مقابلة مع ديما الرشيد مصممة المجوهرات وعاشقة الأحجار الكريمة!

حماسها وإندفاعها في الكلام يعكسان شخصيتها القوية والطموحة، تبحث عن الجمال في أماكن غير اعتياديّة، فتولد تصاميمها بنفحة عصريّة مستمدة من الماضي إلهامها. هي مثال لكل إمرأة ناشطة بحضورها وأعمالها المتميزة التي تترك بصمات خالدة في عالم المجوهرات والموضة.

 

تصاميمها المميزة تبرزها بين غيرها من المصممين وباتت علامة فارقة بكل معنى الكلمة. تصاميم رقيقة تعبّر عن أنوثة وجمالية ذوق رفيع بين المجوهرات البسيطة التي يمكنك ارتداؤها يومياً، أو المجوهرات الأنيقةوالضخمة لمناسبة مميزة، وهي حريصة على تلبية طلبات كافة النساء من جنسيات عربية أو أجنبية مختلفة، فباتت مقصد للعديد من النجوم العرب والعالميين لإختيار مجوهراتها لتزيين إطلالاتهم، وبمجرد رؤيتك لأعمالها تدرك سلفاً أنها تحمل توقيع المصممة المتألقة مؤسسة علامة .

 

كان لElle Arabia فرصة إجراء هذا اللقاء الشيق معها، لنتعرف على شخصها ومسيرتها.. 

 

 

​​

 

Elle Arabia: حدثينا عن بدايتك ولماذا إخترتي هذا المجال؟

Dima Rashid:منذ طفولتي وبعمر 16 سنة كنت أحب الأحجار الكريمة جداً وكانت تلفتني، ولكنني لم أدرس تصميم المجوهرت أو الأزياء بل درست علم النفس، إنما تأثري بالعائلة حيث تربيت مما شدني الى شغفي الأساسي، فكان جل إهتمام العائلة تجميع وإنتقاء الأحجار الكريمة والمميزة وقد ورثت هذا عن والدي وجدي الذين برعوا في حبهم للأحجار الثمينة.

 

وبطريقة الصدفة كان لدي صديقة في المستشفى وجب عليها المكوث هناك لمدة طويلة، وبزياراتي المتكررة للوقوف الى جانبها كنت أحضر لها بعض الأحجار والخرز والأسلاك لكي تصنع منهم بعض قطع المجوهرات والإكسسوارات البسيطة لكي تسلي نفسها، سافرت الى لندن ووعدت صديقتي بأن أحضر لها بعض الأحجار من هناك لتشتغل بها، فعندما دخلت الى متجر الأحجار سرقني الوقت ولم أشعر به لشدة ما جذبتني هذه الأحجار ورمزيتها، وأيضاً من باب الصدفة كانت صاحبة المحل تدير ورشة عمل معنية بفن إنتقاء الأحجار الكريمة وتركيبها وتصميمها، فكان لي النصيب بحضور تلك الجلسة وإستفدت منها كثيراً، فأصبحت أتردد كل فترة بقائي هناك لأحضر الدروس وأشتري بعض الحاجات، فعدت الى القاهرة مزودةً بعدة الشغل الخاصة بتصنيع المجوهرات والأحجار إضافةً الى كتب تعليم. 

 

فتعلمت خطوة خطوة كيف أتعامل مع هذه القطع وكيف أجمعها وأفكها، ومن هنا بدأت رحلتي. 

 

Elle Arabia: لماذا إخترتي أن تطلقي على علامتك إسمك الخاص؟

D.R.:في البداية إنعرف أن ديما تقوم بتصميم المجوهرات ولكن بشكل محدود، وإنتشر الخبر بين أصدقائي ومعارفي، لم أملك مكتب أو مصنع بل كنت أجلس على طاولة المطبخ لأصمم وأركب التصاميم قبل أن أقوم بإطلاق العلامة بطريقة رسمية، ثم توسعت في عملي أكثر وأصبح لدي معرضي الخاص، وبدأت أنشهر في عدة دول مختلفة ورأيت أنه من الأفضل والأنسب أن أعتمد إسمي كشعار لعلامتي الخاصة.

