حديث خاص مع المصمّمة البريطانيّة الفلسطينيّة نور نيروخ

تتحدّث المصمّمة البريطانيّة الفلسطينيّة نور نيروخ عن الاستدامة وتراثها الغني وكيف أنّ مجوهراتها قادرة على التقاط كليهما بشكلٍ جميل.

 

كيف دخلتِ إلى عالم تصميم المجوهرات الجميل؟

لقد كان لدي دائماً اهتمام الهواة بصناعة المجوهرات، وغالباً ما كنت أصنع مجوهرات بسيطة يدويّاً باستخدام لآلئ المياه العذبة والخرز شبه الكريم والعملات المعدنية العتيقة لنفسي. ومع ذلك، أردت التعمّق أكثر ومعرفة المزيد عن صياغة الفضة. بعد وقت قصير من انتقالي إلى اليونان، زرت بالصدفة ورشة عمل للمجوهرات الحرفية في قلب مدينة كافالا القديمة. إنّ مراقبة فنّ وحرفية صياغة الفضة فتحت مخيلتي على عالم صناعة المجوهرات وجاء تصميمي الأول بشكلٍ طبيعي.

 

ما هي أول قطعة ابتكرتِها؟

كانت القطعة الأولى التي صببتها في كافالا هي "عملة الـ٥ ملات" من الانتداب البريطاني على فلسطين والتي تمّ سكّها عام ١٩٣٩. وكانت من مجموعة عملات معدنية قديمة ورثتها عن والدي؛ ولقد أصبحت لها قيمة عاطفيّة بالنسبة لي كفلسطينية في الشتات مع القليل من الاتصال الجسدي بوطني حيث قضيت طفولتي المبكرة. وكانت هذه العملات المعدنية الوحيدة في التاريخ التي تمّ سكّها على الإطلاق باسم "فلسطين". كنت أرتدي العملة الأصلية، لذا كان صبّها بالفضة الإسترلينية وطلاؤها بالذهب عيار ٢٤ قيراطاً بمثابة رمز قيّم بالنسبة لي.

 

هل ما زلت تملكينها؟

نعم لدي العملة الأصلية التي صنعت منها القالب والسبك الأول! أحتفظ بهذه العملة في مجموعتي الشخصية كذكرى لبداية رحلتي في عالم المجوهرات.

 

ماذا يعني Nurnei (نورني)؟

كنت بحاجة إلى ابتكار اسم تجاري أصلي، لذا تلاعبت بفكرة أسماء الأحجار الكريمة المفضّلة لدي من اللغتين العربية واليونانية، لكن في النهاية، استقرّيت على الجمع بين اسمي الأول واسم العائلة، نور (نور) نيروخ (ني)، Nurnei. لقد كان لها وقعها وتأثيرها، وكانت في نهاية المطاف الأكثر ملاءمة للعلامة التجارية التي كانت تتويجاً لعناصر مختلفة من حياتي.

 

العلامة التجارية تدور حول الاستدامة. كيف يتجلّى هذا من خلال تصاميمك؟

أنا لا أتبع الاتجاهات السائدة ولا أطلق مجموعات جديدة في كلّ موسم. أنا أصمّم عندما أشعر بالإلهام. غالباً ما أشير إلى مجوهراتنا على أنّها مجوهرات بطيئة، بمعنى أنّنا نعمل بشكلٍ عام على أساس "التصنيع حسب الطلب" وأنّني أصمّم عندما يأتي الإلهام بشكلٍ طبيعي. إنّ تشابك العناصر الكلاسيكية في المجوهرات مثل اللؤلؤ والعملات المعدنية جنباً إلى جنب مع الأشكال والأنسجة العضوية يمكّنني من إنشاء تصميمات خالدة يمكن ارتداؤها في أي موسم.

 

ما هو تأثير تراثك الفلسطيني على عملك؟

ما هي الجوانب الثقافيّة التي تعتمدين عليها؟ التراث الفلسطيني غني جداً، بدءاً من نفخ الزجاج مروراً بالنسيج وصولاً إلى الغرز المتقاطعة وإلى حرفة عرق اللؤلؤ وغير ذلك الكثير. كنت أرغب دائماً في إدراج حرفة فلسطينية تقليدية كجزء من علامتنا التجارية بالإضافة إلى دعم الحرفيين الفلسطينيين المحليين. لذلك اخترت حرفة عرق اللؤلؤ لتكمل مجوهراتنا لأنّها مادة شبه ثمينة والتي غالباً ما تظهر في المجوهرات منذ بداية الزمن.

 

لقد بدأت للتو في أبو ظبي. هل هناك أي تصاميم جديدة خاصة بهذا الإطلاق؟

لقد صمّمت عقدين حصريين لهذا الإطلاق يضمّان صدفتين أصليتين من دولة الإمارات العربية المتحدة، تمّ جمعهما من شاطئ السعديات. لقد ألهمتني الطبيعة بشكلٍ كبير، لذا لم تكن هذه المجموعة مختلفة! أخذت هذه الأصداف إلى ورشتنا في كافالا وصببتها بالفضة. وتختلف كلّ صدفة عن الأخرى تماماً، مما يعكس التنوّع البيولوجي الرائع لأنواع الأصداف البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة. الأصداف ترمز إلى البحر، وهنا أستخدمها لتعكس العلاقة بين التراث الإماراتي وتقاليد صيد الأسماك والغطس بحثاً عن اللؤلؤ.

 
المزيد
back to top button