Francis Kurkdjian: "أنا أسعد صانع عطور!"

أنف Dior الشهير يتحدّث عن كيفية إضفاء طابعٍ جديدٍ رائع وفريد مع New Look، عطر الدار المرتقب.

 

كيف تستمتع برحلتك في عالم Dior العطري منذ انضمامك إليه؟

أنا أسعد صانع عطور، بين داري الخاصة من جهة ودار ديور من جهة أخرى، لقد اكتملت الدائرة. أحاول الاستمتاع بكلّ لحظة في هذه الرحلة وأن أعي أيضاً أنّني محظوظ وأنّ العمل الشاق الذي بذلته طوال هذه السنوات قادني إلى هذه المكانة. لم يحدث ذلك بين ليلة وضحاها، أو بفضل الأهل الذين عملوا في هذا المجال. إنّ خبرتي التي تبلغ ٣٠ عاماً هي التي أتاحت لي الوصول إلى ما أنا عليه الآن؛ يكاد يكون الحظ بطريقة ما!

 

ما الذي ألهمك ابتكار New Look من ضمن La Collection Privée وكيف يجسّد جوهر ثورة الموضة الشهيرة؟

في Dior، لدينا بعض الأفعال التأسيسية وأيضاً بعض الجمل ذات المغزى الكبير؛ ويمكنها أن تلعب دوراً معيّناً بناءً على طريقة استخدامك لها. قال Monsieur Dior: "احترم التقاليد وجرأتها"، يمكن استخدام هذه الجملة لأغراض مختلفة؛ على سبيل المثال، من خلال فكرة النظر إلى التقاليد والتجرّؤ على التغيير أو على تحريف شيء تقليدي، فاستخدمت رائحة مثل العنبر التقليدي الذي استخدمناه في عطر New Look وأضفت إليه لمسة خاصة. لذا، فأنت هنا تحترم التقاليد لأنّنا عدنا إلى عائلة العنبر كرائحة وهي طريقة للإشادة بالإثارة لأنّ عائلة العنبر معروفة بأنّها الرائحة الساسيّة للعطور الحسية، لكن الجرأة تعني هنا تقديم شيء جديد. يمكن أن ينطبق ذلك أيضاً على تسمية New Look، والتي كانت قد أطلقت على المجموعة الأولى لدار الأزياء الراقية عام ١٩٤٧. ربما هناك طريقة جديدة للنظر إلى ذلك الجسر بين الأزياء الراقية والعطور، مع العلم أنّه عام ١٩٤٧، كان الأمر يقتصر على الملابس الرجالية فقط واليوم دار ديور للرجال والنساء معاً.

كيف تمكّنت من تحقيق التوازن بين الابتكار والبقاء وفياً لتراث Dior عند صياغة New Look؟

المكوّنات هي نتيجة التعبير الواقعي عن الهدف ورؤيته. كان الاسم الرمزي للعطر أثناء عملي عليه هو New Cool؛ عندما أنظر إلى الصورة الظلية لماريا غراتسيا وعندما أنظر إلى أعمال كيم جونز، أرى فيها وقفةً أو شيئاً رائعاً، ومع ذلك فهي نوعيّة للغاية بسبب القماش الذي يستخدمانه، لناحية وزن المادة، وعلى وجه الخصوص خفّتها. من السهل فهم قطعهما، لكن الأمر يتعلّق بالشكل والخط وهو أمر مهم جدّاً بالنسبة لديور. نحن نرى دائماً قصّة وشكل الملابس عند ديور؛ قام Monsieur Dior بتسمية كلّ مجموعة من المجموعات الـ ٢٢ التي صمّمها خلال سنواته العشرة بجاذبية وأناقة: لديك وضعية الجسم والكتفين، وبالنسبة لي هناك تشابه قوي بين العالم البصري والعالم الشمّي العطري. فأنا أبدأ بالقصة، بالإلهام، وإن سمحت لي هذه القصة باستخدام أحد مكوّناتها، فسوف أفعل ذلك وليس العكس.