 

 

E.A.:ما الذي يميز ديما الرشيد وتصاميمها عن باقي المصممين؟

D.R.:المجوهرات كقطع وأحجار تختلف عن بعضها البعض كثيراً، ولكن طريقة تصميمها، جمعها وتركبيها يصنع الفرق، لا يمكنني أن أقيم مجوهراتي بنفسي فالناس والزبائن هي التي يمكنها ان تقيم أعمالي، وأنا أشعر بفخر وإعتزاز من ثناء وردة فعل الأهل، الأصدقاء والزبائن، أو حتى الصحافة والقيميين في هذا المجال الواسع.

الذي يميز مجوهرات ديما هي طريقة التعامل مع الأحجار فأنا أتعامل معها بطريق عصرية ومختلفة، أدمج ما بين ذوق العالم العربي والعالم الغربي لكي ألبي الأذواق كافة، بالإضافة الى أنني أحرص على الإستعانة بالحضارات القديمة خصوصاً المصرية لإلهامي، لذا أي امرأة من أي منطقة كانت ستجد ما يعجبها ويلبي طلبها، وهذا ما أسميه بالسهل الممتنع.

 

Dima Rashid و Anika Bozic تحيا حضارة مصر القديمة!

 

E.A.:هل أنت راضية عن ما حققته لهذا اليوم؟

D.R.:الحمدالله رب العالمين أنا راضية وممتنة جداً على كل أعمالي وتصاميمي التي تكللت بالنجاح، وعلى كل ما وصلت إليه من شهرة وإسم لامع في هذا المجال، ولدي طموح أكبر من ذلك بكثير، فأنا أعمل على تطوير نفسي لكي أصل لنتيجة أفضل، ومن أجل الإستمرارية طبعاً.

 

E.A.:برأيك ما هو مفتاح النجاح؟

D.R.:طبعاً التوفيق من رب العالمين في الدرجة الأولى، عدم الإستسلام، والإطلاع على كل ما هو قديم وجديد، فأنا أقوم بتخصيص ما يقارب الساعتين كل يوم لإجراء أبحاث متنوعة عن الأحجار وعن الحضارات القديمة والجديدة لكي أستمد إلهامي منها وأكوّن ثقافة تفيدني في عملي.

كما برأيي أنه ينبغي أن أكون متقدمة بعدة خطوات، بالإضافة الى أن أكون متميزة عن سائر المصممين وأن أبتكر شخصية لي وحدي، وأن أكون أنا من يطلق الموضة وليس من يتبع موضة الغير. أعمل على أن أكون قطعة المجوهرات المميزة تلك التي تبقى في صندوق المجوهرات الذي يتوارث من الجدة الى الأم والى الحفيدة. أيضاً الجهد الكبير، الإستماع الى الآراء البنائة وأخذها بعين الإعتبار كلهم من سمات النجاح، وأنا على ثقة أنه عندما تحبين عملك ستبرعين به!

 

E.A.:إذا قابلتي مصمم يافع وجديد في هذا المجال ما هي نصيحتك؟

D.R.:النصيحة التي أقدمها لكل المصممين إن كان في مجالي أو في مجال تصميم الأزياء هو أن على الشخص أن يحلم على قدر المستطاع وأكثر، عليه أن يكون طموح، أن يثق بنفسه وبالله، وأن يتأكد أنه سيأخذ على قدر ما يقدم لذلك عليه أن يبذل ما بوسعه للحصول على مبتغاه. وأنا على ثقة أنه عندما يكون الإنسان عاشق لما يريد أن يقوم به سيصل.

عندما أرى شخصياً أي قطعة على إحدى السيدات أشعر أن روحي هي الموجودة في هذه القطعة، ولهذا الوقت وبعد كل السنوات أنا أرتعب كإنني مصممة مبتدئة عندما يكون عندي معرض أو أي مناسبة.. على الإنسان أن يتابع وأن لا يكتفي من القليل، المنافسة موجودة لذلك علينا أن لا نكرر أنفسنا ونعمل على إبتكار كل ما هو جديد وعدم الإستسلام.

 

E.A.:ما هي مشاريعك المستقبلية؟

D.R.:أعمل على فكرة تعاون بين شركة مجوهرات كبيرة وعريقة جداً، لازلنا في صدد الإتفاق على هذا التعاون، وأنا متفائلة جداً فهناك أفكار جديدة وكثيرة ، وإنشالله عندما نأخذ القرار الحاسم Elle Arabia ستكون أول من يصلها الخبر.

