مقابلة حصرية مع كايت بلانشت

في لوس أنجلس، في يوم عادي مشمس، خرجت من غرفة الماكياج شقراء وجميلة وراحت تعتذر مليار مرة على التأخر عن موعدها معنا. إقامتها قصيرة في لوس أنجلس فقد جالت على البساط الأحمر والطائرات والتلفزيون خلال خمسة أيام كما كان عليها إنهاء سلسلة الصور لمجلة ELLE قبل أن تسافر في الليلة ذاتها إلى سيدني. هي تركض والوقت يركض أمامها. لقاء سريع مع كايت بلانشت الوجه الجديد لعطر أرماني SI والنجمة التي يُحكى أنّها ستنال جائزة أوسكار عن أفضل ممثلة عن فيلمها الأخير مع وودي آلن.

 

كيف تصفين حياتك اليومية؟

تتبدّل أيامي باستمرار، ولهذا السبب على الأرجح أفضّل الهدوء في المنزل والبساطة والقيام بما قد يجده البعض سخيفاً وهو تحضير الطعام لأولادي حين يذهبون إلى المدرسة وطهو المأكولات وتنزيه الكلب. توقفت عن الاهتمام بشركة .Sidney Theatre Company
(ملاحظة من أسرة التحرير: زوجها أندرو أبتون هو الآن المدير العام الوحيد والمدير الفني فيها وأنا أجد أنّ من الرائع الاهتمام بأمر واحد في الوقت عينه.)

 

ما هي مشاريعك الحالية؟

ظهرت أخيراً في Les Bonnes لجان جونيه على المسرح مع إيزابيل هوبير وقد صوّرت العام الماضي فيلمين مع وودي آلن وتيرانس ماليك.

 

هل هما مخرجان مبدعان؟

نعم وكانت التجربتان مختلفتين! إذ يهتمّ وودي بالحوارات والممثلين والظروف فيما تيري لا يعرف بالتحديد قصة الفيلم بل يتلاعب على الأجواء وشعر الشخصيات وتطلعاتهم الروحية.

 

هل يصعب إيجاد أدوار مثيرة للاهتمام؟

كلا، فقد حظيت أخيراً بفرصة تأدية أدوار رائعة في المسرح مثل بلانش دوبوا ولوت كوت أو هيدا غابلر. في السينما الأمر مختلف فلا يسعنا على الدوام التأثير على النتيجة النهائية بالطريقة نفسها كما في المسرح. وكوني ممثلة لا أكترث دوماً للأدوار الكبرى بل لشخصيات بارزة. إنّ المهم في السينما هو التنبّه في اختيار الأشخاص والمخرج الذي نحب العمل معه. في معظم الأحيان وحتى لو أنّ الدور يبدو مذهلاً على الورق، نجهل ما إذا كان سيبدو مميزاً بالفعل في الفيلم.

 

غالباً ما تؤدين أدوار سيدات قويات... كيف تختارين أدوارك؟

أختار فقط القيام بأمور لا أعرف كيفية القيام بها. حين أعرف كيف أجسّد شخصية ما يكون من الأفضل منح الدور لشخص آخر. هذا تحدٍّ لكنّني أعشقه! أحتاج إلى التساؤل عمّا ينتظرني... هذا أمر يثير الخوف لكنّه مشوّق حقاً.

 

هل تودين إظهار صورة ما عن المرأة وتمرير رسالة ما؟

لا ليس هناك من رسائل محدّدة! أحب أن يستمتع الناس لكن من خلال مواضيع مثيرة للاهتمام! على سبيل المثال، اخترت المشاركة في Blue Jasmine بسبب وودي آلن والكاستنغ الرائع ولأنني عشقت القصة فلها بعد كلاسيكي وهي في الوقت عينه معاصرة جداً. مع الأزمة المالية، تبدّلت ظروف الكثير من الرجال والنساء بين ليلة وضحاها مما فرض عليهم الابتكار!

 

منذ ثلاث سنوات قرّرت العودة إلى أستراليا لإدارة Sidney Theatre Company مع زوجك. بمَ تحتفظين الآن من تلك التجربة؟

في أستراليا منجم من المواهب من كتّاب ومخرجين ومبتكرين وممثلين وغيرهم. لقد كان رائعاً بالنسبة لنا تسهيل أعمالهم وتسليط الضوء عليهم. ولأني ممثلة كان العمل في بيئة غنية كهذه بمثابة هديّة ثمينة لي!

 

كيف نجحت في العمل مع زوجك؟

بسهولة! كان الجميع يسألنا كيف نتمكن من العمل معاً... لكن لطالما تعاونا معاً ونحن نحب المشاركة. وبرأيي ما كان أحدنا قادراً على إنجاز هذا العمل من دون الآخر.

