تعرّفي على 5 نساء رائدات في العالم العربي

تعرّفي إلى أسماءٍ من الشرق الأوسط تعبّد الطريق للنساء في مجالات الموضة والتكنولوجيا والهندسة والأعمال.

 

مَن: إيمان عبد الشكور

المهنة: مؤسٍّسة شركة Blossom Accelerator ومديرتها التنفيذية

الجنسية: سعودية

 

أخبرينا قليلاً عنك

إسمي إيمان عبد الشكور، عمري 26 عامًا، وأنا من المملكة العربية السعودية، وأتحمّس جداً حيال البدايات الجديدة والابتكار والعلوم والمساوة والشمولية. ونظراً إلى خلفيّتي، لطالما انذهلت بالابتكار والتكنولوجيا وخلق عالم أكثر شموليةً. لذلك قررت أن أسلك درب ريادة الأعمال لأنّه يشبه خلفيتي في أبحاث العلوم بعدة طرق. في كل من العلوم وبناء الشركات الناشئة، نختبر الفرضيّات باستمرار ونقوم بتكرار المسارات حتى نجد شيئًا مثيرًا للاهتمام ومختلفًا ومبتكراً. إنّ هذه العملية التكرارية هي مثيرة للغاية بالنسبة لي. وبعد المغامرة في عدد قليل من المشاريع في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، قرّرت البدء بمشروع Blossom Accelerator، وهي أول شركة سعودية للتكنولوجيا تركّز على الطاقة النسائية. لقد لمستُ نقصاً في النظام البيئي للشركات الناشئة في السعودية وركّزت على حل هذه المشكلة. وبعد مرور أكثر من عامين، أستطيع أن أقول، وبكل فخر، إنّنا قد حقّقنا نجاحًا كبيرًا حيث قمنا بتوجيه أكثر من 311 شركة ناشئة في 5 دول مختلفة وإنّ 45 شركة ناشئة من تلك التي قمنا بتوجيهها حصدت 27 مليون ريال سعودي من الاستثمارات.

 

ما هي التحديات التي واجهتك خلال مسيرتك؟

كان هناك تحديات مختلفة ولكنّني أعتقد أنها أيضًا نعمة. بصراحة، هذا يعتمد فقط على كيفية النظر إلى الأمور. أنا شخص متفائل نوعًا ما. ومن أحد أكبر التحديات في حياتي كان إنشاء شركتي في سنّ مبكرة، ففي بعض الأحيان، يقلّل كبار المسؤولين التنفيذيّين والعملاء من إمكانيّات الشباب المندفعين للبدء بشركة خاصة أو فردية. لكنّ المسألة كلّها ترتبط بالثبات والثقة وإظهار المعرفة. وفي حالتي، تمكّنت من كسب ثقة الناس مع مرور الوقت والسمعة الطيبة.

بالتأكيد، لم أنتهِ من هذه المهمة إذ يتوجّب عليّ أن أتعلّم دائمًا ولن أسمح للخوف بالتغلّب عليّ وهذا ما أشجّع الشباب الآخرين على فعله لتجاوز الخوف والمثابرة.

 

ما رأيك بنساء هذا العصر اللّواتي يسعين إلى دعم الآخرين من حولهنّ؟

إنّ نساء هذا العصر قويّات جداً والحقيقة أنّهنّ لطالما كنّ كذلك. فإذا نظرنا الى تاريخ الثقافة العربية، لاحظنا أنّ المرأة العربية كانت دائماً مسؤولة عن تربية الأطفال، وإدارة الأسرة وحتى إدارة الدخل اليومي. في هذا العصر الحديث، تشغر المرأة مناصب جديدة كرئيسة تنفيذية أو مديرة عمليات أو مديرة مالية أو غيرها من الأدوار الأخرى. ليس من المستغرب أن نرى العديد من النساء يزدهرن لأنّنا اضطررنا دائمًا إلى القيام بمهام متعددة وكنّا دائمًا قويّات خاصةً في الذكاء العاطفي.