 

E.A.:بين كل مجموعاتك ما هي أبرز تصاميمك؟ لماذا؟

D.R.:من بعد 16 سنة من العمل والتصميم، هناك قطع معينة نقوم بإعادة تصميمها في كل موسم وفي كل مجموعة، مثل أقراط الفلاحين الشهير، قطعة Dima Eye، سوار أو عقد Dima Chain، هذه القطع ثابتة وهي كلاسيكية عددها حوالي ال30، وكما سبق وقلت نقدمها في كل موسم مع إضافات وتعديلات بسيطة. 

 

 

E.A.:ما هي البصمة المعينة التي تعملين على إبرازها من خلال تصاميمك؟

D.R.:البصمة التي أعمل على وجودها في كل تصميم أقوم به للسيدة والرجل (فأنا أصمم للرجال أيضاً)، هو أن أكون مميزة وأن تعرف تصاميمي من دون أن يسأل من أين هذا السوار أو العقد الذي ترتديه مثلاً؟ ومن اكثر ما سيعدني عندما تلفت قطعي الأنظار في مختلف أنحاء العالم ويقول لي إحدى معارفي أن أحداً في طوكيو مثلاً قد سأل عن هذه القطعة.

 

E.A.:إلى أي امرأة تحبين أن توجهين ا تقدمين تصاميمك؟

D.R.:أخاطب في تصاميمي كل سيدة عربية أو غير عربية، حتى الطفلة الصغيرة لها دور والمرأة الكبيرة، لدي كل ما يرضي جميع الفئات والأعمار، وسبق وقلت أنني أحرص على أن اقدم ما يلبي كل الأذواق، وأنا متأكدة أن أي امرأة تريد أن تشتري قطعة مجوهرات ستجد ما يناسبها.

 

E.A.:ما رأيك بالمرأة العربية اليوم؟

D.R.:المرأة العربية مميزة منذ القدم وهذا ليس بالأمر الجديد، هي مميزة بجمالها وطريقة تعاملها معه، وعيّها وفهمها هي دائماً في صدد التطور والتقدم، تعلم ما يناسبها وما تريده. ومن الملحوظ أن أهم دور الأزياء العالمية مثلاً باتت تخصص مجموعات موجهة فقط للمرأة العربية (أزياء تناسب وضعها وثقافتها) مما يؤكد أهميتها وأنها ليست منسية بل يحسب لها ألف حساب. كما وأن المرأة العربية هي امرأة مثقفة، هي جريئة تحب أن تغامر وأن تثبت نفسها.

 

E.A.:برأيك ما هو الفرق بين المرأة العربية والغربية؟

D.R.:المرأة الغربية تحب البساطة نحن معقدين أكثر من ناحية إنتقائنا لما نريده مثلاً في المجوهرات المرأة العربية تريد ما هو ضخم وكبير، ويلمع كثيراً، بالإضافة الى الألوان الفاقعة والمتعددة. الإختلاف هو أنهم أبسط بكثير.

 

E.A.:كونك فلسطينية الأصل، وتملكين الجنسية الكندية ومقيمة في القاهرة ومقر عملك هناك، ما الذي أضافته اليك القاهرة؟

D.R.:مصر أضافت لي الكثير، أنا فلسطينية الأصل ولكن الشعب المصري وكل من صادفته في هذا البلد أظهر حسن تقدير، كرم وضيافة، بالإضافة للدعم المعنوي الكبير. مصر لم تشعرني أنني غريبة أبداً بل على العكس، وانا متأثرة كثيراً في الحضارة المصرية (و هذا واضح في كل تصاميمي مثلاً المصري الفلاحي أو الفرعوني إلخ)، الحضارة المصرية حضارة غنية جداً، في بدء مسيرتي أخذت أكثر من 4 أشهر لأدرس وأفهم الحضارة المصرية العريقة، مصر لها فضل كبير في نجاح علامة مجوهرات Dima Jewellery.

 

E.A.:علاقتك طيبة مع معظم نجمات مصر والوطن العربي؟ من الأقرب الى قلبك؟ 

D.R.:بسبب طبيعة شغلي تعرفت على الكثير من نجوم العالم العربي والغربي وكونت أصدقاء كثر، لا أستطيع أن أقول أن هناك نجمة وحيدة مفضلة عندي ولكن طبعاً على رأس الهرم النجمة الأيقونة يسرا، بالإضافة الى (مع حفظ الألقاب) نيللي كريم، هند صبري، منى زكي، أنغام، كندة علوش، منة شلبي، إلهام شاهين ، غادة عادل، وغيرهم الكثير اللائحة طويلة جداً، بتنا أصدقاء مقربين وهم جزء من حياتي من الصعب أن أحد هذه اللائحة. وأنا فخورة وأعتز بصداقتي معهم. 

