مع سلسلتين رمضانيتين ناجحتين في جعبتها، ودور البطولة في اثنين أخريين أقفلتا شباك التذاكر هذا العيد، لدى هدى المفتي الكثير لتبتسم له. تكشف الظاهرة المصرية ـ التي تحدث ضجة كبيرة ـ لقارئات Elle Arabia حياتها في دائرة الضوء، وصعودها السريع إلى الشهرة وتطلّعاتها المستقبلية.

 

 

لقد صعدت سلّم الشهرة بسرعة كبيرة. ما هي الحركات الجريئة التي قمت بها لتوصلك إلى ما أنت عليه الآن؟

ببساطة، أخذت الأمور ببطء. لم أكن أهتم كثيرًا بالارتقاء إلى الشهرة بسرعة. كانت الخطوات التي قمت بها فعلاً صغيرة، لكنها ثابتة وساعدتني على ترسيخ اسمي على أرضية صلبة ـ وقد كانت جريئة بما يكفي في رأيي.

 

ما هو الدور الذي تعتقدين أنّه دفع حياتك المهنية إلى الأمام؟

أعتقد أنّه كان دوري في "كأنه مبارح". لقد منحني حقًا مجالاً لإعادة تقديم نفسي للجمهور بطريقة مختلفة. لقد تمكّنت من إظهار مهاراتي وقدرتي على لعب أنواع مختلفة من الشخصيات.

 

هل كان من الصعب أن تؤخذي على محمل الجد كممثلة صغيرة جدًا؟ ماذا تفعلين لمواجهة أي أحكام مسبقة قد تكون لدى الناس عنك بسبب عمرك؟ نعم، ربما واجهت هذا في البداية، لكن ليس بسبب صغر سنّي. كان ذلك لأنه عندما يكون للفتاة أسلوب معين، فإنّ الناس يتعاملون معها باستخفاف. ومع ذلك، أحاول ألا أبقى منشغلة بما يراه الناس مني، أو عمري أو أي شيء آخر. أركّز على عملي وأفكر في أفضل القنوات التي يمكن أن تساعدني في النمو وتحقيق أهداف حياتي المهنية.

 

 

هل كانت هناك مفاجآت غير متوقعة على طول الطريق؟

كان هناك الكثير. في الغالب، تمكنت حقًا من تحقيق الإنجازات التي خططت لها، مثل التعاون مع المخرجين ذوي الأسماء الكبيرة (الذين أخذوا المبادرة وتواصلوا معي في بعض الأحيان!) في مثل هذا الوقت القصير. كانت هذه خطوة كبيرة بالنسبة لي وكانت مفاجأة، على الرغم من أنني خططت لذلك وتمنيته، إلّا أنني لم أتوقع أن أراه يحدث بهذه السرعة.

 

هل تعتقدين أنك نشأت كفنانة من حيث كنت عندما بدأت لأول مرة؟

نعم، وإلى حدٍّ كبير. لقد عملت بجد على نفسي، مهنيًا وشخصيًا. حاولت قدر المستطاع توسيع نطاق موهبتي وتعليمي وثقافتي من خلال القراءة.

 

السينما العربية عالم تكثر فيه الإنتقادات. كيف تتعاملين مع النقد والسلبية؟

بشكل عام، أقبل النقد البنّاء والإيجابي وأستخدمه لتحسين نفسي ومهاراتي. ومع ذلك، لا يمكنني تحمل النقد السلبي على الإطلاق. في الواقع، نرى الكثير من هذا عندما يأتي الإنتقاد من الرجال بناءً على معتقداتهم الذكورية، وعندما توجّه لي الفتيات نقدًا مدمرًا بدافع الغيرة. أعتقد أنه يتعين علينا دعم بعضنا البعض، رجالاً ونساءً، فهذه علامة على عقلية صحّية.

 

 

أحد الأفلام الذي عرّضك للكثير من النقد بسبب شخصيتك الجريئة كان فيلم "رأس السنة". كيف تعاملت معه وماذا كان ردك؟ أعتقد أن الدور تلقى الكثير من التعليقات السلبية بسبب جرأته، لأنه يعكس طبقة معينة في مجتمعنا يُعتقد أنها أكثر انفتاحًا. ومع ذلك، كانت تجربة جيدة ومختلفة بالنسبة لي، بحيث تمكنت من تقديم قصة جديدة مع عدد من النجوم البارزين.

 

بصفتك امرأة تعمل في صناعة يسيطر عليها الذكور، فإنّ التمييز على أساس الجنس هو شيء لا يمكنك الهروب منه. لكن الزمن يتغير، لا سيما مع حركة MeToo#. كيف تتعاملين معه وماذا تعتقدين أنه يمكن للممثلات فعله لدفع التغيير؟

أنا مرتاحة لما وصلنا إليه. لدينا صوت الآن. من المرجّح أن تحدث التغييرات عندما يكون جيل الشباب على دراية بالمشكلة ويبدأ في نشر هذا الوعي. أتعامل مع التحيّز الجنسي من خلال الإدّعاء بأنه غير موجود. إن اعتبار أنّ الرجال يتفوّقون على النساء يعبّر عن عقليّة سامة يجب أن نتجاهلها تمامًا. يمكن تغيير عقدة التفوق الذكوري في مجتمعنا من خلال نشر ثقافة التغيير في الجيل الأصغر سناً، وزيادة الوعي بين الشباب حول قدرة النساء على أن يكنّ قائدات.

