مصممة دار ماكس مارا تسترجع تراث المعاطف

ستحظين هذا الموسم بفرصة لزيارة النسخة الأخيرة من حتى 19 كانون الأول/ ديسمبر ل، في سيول، كوريا. إنّه معرض استعادي مذهل عن تراث الماركة، تحت قبّة مذهلة من وحي هندسة إيتيين-لويس بولي. حديث مع المديرة الإبداعيّة لورا لوزواردي التي تشاطرنا رؤيتها لأهميّة هذا المعرض.

 

 

 

مجلة ELLE: لننطلق من البداية، كيف ولمَ بدأت ماكس مارا بتصميم المعاطف التي صارت في وقت لاحق مشهورة لهذه الدرجة على مرّ الأجيال؟

لورا لوزواردي: تأسّست مجموعة ماكس مارا في عام 1951 على يد السيّد أشيل ماراموتي الذي أكمل مسيرة شغف عائلي. فقد كانت جدّته تدير متجراً لصناعة الملابس الراقية في منتصف القرن التاسع عشر، ووالدته أسّست مدرسة للحياكة. وقامت فكرة السيّد أشيل ماراموتي المتميّزة على إدخال سمات خاصّة بخزانة الرجل إلى خزانة المرأة. استبق السيّد ماراموتي مفهوم الألبسة الجاهزة بفضل رؤيته العظيمة وبراعته في مجال الأعمال، وقد قرّر أن يتخصّص في إنتاج معاطف مستوحاة من أزياء الهوت كوتور الفرنسيّة الأكثر تكلّفاً والمصنّعة وفقاً لتقنيّات الخياطة الصناعيّة المبتكرة. وقد كان الأمر بمثابة ظاهرة في بلد كانت ما تزال الموضة فيه قائمة على النشاط الحرفيّ واليدويّ.

 

مجلة ELLE: ما كانت أولى القصّات وأشهرها، وما هو الموديل الأبرز اليوم؟ كيف تحوّلت التصاميم على مرّ السنين؟

ل.ل.: يسعني القول إنّ معطف 101801 بلون الكاميل هو أكثر أسلوب أسطوري عندنا. صمّمته آن ماري بيريتا سنة 1981 وهو المعطف الأكثر مبيعاً لدى ماكس مارا. بفضل نسبه المثاليّة وتصميمه الرائع، يبقى قطعة كلاسيكيّة إلى الأبد. على الفور، صار هذا المعطف مستلزماً أساسياً على ساحة الموضة وما زال حتّى اليوم. تمنحه جودته الفريدة وديمومته وتصميمه الخالد إرثاً قيّماً. وتتنقّل آلاف القطع منه حول العالم، حتّى إنّ العديد منها قد انتقل إلى جيلٍ ثانٍ لا بل ثالث. إنّ هذا المعطف المصنوع من الكشمير والصوف مثاليّ من حيث قصّته ونسبه وتفاصيله، وهو لم يخضع لأيّ نوع من التغيير منذ إصداره.

 

 

مجلة ELLE: على صعيد الموادّ والتقنيّات، كيف تطوّرت أنواع الموادّ وتقنيّات الإنتاج على مرّ السنوات؟

ل.ل.: إنّ ماكس مارا ماركة قائمة على التقليد والابتكار. وخلال هذه السنوات الست والستّين، تطوّرت التكنولوجيا والموادّ والتصاميم لكن بذلنا جهدنا للمحافظة على الجودة التي لا تضاهى.

 

مجلة ELLE: كيف تبدّلت شريحة الزبائن مع الوقت؟

ل.ل.: في البداية، ابتكر السيّد أشيل ماراموتي أزياءً متكلّفة كالمعطف الكاميل والبزّة الحمراء من المجموعة الأولى لإلباس "زوجة الطبيب"، وهو تعبير استعمله أشيل ماراموتي. اليوم، زبونتنا هي سيّدة الأعمال العصريّة المواكبة للحداثة.

 

مجلة ELLE: برأيكِ، لمَ يُعدّ اسم ماكس مارا عابراً للأجيال في مجال الموضة؟

ل.ل.: إنّ معطف ماكس مارا مستلزم أساسي في خزانة المرأة وهو عبارة عن قطعة مثاليّة تناسب كلّ ما لديك من ملابس وكلّ ما قد تلبسينه يوماً. وإنّ خطوطه المثالية وبساطته وجودته الخالدة تلفت كلّ النساء، بغضّ النظر عن أعمارهنّ. إنّها قطعة تصمد بوجه النزعات الزائلة، وتبقى ملكة في الخزانة، وتنتظر انتقالها إلى الجيل الثاني، فالأمّهات يحببنها وكذا البنات والحفيدات أيضاً، وهذا دليلٌ على أنّ القطعة الكلاسيكيّة لا تشيخ!

