مسيرة إبداعية بدأت منذ نعومة أظافرها في دار Longchamp، تحدّثت عنها المديرة الإبداعية للدار Sophie Lafontaine، في حديث حصري مع مجلّة Elle Arabia، كاشفة كيف ساهمت نشأتها في ظل التراث الغني للدار في تكوين نظرتها تجاه الموضة، وأشارت الى أن دعم الشباب أمر مهم جدًّا. وخلال المقابلة كشفت عن النقاط التي تجذب Longchamp للشرق الأوسط.
هل ساهمت نشأتك في ظل التراث الغني لعلامة Longchamp في تكوين نظرتك تجاه الموضة والإبداع؟
شكرًا على سؤالك. أولًا، يمكنني القول إنني محظوظة للغاية، فقد كانت فرصة رائعة أن أنمو في بيئة تحمل تراثًا قويًا وقيمًا متينة، سواء على الصعيد الشخصي أو المهني. بالنسبة لي، كانت هذه الفرصة دائمًا مصدر فخر وليس تحديًا. أشعر أيضًا بمسؤولية كبيرة، لكنني أعتبرها فرصة للعمل مع أشخاص مذهلين يمتلكون خبرات وحرفية رائعة منذ سنوات طويلة. والدي كان مبدعًا للغاية وعلّمني الكثير، كيف أكون فضولية، وكيف يكون لدي رؤية منفتحة. لقد ابتكر منتجات جميلة، وأنا فخورة وسعيدة بالسير على خطاه. التحدي الحقيقي هو كيفية تطوير العلامة التجارية والشركة جنبًا إلى جنب مع أخي، لجعلها أقوى. قبل بضع سنوات، طوّرت خطوط الملابس الجاهزة، والأحذية، والنظارات لتوسيع الجانب الدولي من الشركة وبناء مستقبلها. نحن نسعى لاستكشاف فرص جديدة خطوة بخطوة لنرى إذا كانت ستؤتي ثمارها خلال السنوات العشر القادمة، ولكن يبقى التحدي الأكبر بنقل الشركة إلى الجيل القادم، الذي يمثل الآن الجيل الرابع من أفراد عائلتي. وأنا سعيدة للغاية لأنني أستلهم من الجيل الجديد.
عندما بدأتِ العمل في Longchamp، كيف عرفت أن هذا هو المكان الذي تريدين أن تكوني فيه؟ ألم ترغبي في اختيار مسار وظيفي مختلف؟
الأمر مضحك لأن جميع أفراد عائلتي بدأوا في أماكن أخرى قبل الانضمام إلى Longchamp كما تعلمين، عندما تكونين مراهقة وعليكِ اختيار ما تريدين فعله، بالتأكيد لا تحلمين بالعمل مع والديكِ في شركة العائلة، بل تريدين الهروب وتجربة شيء آخر. لكنني كنت مهتمة جدًا بخطوط الملابس الجاهزة للأطفال، وبدأت مسيرتي المهنية في "Bonpoint" وهي علامة تجارية جميلة جدًا. بالنسبة لي، كانت ماري فرانس غوتال بمثابة مرشدة علّمتني الكثير. لديها إحساس مذهل بالأناقة، وعندما شعرت بالثقة الكافية لأضيف شيئًا من جانبي للشركة، انضممت إليها. لم أرغب في استغلال مكانة الشركة الكبيرة كإبنة، بل أردت أن أتعلم وأثبت نفسي وأكون أكثر ثقة عندما انضممت للعلامة التجارية.
مجموعة الألوان الزاهية الأخيرة التي تحتفي باللّون الوردي كرمز للربيع 2025 كانت لافتة، ما الذي ألهمك لاعتماد هذا اللّون الجريء؟
بالنسبة لي، كان العام الماضي صعبًا على الكثير من الناس حول العالم، وأردت تقديم مجموعة كابسول تحمل روح التفاؤل، وفي عالم الموضة، بالإضافة إلى الوعي البيئي، نحن هنا أيضًا لننشر الإيجابية والفرح والسعادة. بالنسبة لي، اللّون الوردي هو لون التفاؤل، ودعونا نقول إنه يمثل المستقبل المشرق والمفعم بالحيوية والسلام.
تعتبر حقيبة Le Pliage واحدة من أكثر الحقائب شهرة في العالم، كيف تعيدين ابتكارها مع الحفاظ على جوهرها الخالد؟
حقيبة Le Pliage منتج أيقوني، وجميع الأجيال تجدها جذابة ومرغوبة موسمًا بعد موسم، خاصة الجيل الشاب، مما يجعل مهمتي أسهل بكثير. عملنا على تطويرها لتكون ملائمة بشكل أكبر، مع التركيز على الابتكار والبحث واستخدام مواد معاد تدويرها في تصميمها، الاستدامة هي المحور الأساسي للعام الجديد.
التعاون مع الفنانين المعاصرين كان عنصرًا أساسيًا في تعزيز هوية علامة Longchamp. ، كيف تساهم هذه الشراكات في رؤية العلامة العامة؟
الشراكات مهمة جدًا للعلامة التجارية، وقد بدأت مع جدتي بالتعاون مع فنانين مختلفين في عام 1971، وهذا جزء من تاريخ Longchamp الطويل. قمتُ بالعديد من التعاونات القوية التي ساعدتنا في تطوير الحرفية، لأن العمل مع فنان من دون قيود ورؤية جديدة لمنتجاتنا يعدّ مصدر إلهام كبير لي. كما أن دعم الفنانين والمصممين الشباب أمر مهم جدًا بالنسبة لنا، مما يعزز ارتباطهم بالعلامة التجارية.
يمثّل توسيع Longchamp ليشمل الملابس الجاهزة، الأحذية، والنظارات خطوة هامة، ما الذي دفعكم لهذا التنويع؟ وكيف تتصوّرين تطوّر هذه الفئات في المستقبل؟
نعم، إنها خطوة كبيرة! في البداية قمت بها بشكل بسيط، ولكن منذ توسّعنا في عام 2006 مع افتتاح متجرنا في نيويورك، الذي كان ضخمًا جدًا، أدركنا أن الاعتماد على الحقائب فقط سيكون مملًا. لذلك أردنا تقديم أحذية وقطع ملابس لإضفاء حياة إلى المتجر. بدأت المجموعة الأولى بـ3 الى 4 قطع فقط، ثم تطورت تدريجيًا. للأسف، هذه الفئات غير متوفرة بشكل كبير في الشرق الأوسط حاليًا لأن المتاجر هنا صغيرة، لكننا نخطّط للعمل على ذلك العام القادم.
لدى Longchamp حضور قوي في الشرق الأوسط، حيث تُقدّر الفخامة والحرفية. ما الذي يجذبكم إلى هذه المنطقة؟ وكيف ترين تواصل العلامة مع الجمهور الشرق أوسطي؟
لدينا العديد من العملاء من الشرق الأوسط الذين يزورون أوروبا، لذلك نعم، أرى هذا الاتصال وأحب رؤية كيف يتطوّر. في Longchamp، أحاول ألا أعمل لصالح منطقة معينة فقط، بل أصمّم للنّساء العاملات والأنيقات من جميع أنحاء العالم. النساء الباريسيات ونساء الشرق الأوسط لديهن قاسم مشترك من حيث الشخصية القوية والجرأة، وأشعر أن هذا الاتصال يزداد قوة. نحن علامة تجارية دولية ونسعى لتلبية احتياجات النساء الجريئات والملهمات.
بكلمة واحدة، كيف تصفين جوهر علامة Longchamp؟
باريسية ذات ثقافة شرق أوسطية.