وما هو مدهش بشكل خاص أن نرى في داخل Blossom Accelerator نساء يقمن بتوجيه نساء أخريات وتدريبهنّ. وقد شاهدنا بعض النساء السعوديات الرائدات يُرشدنَ ويدعمنَ العديد من شركاتنا النسائية الناشئة وأنا ممتّنة لهنّ شديد الامتنان. ومن بين النساء السعوديات الرائدات اللاتي أعرفهنّ شخصياً وهنّ يستمرّنّ بمساندة نساء أخريات أذكر على سبيل المثال لا الحصر لولوة بكر ونورا التركي وسوفانا دحلان وأمل دخان.

 

ما هي نصيحتك لجيل الشباب؟

هناك العديد من النصائح. أولاً، أنصحهم بالتركيز على تغذية عقولهم وتنميتها ومحاولة معرفة ما يريدونه بأسرع وقت. أحبّ أن أشجّع الشباب على قراءة المزيد من الكتب، والاستماع إلى المزيد من مواد التعليم الصوتية المفيدة، وأن يحيطوا أنفسهم بالأفراد الذين يهتمّون بإحداث تأثير وتغيير.

 

ثانياً، أحثّ الشباب على ألاّ يقارنوا أنفسهم بالآخرين. من السهل للغاية الانخراط في هذا الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، لكنّ حقيقة الأمر هي أننا جميعًا متميّزون بأشياء مختلفة ولا نحتاج أن نقارن نفسنا بغيرنا. كذلك، أحثّ الشباب على التحلّي بالصبر فقد يبدو في الظاهر أنّ الناس قد حقّقوا النجاح بوقت قصير، لكنّ ذاك النجاح يكون في الواقع حصيلة سنوات عديدة من الجهود. وأخيراً، أدعو الشباب إلى التساؤل عن كيفية التخلّص من مشاكلهم وإيجاد الحلول حول ثلاثة مواضيع أساسية: التعليم والعمل، القضايا البيئية، والإنصاف والشمولية.

 

توجّهي برسالة إلى قارئات مجلّة Elle

إنّ الحياة مليئة بالتحدّيات ولكنّني أؤمن بضرورة التأكّد من أنّنا أقوى من التحدّيات التي تعترض طريقنا. من خلال تجربتي الشخصية - فقد كبرت وأنا أعاني من مرض الصرع لأكثر من 20 عامًا – تعلّمت أن أشحن نفسي بالطاقة والشغف وأن أقدّر الحياة، وتوصّلت إلى الاقتناع بأنّ كلّ شيء ممكن أن يتحقّق. وكلّما أسرعنا في السيطرة على حياتنا، تمكّنا من الوصول بشكل أسرع الى ما نريده. وهنا أقول لكلّ قارئة: ابقي صادقة مع نفسك فهذا يجعلك تتقدّمين دوماً. آمل أن تتمكّني، مع مرور الأيام، من أن تصبحي أكثر صدقاً مع نفسك وأن تتحلّي بالجرأة والشجاعة لتحقيق كل أحلامك.

 

من: الدكتورة ولاء الشيحي

المهنة: مهندسة كهربائية وكاتبة ومدرّبة حياة ومخاطبة محفِّزة

الجنسية: إماراتية

 

كيف تنجحين بتأدية كلّ هذه المهام؟

أنا أم إماراتية حائزة على دكتوراه وماجستير في إدارة الأعمال، كما أنّني مهندسة كهرباء وكاتبة ومدرّبة حياة أي "لايف كوتش" ومتحدّثة في المؤتمرات ومدرّبة في مجال التنمية الذاتية والوعي. لمَ اخترت كلّ هذه الأمور معاً؟ لأنّني أؤمن أنّه ليس عليّ أن أحدّ نفسي بأطر معيّنة لا بل أعتقد أنّه يتعيّن عليّ فعل المزيد. عندما بدأت حياتي المهنية كمهندسة كهرباء وجدت نفسي في إدارة الأعمال وأكملت دراستي في هذا المجال. ومن خلال تجاربي ودروس التنمية صرت مدرّبة لنمط الحياة.