 

E.A.:لمن تحبين أن تصممي أو تتعاملي من النجوم العالميات أو العرب؟ 

D.R.:أتمنى أن أتعامل مع دور أزياء مثل شانيل، ديور، بالمان، جيامباتيستا فالي ،أحب أن أصمم للعالمية مادونا. 

 

 

E.A.:تعرضتي للبلطجة الإلكترونية منذ فترة - ماذا يمكنك أن تخبرين عن هذه التجربية؟

D.R.:نعم تعرضت لهذه التجربة السيئة، كانت تجربة صعبة لأن التواصل مع القيميين على موقع إنستقرام كان بطيء ، وكان كل شيء مخطط عندما قام هذا المصور بمحاولة تخريب صفحتي التي أنشأتها منذ 4 سنوات. وأتمنى إذا مرَّ أحد بهذه التجربة أن يسرع في التصرف وأن لا يستهتر ويتابع مع إنستقرام.

 

ديما الرشيد تقوم بحملة ضد البلطجة الإلكترونية من خلال مجوهراتها!

 

E.A.:ما هي أحجارك المفضلة، ووهل تؤمنين أن بين الأحجار والناس علاقة مترابطة؟

D.R.:حجر الأوبال، وطبعاً أؤمن أن هناك العلاقة وطيدة ما بين الإنسان والأحجار، فأنا لم أعلم أن قبل أن حجر برجي هو الأوبال ولكن عندما بدأت في عملي تعلمت أكثر عنه، وبعدما بحثت عنه وقرأت لاحظت أنه يمتلك صفات كثيرة تشبهني. وهناك دراسات عالمية أن الأحجار الكريمة كلها طاقة ومفيدة لنا إن كانت موجودة في المنزل أو إذا قمنا بتزيين إطلالتنا بها.

 

E.A.:ما رأيك بمواقع التواصل الإجتماعي - ما هي حسناتها وسيئاتها؟

D.R.:برأيي أنها سيف ذو حدين، الحسنات أنها تقرب المسافات وتعرفك على ناس من مختلف العالم بالإضافة الى أخبار ممكن أن توعي الناس، تسليها وتلهمها، السيئات أنه لا يمكنك أن تتحكمي بها، والحسنة والسيئة لهذه المواقع سرعة الإنتشار فهي تنشر السيء والرديء بسرعة فائقة، كما أن هناك الكثير من الكذب والمبالغة، ومواضيع غير لائقة أخلاقياً، ولكنن لا يمكننا أن ننكر أنها باتت أداة مهمة في حياة أي شخص لا يمكن أن يستغني عنها!

 

E.A.:هناك الكثير من الناس الذي يعملون على تقليد تصاميمك - ما تعليقك؟ وهل من منافس معين لديما؟

D.R.:صحيح، هناك الكثير من العلامات الذي يحاولون تقليد تصاميمي، لا يزعجني الموضوع على العكس أعتبره مجاملة لي، وأعتبره حافذ لتصميم الأفضل حتى لو سيتم تقليده أيضاً، ولكن نصيحتي بدل من تقليدكم لي إعملوا على إبتكار تصاميمك الخاصة، فعندما تقلد أي قطعة تصبح معدن بلا روح، وتفقد قيمتها.

 

E.A.:كيف توفقين كونك أم وزوجة عاملة؟ 

D.R.:واجبي كأم هو الأهم والأولوية في حياتي، ولكن أحاول أو أوفق بين كل مهامي من خلال تنظيم وقتي بطريقة تمنعني من أن أقصر مع أي طرف. طبعاً المسؤلية تصبح أكبر لأنه عليك أن تنظمي وقتك بطريقة منصفة لأولادك، زوجك، أهلك وعائلتك ككل وطبعاً عملك، فالتصميم والإبتكار والإبداع يأخذ الكثير من الوقت والمجهود.

 

E.A.:كلمة أخيرة لقراء Elle Arabia؟

D.R.:أريد أن أشكرك كثيراً على هذا اللقاء الممتع، وأشكر قراء Elle Arabia، وأنا فخورة لأن Elle باتت موجودة بقوة في العالم العربي، فهذه الخطوات هي التي تعمل على تقدم المجتمع والعالم العربي.

 

 

حاورتها فدى رمضان

المزيد
back to top button