أحمد عامر: "بيروت بروحها المعقّدة والمرنة هي مصدر إلهامي"

هو فنان شامل ومتعدّد التخصّصات، يدير علامته التجارية التي تحمل اسمه. تميّز بتصاميمه التي تناسب الجنسين، وبالملابس الجاهزة المزيّنة برسوم توضيحية بسيطة وعضوية. بدأ رحلته الإبداعية بدراسة الهندسة المعمارية الداخلية، قبل أن يغوص في عالم الموضة وينضمّ إلى مدرسة الأزياء غير الربحية Creative Space. انطلاقته كانت من خلال مجموعة أطروحته التي عرضها في وسط مدينة بيروت، ومنها اكتسب شهرته وخبرته...
في هذا الحوار الخاص، نتعرّف أكثر على مصمّم الأزياء الشاب أحمد عامر وعلى مشواره في عالم الأزياء ومشاركته الأخيرة في مسابقة Fashion Trust Arabia.

 

أخبرنا عن أبرز المحطّات في مشوارك لغاية اليوم.

بالإضافة إلى مشاركتي الأخيرة في مسابقة Fashion Trust Arabia، كانت لي مشاركة في برنامج Project Runway بنسخته الشرق أوسطية، وفي مسابقة Open My Med 2020/2021 التي نظمتها Maison Mode Méditerranée والتي حقّقت فوزاً فيها. كما شاركت في فعاليات أسبوع الموضة العربي الذي استضافته مدينة دبي في يناير 2022، وقدّمت أولى مجموعاتي من الأزياء الرجالية. وفي عام 2022، عُيّنت مديراً إبداعياً في مؤسسة "إنعاش" الاجتماعية التي تهدف إلى الحفاظ على تراث التطريز الفلسطيني وتمكين المرأة. بالإضافة إلى كل ما سبق، أسعى إلى توسيع آفاق خبراتي من خلال تدريس رسومات الأزياء في Creative Space وتحضير ورش عمل للمساهمة في مجتمع الفن والتصميم المحلي.

تصوير: جورج روحانا

 

متى ظهر لديك شغف التصميم؟

في سني الخامسة اكتشفت حبي لتصميم الأزياء من خلال الرسم الذي بات جزءاً من هويتي. وتطوّر شغفي إلى أن أصبح واقعاً ومهنة مستقبلية. 
لطالما جذبني فن التصميم، خاصة في مجال المنسوجات، إذ أرى أنه يتجاوز المفهوم الجمالي ليجسّد علاقة عميقة بالإنسانية. هو بمثابة وسيلة قوية للتعبير، تلخّص الفروقات الثقافية والتحوّلات المجتمعية. بالنسبة إلي، تصميم الأزياء ليس مجرد مهنة، إنما رحلة لاكتشاف الذات ووسيلة للتعبير. 

تصوير: جورج روحانا

 

ما هو الجزء المفضّل بالنسبة إليك في مجال تصميم الأزياء؟

أكثر الجوانب بهجة هي عملية البحث الدائم عن الحداثة والابتكار. يوفّر تصميم الأزياء مساحة لا نهاية لها من الإبداع، مما يسمح لي باستكشاف مفاهيم جديدة باستمرار. كما أنه يشكّل منصّة متينة تمكنني من التعبير عن هويتي كمواطن وإنسان. فالموضة لا تتعلّق بالملابس فحسب، بل هي لغة تسمح لي بالتعبير عن أفكاري وعواطفي ورؤيتي. 

تصوير: ياسمينا هلال

 

من أين تستوحي تصاميمك؟

مشاعري هي الإلهام الأول لأعمالي. فعلامتي التجارية هي عبارة عن رحلة عاطفية تختصر أفكاري ومشاعري وتفاعلي مع الأحداث التي أعيشها في مدينتي الحبيبة بيروت، التي أصبحت بروحها المعقدة والمرنة، بمثابة القماش ومصدر الإلهام. هي مشاعر متناقضة، مزيج من الحب والتمرّد وخيبة الأمل والقلق....

 

كيف توازن بين الإبداع والعنصر العملي في تصميماتك؟

بالنسبة إلي، الإبداع واللمسة العملية يكمّلان بعضهما البعض. فهما يجتمعان لتقديم قطع عملية وأنيقة في الوقت نفسه. الشعور بالراحة عند ارتداء القطعة هو مبدأ أساسي أضعه نصب عيني عند تصميم مجموعاتي. لذا ألجأ إلى إضافة بعض التفاصيل العملية كالجيوب الخارجية والمخفيّة، وتجنّب التعقيدات غير الضرورية، كاستخدام الأقمشة الثقيلة والقصّات الضيّقة.. كي يشعر الشخص بالراحة والتحرّر عند ارتداء القطعة.

تصوير: شانتال فهمي 

 

ما هي اتجاهات الموضة التي تستحوذ على إعجابك؟

البساطة التي تتجسّد باعتماد الخطوط النظيفة والألوان المحايدة مع إضافة لمسة جمالية خالدة ومتطورة. والموضة المحتشمة التي أعتبرها بمثابة احتفال بالهويّة الثقافية، كتصاميم العباءات التي بإمكانها أن تقدّم مزيجاً فريداً من التقاليد والتصميم المعاصر. كما تستهويني تصاميم القمصان المزدوجة التي تمنح من خلال طبقاتها لمسة جمالية وديناميكية للزيّ وتسمح للمصمّم بالتلاعب بالأنسجة والأنماط. وبالطبع، المعطف الطويل الذي يختصر معنى الرقيّ ويعكس نفحة دراماتيكية على الإطلالة. بالإضافة إلى صيحات أخرى كالبنطلون/ التنورة الذي يجمع الأنوثة بالراحة، والجمبسوت بقصّته المستقيمة، والفستان A بتصميمه الكلاسيكي الذي يجعله ملائماً لمختلف المناسبات.

تصوير: جورج روحانا

 

كيف كانت تجربتك في مسابقة Fashion Trust Arabia؟

تخلّل مشاركتي في مسابقة Fashion Trust Arabia عرض لمجموعة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأحداث التي تجري من حولنا، وهو الأمر الذي يعكس التزامنا كعلامة تجارية بتقديم أزياء هادفة وذات رسالة. كما أن المشاركة في هذا الحدث والتعرّف إلى مصمّمين آخرين وإلى أعمالهم ورؤيتهم، أضفى إلى مسيرتي المزيد من المعرفة والغنى. كنت سعيداً جداً بردود الفعل الإيجابية التي حصلت عليها من لجنة التحكيم وكافة الموجودين، خاصة أن هذا الحدث لا يهدف فقط إلى تحفيز المصمّمين، إنما أيضاً إلى إظهار الثراء الثقافي والإبداع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأتمنى أن يكون فوزي بجائزة FTA نقطة انطلاق إلى مستويات أعلى في مسيرتي المهنية. 

المزيد
back to top button