 

ما هي أكبر التحديات التي واجهتك؟

إنّ حياتنا مليئة بالتحدّيات لكنّني أحبّ أن أتعلّم منها. واجهت أول تحدٍّ لي عندما بدأت أدرس الهندسة وأتخصّص في الكهرباء إذ راح الناس يتساءلون كيف تدرس فتاة شابة هذا الاختصاص. وعندما بدأت بالعمل كمهندسة، كنت أول سيّدة في شركة ADGAS تنزل إلى مواقع العمل على الأرض كما كنت أول من يتدرّب في ورشة GE في مدينة مصفح. كذلك، واجهت الصعوبات لأنّني اشتهرت بكوني لايف كوتش وأساعد الناس على حلّ مشاكلهم، وكان ذلك الأمر غير مرحّب به على الإطلاق في مجتمعي.

أمّا أكبر التحدّيات فكان عندما تطلّقت وكان عندي ثلاثة أطفال. لكنّهم كانوا قوّتي وسبب تسلّحي بالشجاعة لإكمال مسيرتي وتحويل المستحيل إلى ممكن.

 

ما الذي يمنح القوّة للمرأة؟

إنّ قوّة المرأة هي أجمل شيء خلقه الله في هذه الحياة. فإن آمنت بما تريد تحقيقه، تنجح بلا شكّ! على المرأة أن تدعم النساء الأخريات من خلال مصداقيتها والعمل بكلّ قلبها ومشاطرة تجاربها.

 

ما هي نصيحتك لجيل الشباب؟

على هذا الجيل أن يعرف أنّ هذه الحياة ليست سهلة وأنّه عليه أن يكون ممتنّاً لكلّ ما يملك. نحن نشكّل انعكاساً لذواتنا لذا في حال أشرقنا من الداخل يُشرق لنا العالم الخارجي. يجب ألاّ نجبر الآخرين على شيء وأن نتبع قلبنا لنغيّر ذواتنا نحو الأفضل والناس سيؤمنون بنا. علينا أن نركّز لنعرف حين نخطئ كيف نعود إلى السكّة الصحيحة.

 

مَن: أروى البناوي

المهنة: مصمّمة أزياء ومؤسٍّسة ماركة أروى البناوي

الجنسية: سعودية

 

يدور عدد شباط/ فبراير من مجلّتنا حول موضوع إيقونات الموضة. فمن هي برأيك أيقونة حقيقية في صناعة الموضة؟

لا أظنّ أنّني أحدّد الأمر بشخصٍ واحد فهناك العديد من الأسماء التي تستحقّ هذه التسمية. لطالما كنت معجبة بأودري هيبورن كونها أيقونة بأسلوبها وبتمثيلها وبوجه الإجمال أحببت الطريقة التي تحمل بها نفسها. كذلك، أرى فيرجيل أبلوه كأيقونة من خلال العدسة الفنّية. أحبّ كيف يحوّل "الجمال" إلى أناقة فإنّ حسّه الإبداعي رائع حقاً. هناك أيضاً إسمٌ يُعجبني وأعتبره أيقونة وهي دينا الجهني. لطالما كنت معجبة بها، بأسلوبها ورقيّها وبثقتها بنفسها وجاذبيتها. هي ملفتة جداً وتستقطب كلّ الأنظار. تعلّمت منها الكثير منذ بداية مهنتي.

 

ما كانت أكبر التحدّيات التي واجهتك حتّى اليوم؟

أظنّ أنّ التحدّي الأكبر كان إصدار مجموعتي الأولى في العام 2015. تبدو بداية الطريق دوماً مليئة بالتحدّيات ولكن أظنّ أنّ التحدّيات تواجهنا بشكلٍ يومي ونحن نتعلّم فقط أن نواجهها ونجد طرقاً لتخطّيها، هذه هي الحياة!

كونك امرأة من الشرق الأوسط، هل توجّب عليكِ العمل أكثر لإثبات نفسك في الصناعة؟

أظنّ نعم على بعض الأصعدة، لا سيّما عندما نحاول أن نبني ماركة مشهورة عالمياً، إذاً في هذا المجال نعم! برأيي، علينا دوماً أن نثبت أنّنا موجودين ونهدف إلى البقاء ونفتخر بثقافتنا وبكوننا من العرب، ونحن نريد أن نُظهر ذلك للعالم.

 

ما الذي تحبّينه في سيّدة الشرق الأوسط؟

جمالها وذكاؤها وثقتها بنفسها على أنّها امرأة عربية.