 

لا يوجد حاليًا العديد من الأدوار القيادية للنجوم الإناث. هل ترين أنّ هذا سيتغير في المستقبل؟

نعم، في الواقع، يمكنني رؤية هذا يحدث الآن. هناك الكثير من الممثلات من مختلف الأجيال اللواتي استطعن ​​إثبات أنفسهن، مثل يسرا ومنى زكي وصبا مبارك ودينا الشربيني والعديد من الممثلات الأخريات اللواتي قمن بأدوار قيادية، وطرحن قضايا مهمة. ليس من الطبيعي بالنسبة لنا أن نقتصر على الأدوار الداعمة، ويمكنني أن أرى هذا يتغير حتى داخل جيلي.

 

ما هي النصيحة التي تقدمينها للشابات اللواتي يحاولن اقتحام هذه الصناعة؟

نصيحتي هي: لا تصابي بخيبة أمل واعملي دائمًا على ترسيخ ثقتك بنفسك. اسألي نفسك أيضًا هذا السؤال: "لماذا أرغب في امتهان التمثيل؟". إذا كان ذلك بسبب توقك إلى الشهرة، فقد يكون ذلك صعبًا للغاية؛ قد يبدو لك أن تكوني في دائرة الضوء شيئاً ساحرًا، ولكن يمكن أن يسيطر ذلك على حياتك بأكملها إذا لم يكن لديك هدف حقيقي تحلمين بتحقيقه. إن كنت تسعين وراء ذلك لأن لديك شغفًا بالتمثيل، فلا تستسلمي!

 

كيف تختلف هدى المفتي أثناء التصوير عن هدى المفتي في كل يوم؟

هدى المفتي في موقع التصوير أكثر جدية وتركيزاً على العمل، لكنني أحاول دائمًا أن أكون لطيفة مع الجميع. أولئك الذين يقفون خلف الكاميرا يعملون بجد ليقدّموني بأفضل طريقة ممكنة؛ أبذل قصارى جهدي لأنه حلمي، لكنهم يبذلون كل هذا الجهد لمساعدتي في تحقيق هذا الحلم.

 

لقد عملت مع عدد كبير من الممثلين الرائعين مثل عادل إمام وشيرين رضا. من كان المفضل لديك ولماذا؟

لقد تعلّمت وخضت تجارب مختلفة مع كل منهم. لديهم جميعًا مكانتهم الخاصة في قلبي، خاصة وأننا نقوم بالتصوير لأشهر طويلة فنصبح عائلة واحدة في موقع التصوير.

 

أي ممثلين تحلمين بالعمل معهم؟

لقد عملت مع يسرا من قبل، وأود أن أتعلم المزيد وأن أعمل معها مرة أخرى في دور أكبر. أريد أن أعمل مع هند صبري، ممثلة ماهرة وذكية تدافع عن معتقداتها. وصبا مبارك التي تختار أدوارها بعناية وتعرف بالضبط ما تريد، وغيرها الكثير.

 

ما هي أفضل نصيحة مهنية تلقيتها وممن كانت؟

كانت من مدرّبي على التمثيل. قال لي "أنت مرآة لآلام الجمهور. ركّزي على أن تعكس عينيك فحوى كلماتك، لأن الصمت أحيانًا يعلو صوته على الكلمات".

 

إلى جانب التمثيل، أنت راقصة، وقد عدت إلى الرقص لتوّك. لماذا توقفت وهل ستواصلين ذلك؟

توقفت عن الرقص لأنني اضطررت لذلك. خضعت لعملية جراحية كبيرة، لذلك نصحني الأطباء بالتوقف عن الرقص لفترة من الوقت. أنا أشق طريقي ببطء بالرغم من ذلك. إنّه شغفي وسأواصل بالتأكيد.

 

لقد غيّر العام الماضي حياة معظم سكان العالم. ما الذي تعلمته عن نفسك خلال العام الماضي؟

تعلمت أنه مهما كانت العقبات التي تعترض طريقنا، يمكننا التغلب عليها. تعلمت أن أكون أكثر صبراً وأن أركز أكثر على ما أفعله، وأعطي نفسي الوقت لاكتشاف قدراتي ومهاراتي.

 

 

ما التالي على جدول أعمال هدى المفتي؟

تتضمن أعمالي القادمة بما فيها "ديدو" الذي سيرى النور خلال عيد الفطر، و"الفنار" إلى جانب محمد الشرنوبي. في هذه الأثناء، أعمل على فيلم Bimbo مع المخرج عمرو سلامة، و"كيرا والجن" مع المخرج مروان حامد، كما أستعد لدراما تلفزيونية جديدة بعنوان "تحقيق".

"أنا أؤمن بنفسي بما يكفي لمواصلة ما بدأته ولتحقيق أحلامي، بغض النظر عن العقبات والتحديات التي تعترض طريقي".

 

توجيه إبداعي وتنسيق Kate Hazell

تصوير Fouad Tadros

الماكياج: Manuel Losada

تصفيف الشعر: Dina Alawaid

مساعد الأزياء: Scar Salario

تمّ التصوير في موقع: Mysk Kingfisher Retreat - خور كلباء، الشارقة

 

 

 

المزيد
back to top button