 

هل يمكننا القول أنّ هذا العطر مرتبط بالموضة، وإن كانت الإجابة بنعم، فما هو المظهر الذي قد يُكمل New Look؟

لا يوجد مظهراً واحداً، لسبب واحد، هو الرجال والنساء؛ ليس هناك وجه واحد لهذا العطر، بل هناك وجوه متعدّدة. تدور أحداث La Collection Privée حول تنوّع الأشخاص. لذلك إن أردت تحقيق النجاح في صناعة العطور، فهذا يشبه إلى حدّ كبير النجاح في الموسيقى، إذ أنّك تخاطبين الجميع. إنّ العطور عالمية!

 

هل كانت هناك أي ذكريات أو تجارب محدّدة أثّرت في ابتكار عطر New Look، وكيف تمكّنت من ترجمتها إلى العطر النهائي؟

إنّها لحظات مختلفة. اشتريت ذات مرة قطعة أزياء من مجموعة كيم جونز؛ كانت عبارة عن بنطلون رياضي مصنوع من شعر الجمل والكشمير، مريح للغاية، يمنحك الدفء في أيّام الشتاء لكنّه خفيف. كان هناك شيء مثير للاهتمام بشأنه، ليس فقط لأنّه سهل الارتداء ولكن في كلّ مرة كنت أرتديه، كنت أتلقى الثناء، خاصةً أنّ الرجال لا يحصلون على الكثير من التعليقات الإيجابيّة عن الموضة. لقد أحببت فكرة الجمع بين سهولة الارتداء/"الشياكة"، والأناقة في الموضة. فكانت لديّ الفكرة نفسها: لماذا لا أستثمر هذا في عطر؟ لذلك بحثت عن الأسماء الرمزية للعطر ـ وهذه هي الطريقة التي أبدأ بها عادة. تأرجح الاسم بين New Cool و Cool Attitude، وكلاهما بالنسبة لي تعريف لعمل كيم جونز وعمل ماريا غراتسيا، فما تراه على المنصة ثمّ تراه بعد ذلك على السجادة الحمراء أو في الشارع، من السهل فهمه ولكنّه أنيق. إنّه يتكلّم عن أيامنا الحديثة. لقد كانت فكرة ذات صلة بخلق والتقاط رائحة سهلة ومريحة وأنيقة لارتدائها بطريقةٍ جديدة.

كيف تتصوّر مساهمة New Look في المشهد المتطوّر لصناعة العطور المعاصرة، وما الذي يميّزه في السوق اليوم؟

ليس من الصعب أن يبرز، بل من الصعب محاربة الأشخاص الذين يحاولون إرضاء السوق. من المثير للدهشة هذه الأيام أن يكون لدينا العديد من الإصدارات التي تحمل نفس الرائحة، وهي ليست مختلفة، بل متشابهة فعلاً. على مدار العشرين عاماً الماضية، كان لدينا فئة للعود، والسؤال هو كم عطر منه كان بارزاً؟ الأمر الصعب ليس عدد العطور، بل عدد العطور التي تتشابه رائحتها. New Look له صدى مختلف، فهو مسألة اختيار، وهو أن يكون لديك بعض الإيمان بمهارتك، وبمهنتك، وبقدرة العلامة التجارية على الابتكار. النقّاد هم وسيلة لإظهار أنّني أتمتع بالحرية في ديور للإبداع. كان Dioriviera عطراً متوقّعاً نوعاً ما، ولكن بالنسبة لـ New Look، تمكّنت أيضاً من ابتكار شيء مختلف لن يخبرنا به إلا الوقت. ومن ناحية أخرى، من أنا حتى أتظاهر بأنّني أستطيع القيام بعملٍ أفضل في مجال العود والعطور العربية، حيث تتمتّع هذه المنطقة بأفضل الخبرات في هذا المجال. في النهاية، أستطيع أن أتعلّم المزيد، أريد أن أراقب، فكلّنا نخلق المشاعر والأحاسيس. يُظهر عطر New Look أنّني عند Dior أتمتّع بحرية التعبير.

 
المزيد
back to top button