تميل علاقات المشاهير إلى أن تكون محطّ معظم النكات، ولكن بالنسبة للكثير من الأزواج الذين يحترقون في الحبّ ثم يتلاشوا، هناك القليل منهم يحافظون على علاقات قوية يبدو أنّها ستدوم مدى الحياة. مثال على ذلك، ريم السعيدي ووسام بريدي؛ إنّهما ليسا فقط رائعين جداً على السجادة الحمراء فحسب، بل بإمكانهما أن يوفّقا بين وظائفهما الصعبة العديدة، التي تضعهما باستمرار في دائرة الضوء. وها قد تمكّنا معاً من بناء علاقة متينة وعائلة جميلة على أسس قويّة تجعلنا جميعاً نؤمن بالسعادة. هنا، يلقي الزوجان القويان الضوء على الأبوة وصراعاتها ويخبراننا عمّا إذا كانا يخطّطان لعائلة أكبر.
ريم ورحلة ألأمومة...
ما هو أقوى شيء أشعرتك به الأمومة؟
علّمتني الحياة أشياء كثيرة عن كيف أصبح قويّة، لكنني لم أفهم أبداً مدى قوتي حتى أصبحت أماً. لم أفهم مصطلح الصبر أو الإحساس بالمسؤوليّة. كان للحبّ معنى جديداً تماماً، وللعطاء غير المشروط أيضاً. تعلّمت أنّني يجب أن أكون دائماً أفضل نسخة من ذاتي أمام عائلتي وأولادي ونفسي. كانت قدرتي على حماية عائلتي والوقوف في وجه كل الصعاب وأن تكون لدي القوة للقيام بكل ذلك، تفوق إدراكي؛ أمومتي أظهرت لي جانباً جديداً لم أكن أعرف بوجوده مطلقاً.
كيف توفّقين بين كل ما تفعلينه مع وضعك كأم؟
بكل صراحة؟ أنا لا أعرف. لكن كل ما أعرفه هو أنّ أطفالي وعائلتي هم أولويتي وكل ما أفعله هو من أجلهم وأنا أعمل دائماً لأكون موجودة عندما يحتاجون إليّ. وأؤمن أيضاً أنّه عندما أكون ناجحة، أكون سعيدة وعندما أكون سعيدة أعطي المزيد. بالإضافة إلى أنّ وجود الشريك المناسب يجعل الأمور دائماً أسهل. وسام ليس فقط دعامة قويّة، ولكنّه أيضاً أب رائع.
قبل أن تصبحي أماً، هل كانت لديك فكرة أيّ نوع من الأمّهات تريدين أن تكوني؟
وكيف يقارن ذلك بالواقع؟ لطالما حلمت بأن أصبح أماً مثل أمي. لطالما أردت وأريد أن يحبّني أطفالي كما أحبّ أمي. ما أنا عليه اليوم بفضلها. أنا قويّة وما زلت أختبر قوتي لأنّها قوية ومليئة بالحبّ. صحيح أنّني أمّ لكنّني طفلتها أيضاً! إنّه لأمر مدهش كيف أنّ والدتي لا تزال تؤدي وظيفتها بصفتها أمي. عندما أكون ضعيفة وأشعر أنّني أستسلم، هي تمنحني القوة؛ تذكّرني كلماتها دائماً ببذل المزيد والمزيد. لم أرَ أماً مثلها من قبل (أعتقد أنّ كل ابنة ترى والدتها نموذجاً يحتذى به) وبالنسبة لي كانت وما زالت الأفضل. بصراحة أحياناً عندما أنظر في المرآة، أرى أمي، لا أرى ريم.
وسام في العائلة...
أب البنات. كيف تعيش في بيت مليء بالنساء؟
إنّها حياة من نوع آخر، مليئة بالحبّ والحنان. أنا محظوظ بهنّ ووجودهنّ جميعًا بركة.
هل ينبغي أن تختار المعارك التي تخوضها؟
أحاول أن أختار معاركي بحكمة؛ في نهاية المطاف، أعتقد أنّ الأمر لا يتعلق بالفوز، ولكن باستثمار طاقتي في المكان المناسب.
أصعب جزء من الأبوة؟
إنّ أصعب جزء هو محاولة الفصل بين الحياة اليومية الصعبة (العمل، والمواقف، والأشياء اليومية) ومنحهما نوعيّة الوقت الجيدّة التي تستحقّانها، والحصول على الوقت الكافي الذي أتوق إلى تمضيته معهما كل يوم.
وأفضل جزء؟
أفضل جزء هو التواجد مع ابنتيّ، ومشاهدتهما تكبران وتتحوّلان إلى سيدتين صغيرتين رائعتين، وفهمهما والإستسلام لأحلام اليقظة حول من ستصبحان في المستقبل.
سؤال وجواب مع ريم ووسام...
كيف تصفان منزلكما في ثلاث كلمات؟
الحبّ غير المشروط والشعور بالانتماء والوحدة واللّحمة القويّة.
كيف كانت الحياة العائليّة أثناء الجائحة؟
وسام: كانت فترة صعبة خاصة في بداية الحجر والإغلاق. كانت ريم بمفردها مع الأطفال وكنت في دبي لوحدي لمدة خمسة أشهر تقريباً.
ريم: كنت أقوم بعملي وكأنّ شيئاً لم يكن يحدث حولي. كان على وسام أن يتركنا وأن يكون في دبي أثناء وجودنا في بيروت. كانت صوفيا تبلغ من العمر شهرين وكانت بيلا تبلغ من العمر ١٦ شهراً. والأطفال في هذا العمر، كل ما يحتاجونه هو الحبّ. جعلني غياب وسام أشعر أنّه ليس لدي خيار سوى أن أكون قويّة ولا أفكّر في الوباء أو الإغلاق لأنّ كل ما كنت أفكّر فيه هو هاتين الطفلتين اللّتين كان عليّ الاعتناء بهما.
أي دروس حبّ علّمكما إيّاها الوباء؟
وسام: أفضل درس ـ الأشخاص الوحيدون الذين يهتمّون بك حقاً وبسلامتك هم عائلتك المقرّبة. الحبّ الحقيقي يبدأ وينتهي في هذه الدائرة.
ريم: الأسرة هي كل شيء.
هل يوجد المزيد من الأطفال في مستقبلكما؟
وسام: ليس لدينا خطّة الآن، لكن لا أحد يعرف.
ريم: إنّ الأمر ليس مطروحاً في الوقت الحالي.
هل من قرار لعام ٢٠٢٢؟
وسام: قراري لهذا العام الجديد هو التركيز على ما يجعلني سعيداً ومنح نفسي شعوراً بالحرية.
ريم: علامتي التجارية للأزياء سترى النور، وسأمنح نفسي المزيد من الوقت للتمثيل وإنشاء عرض تلفزيوني آخر للأزياء.
تصوير: Fouad Tadros
تنسيق: Jade Chilton