 

 

 

مجلة ELLE: لدى التصميم، تتقيّدين بقيم دار ماكس مارا أكثر أم تفكّرين بزبائنك أكثر؟

ل.ل.: نسعى لأن نبقى أوفياء لروح ماكس مارا مع العمل بجهد أكبر لفهم احتياجات النساء ورغباتهنّ في زمننا الحالي. لهذا السبب تتنوّع القطع التي تقدّمها ماكس مارا مع هويات لا تُعدّ ولا تُحصى، يمكن الاختيار منها، استناداً إلى السمات المشتركة للنوعيّة والأسلوب واحترام الشخصيّة، وهذا ما تقدّمه الشركة على الدوام في كلّ منتجاتها.

 

مجلة ELLE: ماذا يكمن خلف مفهوم معرض Coats! الاسترجاعي لماكس مارا؟

ل.ل.: لطالما جسّد معرض Coats! رحلة مذهلة إلى تاريخ ماكس مارا وإلى عالم الأزياء الإيطاليّة، على متن المعطف، وهو القطعة الأبرز لدى دار ماكس مارا. وهو يشكّل إعادة تحديد لمجموعة من القصص والابتكارات الكامنة خلف معرفة ماكس مارا، مع تجسيد تطوّر المنتج وثقافة التصميم التي تنطوي تحتها كلّ قطعة. يكشف Coats! عن طريقة ماكس مارا في التعبير عن رغبات النساء منذ 1951 حتّى اليوم.

 

مجلة ELLE: حدّثينا عن المعرض. ما هو عدد المعاطف المعروضة ومن أيّ زمن؟

ل.ل.: نشاهد في المعرض أكثر من تسعين معطفاً، بدءاً من المعاطف الأولى العائدة للخمسينيّات وصولاً إلى أحدث التصاميم التي ظهرت على منصّات ميلانو، مع الأساليب الأسطوريّة للدار طبعاً. يُعدّ المعرض بمثابة رحلة حقيقيّة إلى عالم ماكس مارا وتاريخها وتواصلها. ستكون هناك سبع غرف، وهي مجموعة من غرف العجائب المواكبة لأيّامنا هذه، وكلّ منها تجسّد عقداً من الزمن من تاريخ ماكس مارا، وتُنقل فيه مرسلة مهمّة. أمّا نخبة المعاطف المعروضة داخل الغرف المختلفة فتجسّد العَقد وما حصل خلال تلك الفترة، مع التركيز على موضوع محدّد من تاريخ ماكس مارا.

 

على سبيل المثال، إنّ الغرفة المخصّصة للخمسينيّات وللمؤسِّس تنقل مرسلة مرتبطة بجذور ماكس مارا، وبالرؤية العظيمة التي تحلّى بها السيّد ماراموتي حين بدأ بإنتاج المعاطف مستبقاً مفهوم الألبسة الجاهزة، في بلد كانت فيه الملابس في ذاك الوقت قائمة على العمل الحرفيّ واليدويّ. ومن الغرف الأخرى المثيرة للاهتمام برأيي غرفة الألفين المخصّصة للمعطف وللعالم النسائي حيث تظهر معاطف مختلفة تتميّز بأساليب متعدّدة وكلّ منها يناسب امرأة مختلفة.

 

أمّا مرسلة هذه الغرفة فهي أنّ ماكس مارا موجودة في أكثر من مئة بلد وهي تبتكر معاطف لكلّ نساء الأرض. مع الأساليب المتعدّدة، يُنسب كلّ معطف لفئة مختلفة من النساء، تماماً كما كانت رؤية السيّد ماراموتي منذ البداية.

كذلك، إنّ غرفة ICON المخصّصة للثمانينيّات وللمعطف الأسطوري 101801 هي حتماً واحدة من غرفي المفضّلة.

 

مجلة ELLE: كيف يتمّ اختيار المدن التي تستضيف المعرض ولمَ وقع الخيار على سيول؟

ل.ل.: إنّ كوريا بلد مهمّ لماكس مارا، ومن خلال هذا المشروع نريد أن نطلع الكوريّين على تاريخنا وقيمنا والأهمّ أن نخبر المرأة الكوريّة عمّا يكمن خلف معطف ماكس مارا.

 

مجلة ELLE: ما الذي تأملون إنجازه من خلال هذا المعرض الجميل؟

ل.ل.: يبقى هدفنا الأساس من هذا المعرض المهمّ، تماماً مثل السنوات الماضية، أن نعرض السنوات الستّ والستين لتاريخنا وأن نُعلم زائر المعرض عمّن نكون نحن فيتعرّف إلى قيمنا وإلى جزء مهمّ من تاريخ الموضة الإيطاليّة.

 

حاورتها فاي أفغاهي

 

 

المزيد
back to top button