"أعطِني نفايات أُعطِكَ نباتات" شعار يتحوّل إلى مشروع دولة!

لم تستطع المهندسة الكويتية فاطمة الزلزلة أن تقف مكتوفة اليدين أمام التدهور البيئي الحاصل في وطنها الأم بشكل خاص وفي العالم بشكل عام، وأبت إلا أن تلعب دوراً في تحقيق مبادرات تساهم في تحسين البيئة وتوعية الشباب والشابات حول ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة وصحّتها، فكان مشروع "إيكو ستار".
هي الشابة العشرينية التي فازت بجائزة "أبطال الأرض الشباب" عام 2020 من منظمة الأمم المتحدة للبيئة لتكون واحدة من بين سبع شخصيات ضمّت علماء ومهندسين ورجال أعمال فائزين من جميع أنحاء العالم.
في هذا الحوار تُطلعنا فاطمة الزلزلة على مشروع "إيكو ستار" وعلى رغبتها بتحويله من مبادرة فردية إلى مشروع دولة.

 

لماذا وقع اختيارك على اختصاص هندسة الكهرباء؟

في الحقيقة لم يكن مجال الهندسة الكهربائية خياراً شخصياً بدافع الشغف، بل كان أحد الخيارات المطروحة أمامي. كما أن الدراسة في الكويت مجانية ويحق لكل طالب اختيار التخصّص والصرح الجامعي الذي سيرتاده سواء كان حكومياً أو خاصاً أو بعثة إلى الجامعات في الخارج. وقد قرّرت دراسة هندسة الكهرباء في جامعة الشرق الأوسط الأميركية AUM في الكويت، وأنا أعمل حالياً في هذا المجال وتحديداً في الشركة الكويتية لنفط الخليج.

 

من أين أتت فكرة تدوير النفايات؟

تعتبر الكويت دولة صغيرة مع عدد سكان قليل نسبياً، وهي ذات دخل قومي عالي يعتمد بشكل مباشر على إنتاج النفط. ونحن نواجه تحدّيات بيئية كثيرة تتعلّق بتغيّر المناخ وتلوّث الهواء وقلّة الأراضي الخضراء وسوء إدارة المنشآت البيئية. وبالتالي كان لا بد من البحث عن حلول تساعد في تحسين الوضع البيئي، ومن هنا أتت فكرة تدوير النفايات.

 

أخبرينا عن مشروع "إيكو ستار" وما هي المبادرات التي يقدّمها؟

هو مشروع بيئي يهدف إلى حلّ الكثير من المشكلات التي ذكرتها سابقاً والتي تهدّد سلامة البيئة. نتعاون في مشروعنا هذا مع مصانع تدوير عدّة في الكويت تعمل على إعادة تدوير النفايات المفرزة. وقد ساهمنا من خلال موقعنا على إنستغرام بتوعية المواطنين حول طريقة المشاركة وتشجيعهم من خلال شعار "أعطِني نفايات أعطِك نباتات" الذي يقضي بإعطائهم نباتات مقابل تسليمنا نفاياتهم المفرزة من ورق ومعادن وبلاستيك.

 

ما هي أبرز التحدّيات التي واجهتها؟ 

القدرة على نشر التوعية بين أفراد المجتمع، حتى أننا في بداية مشروعنا واجهنا الكثير من الانتقادات والتعليقات السلبية. بالإضافة إلى جائحة كورونا التي فاجأتنا ولم نكن مهيئين لمواجهتها والتي أثرت بشكل سلبي على مجال إعادة التدوير في العالم كلّه.

 

من كان أبرز الداعمين لك في هذا المشروع؟

أختي مروة الزلزلة كانت أولى الداعمات لفكرتي ومشروعي وقد ساندتني كثيراً وهي الجندي المجهول في عملنا حيث إنها تهتم بالأمور الإدارية واللوجستية. 

 

هل تفكّرين في التوسّع أكثر في مشروعك وكيف؟

نعم بالتأكيد، ولكن ليس على نطاق مبادرة إنما كمشروع دولة. فالخدمات التي نقدّمها في "إيكو ستار" هي عادة من مسؤوليات البلديات أو وزارة البيئة، وهو الأمر الذي أسعى إلى تحقيقه حالياً بحيث تصبح مبادرة "إيكو ستار" مشروعاً رسمياً للدولة الكويتية.

 

حصلت على جائزة "أبطال الأرض الشباب" من الأمم المتحدة للبيئة. ماذا يعني لك هذا؟

هي جائزة أفتخر بها كثيراً وقد منحتني الصوت الذي كنت بحاجة إليه لإيصال رؤيتي حول موضوع تحسين البيئة في الكويت إلى العالم. وبفضل هذه الجائزة حصلت على فرص المشاركة في العديد من الاجتماعات والجلسات الحوارية مع رؤساء الهيئات في الدولة، الأمر الذي جعلني أفهم طريقة عمل الحكومة واتخاذها القرارات وأتفهم نظام البيروقراطية الذي نعيشه. 

المزيد
back to top button