ولكن إلى أي مدى يجب أن تذهب خدعة المشاهير الساحرة لتحويل الرأي العام ضدّهم بشكلٍ دائم؟ هذا ما تهدف هذه الرواية الساخرة إلى طرحه على القرّاء.
كيف تجدين ارتباط نساء الشرق الأوسط بآرائك؟
تعتبر تجربة الحبّ، أن تُحبّي أو أن تُحَبّي، جزءاً أساسيّاً من كونك إنساناً، وهذا شيء يمكن لأي شخص أن يرتبط به. وأنا متحمّسة لتزويد النساء والأشخاص المهمّشين بمعلومات دقيقة عن أجسادهم وعقولهم، حتى يتمكّنوا من التواصل بكفاءة واتخاذ قرارات مستنيرة خاصة بهم. ليس هدفي أبداً أن أخبر القرّاء بما يجب عليهم فعله، بل تكريم قوّتهم. في ما يتعلّق بالعلاقات، فالمعرفة هي القوّة الفعليّة. والمجتمع يمكن أن يكون حيوياً.
لماذا توصين بكتابك الأخير لشابات اليوم؟
آمل أن يبتعد القرّاء عن التساؤل عن علاقتهم بثقافة المشاهير، وكذلك لماذا ننجذب إلى الأشخاص السيّئين للغاية لدرجة أنّهم يجعلوننا نشعر بالرضا تجاه أنفسنا. هل يمكننا أن نغفر الفجور باسم الأصالة والإخلاص للذات؟ وأعتزم أيضاً التأكيد على أنّ النساء الأميركيات في الشرق الأوسط لا يتواجدن كلّهنّ في كتلةٍ واحدة. فعلاقاتهنّ بشخصيتهنّ وهويتهنّ تتطوّر باستمرار وتعتمد بالكامل على الفرد. لا تُمنح النساء ذوات البشرة الملوّنة دائماً نفس النعمة التي تجعلهنّ معقّدات بصورةٍ مبالغٍ فيها، وأنا ممتنة لإتاحة الفرصة لي لكتابة أبطال، نعم، من الشرق الأوسط، ولكنهنّ أيضاً يرتكبْنَ العديد من الأخطاء ـ ويُسمح لهنّ بمساحة للتعلّم منها. إنّ تمثيل الفتاة الفوضوية ذات اللون الأسمر ليس مهماً فحسب، بل إنّه بالغ الأهمية.
لو أردتِ تحويل كتابك إلى فيلم أو مسلسل، ماذا ستضيفين إليه؟
أودّ أن تتاح لي الفرصة لمواصلة السخرية من نوعيْ الجريمة الحقيقية والإثارة، من خلال كسر الجدار الرابع وتقديم تعليقات جانبية للجمهور مباشرةً، على غرار Fleabag. أتصوّر أيضاً الارتقاء بعامل المعسكر، بطريقة تشبه أسلوب ريان ميرفي في فيلم Scream Queens. وبالطبع، فإنّ تحويل الرواية إلى مسلسل سيسمح لي بتطوير بعض الشخصيات الجانبية المفضّلة لدي بشكلٍ أكبر، مثل Steph و Fern. أحبّ أن أجلس في الصف الأمامي لأتابع تطوّر قصتهم المنفصلة.
أين تجدين نفسك غالباً تكتبين أفضل أعمالك؟
أجلس على أريكتي مع مشروب، والنوافذ مفتوحة، والموسيقى تنطلق من مكبّر الصوت. لكن لدي بعضاً من أفضل أفكاري أثناء التنّقل ـ في مترو الأنفاق أو في الطابور في عيادة الطبيب. يعتبر تطبيق Notes App وتطبيق Voice Recording App هما منقذَي. أكتب كلّ شيء. أنت لا تعرفين أبداً أي مسار سينجح في النهاية.