 

ما كانت أكبر إنجازاتك وما هي المشاريع المقبلة لماركتك؟

إنّ إدخال ماركتي إلى السوق العالمية وإلباس نجمات من حول العالم هو واحدٌ من أكبر إنجازاتي. كذلك، إطلاق مجموعة مصنوعة في المملكة العربية السعودية مع دار نسمة للمطرّزات هي إنجاز آخر لي. وهذا بنظري إنجاز شخصي ومهني فهو يعيدني إلى جذوري السعودية التي أفتخر بها والمجموعة هي تكريم لذلك.

 

مَن: مهى الشمسي

المهنة: مؤسِّسة House of MC، سيّدة أعمال وسائقة في سباق السيّارات

الجنسية: إماراتية

 

ما الذي يحفّزك؟

أنا شخص مفعم بالشغف وأؤمن بضرورة استعمال طاقتي ووقتي لإحداث تغيير كبير في العالم. وهذا ينطبق على اهتماماتي بطرقٍ عديدة مثل الموضة والأعمال والسيارات والإحسان. أحبّ الموضة لأنّ الفستان قادر على تحويل الطريقة التي تشعر بها المرأة وهو قادر على تقويتها وتغيير آفاقها. في الوقت عينه، أنا مولعة بالموضة المستدامة وبموضوع تخفيف آثار هذه الصناعة على البيئة. يمكن للموضة أن تكون رائعة حين يتمّ شراء القطع بطريقة واعية أو تأجيرها لمناسبات خاصة فهذا يقلّل من الفضلات.

 

ما هي التحدّيات التي واجهتك أثناء تأسيس House of MC؟

لقد بدأت هذا العمل لأنني سئمت من إنفاق الكثير من المال على شراء فساتين أرتديها مرّة أو مرّتين ثم أراها معلقةً في خزانة ملابسي لسنوات بعد ذلك. من المثير للدهشة أنّ التحدّي الأكبر الذي أواجهه هو في تمكّني من تغيير الدلالات السلبية التي تحيط بموضوع تأجير الأزياء في مجتمع نريد فيه تغيير طريقة لباسنا موسمًا تلو الآخر، خاصة بالنسبة لارتداء الفساتين للمناسبات الخاصة التي عادةً ما يكون سعرها مرتفعًا، فلماذا لا نستأجرها؟

 

بمَ تشعرين حين ترين سيّدات يسعينَ بجهد في الحقول المختلفة؟

لطالما اشتهرت المرأة بكونها القاعدة الأساسية في كلّ المجتمعات. وإنّ رؤية السيّدات يزدهرنَ اليوم في مختلف المجالات تدفعني لأن أكون مصدر إلهام للآخرين. لحسن الحظ أنّ العديد من الأشخاص في الوقت الحالي يقومون بخلق بيئة مناسبة لتقبّل الآخر ونموّه. لقد أمّن هذا العصر العديد من الفرص المختلفة للنساء لكي يصبحنَ قدوةً وشخصيّات ناجحة.

 

ما هي نصيحتك للجيل الشاب الذي يتطلّع لأن يصبح مصدراً للإلهام؟

لا توجد طريقة واحدة ومعيّنة ليكون المرء مصدر إلهام للآخرين، ولكنّ القدوة ومساعدة الآخرين على التقدّم وتوسيع نظرتهم إلى العالم هو الشيء المميز. فليكن كلّ شخص ملهماً لنفسه.

 

ما هي نصيحتك للمرأة لكي تحافظ على تركيزها؟

نصيحتي لكِ أن تضعي لوحة لما تريدين تحقيقه وأن تضعيها في مكان لتنظري إليها كل يوم. حاولي قدر الإمكان ألا تدعي أي شيء دنيوي يبعدك عن المسار أو عن الرؤية التي تريدين تحقيقها. فما هي الحياة غير السعي خلف الأحلام؟ كرّسي نفسك للشيء الذي يعطي حياتك معنى وهدف والتزمي بتحسين نفسك باستمرار. استثمري الوقت والطاقة ليس على ما هو موجود ولكن على ما يمكن أن يكون.

المزيد
back to top button