 

ما الذي تجدينه في المسرح ولا تجدينه في السينما؟

في المسرح نكون على تواصل مباشر مع الجمهور فنعرف ردة فعله ونشعر بقوة تركيزه أو ضعفه وهذا يؤثر تلقائياً على طريقة الأداء. أما في السينما فإنّ المؤشر الوحيد لرأي الناس هو نسبة بيع البطاقات. ولكن من الناحية الفنية، إنّ النجاح في box office مثير للالتباس فإنّ قدوم المشاهدين لا يعني خروجهم من الصالة راضين عمّا شاهدوه فنحن نجهل ردة الفعل الحقيقية!

 

هل كانت العودة إلى أستراليا وسيلة للهرب من هوليوود؟ وهو رهان كثير المجازفة بالنسبة لمهنتك في السينما...

بدأت بالمسرح في سيدني حيث كنت راضية. ليست المسألة مسألة سينما أو مسرح. لقد حظيت بفرصة العمل في المجالين ومن المضحك إثارة موضوع هوليوود لأنّني أظنّ أنّني لم أكن يوماً جزءاً منها. كان عليّ القيام بفيلم ضخم أو اثنين أحدهما تمّ تصويره في هاواي والآخر في نيوزيلاندا!

سألني الجميع عما إذا كان صعباً لمهنتي في السينما أن أدير مسرحاً وإن عدت إلى الوراء أقول كلا! في الواقع، ساعدني هذا الأمر كممثلة وقد أحببته! لدينا العديد من المبدعين هنا وهو مكان مثالي للعيش. في أستراليا عامل جذب كالمغنطيس.

 

كيف تقيمين توازناً بين مهنتك وحياتك العائلية؟

إنّ المسألة معقدة كما لدى كل الأهالي الذين يعملون. وأحياناً نعاني من الضياع الكلي. ولكن أظنّ أنّ من الضروري تقدير ما عندنا أكان مع الأولاد أم العمل أيضاً. لا يسعنا على الدوام القيام بما نرغب فيه ولكنّ الأمر ليس بهذا السوء. لقد اخترت بناء عائلة وهذه هي الحياة! وأنا محظوظة جداً بزواجي من رجل ملتزم يحب مساعدتي.

 

عندك ثلاثة صبيان... هل تربّينهم بطريقة مختلفة؟

هل المقصود مختلفة عن الفتيات؟ إنّ الجنس موضوع والشخصية موضوع آخر. أحاول قدر المستطاع احترام شخصياتهم وأعمل على ترسيخ الإنسانية في أذهانهم كما أعلمهم على المشاطرة والتفاني. نعيش في عالم لا يفكر فيه المرء إلاّ بنفسه... وأنا آمل أن أربّيهم بطريقة جيدة!

 

اختارك جيورجيو أرماني لتكوني وجه عطره الجديد Si. ماذا يعني لك هذا؟

إنّه لشرف لي أن يختارني السيد أرماني العظيم لأكون ملهمة عطره وأظنّ أنّ ذلك يعكس علاقتنا الطويلة الصادقة التي صارت اليوم نادرة في زمننا الحالي. ابتكر السيد أرماني عالماً يتطوّر باستمرار ويقوم على طريقة عيشنا للحياة لا على طريقة لبسنا. بالنسبة لي يعني هذا العطر قول نعم للحياة. إنّها طريقة إيجابية لمقاربة السيدة فهي خطرة ومتحمسة وفي الوقت عينه منغلقة ومتحفظة. وأنا أفخر بتجسيد تلك القيم.

 

ما هي مكانة العطر في الأنوثة؟

بالنسبة لي تكون المرأة في أوج أنوثتها حين تشعر بالمصالحة مع نفسها. إنّ العطر وسيلة مرهفة جداً لكن من المهم للنساء التعبير عمّا يردنه. لا أظن أنّه يجدر بالعطر الدخول إلى غرفة ما قبل السيدة التي تضعه لا بل أن يبقى بعد أن ترحل. يجب أن تدوم ذكراه وهذه حقيقة تعرفها النساء.

 

هل أنت مولعة بالموضة؟

أحب الأفكار الجديدة ووقع المجموعات المتواصلة لكنني لست مهووسة بالموضة. تطوّر أسلوبي على مر الأيام وما يعنيني الآن هو القَصّة.

 

هل تذكرين أول مرة اشتريت فيها الكثير من الأغراض من عالم الموضة؟

عودة إلى فترة المراهقة! كنت أحلم سراً بكل تلك البزّات الرجالية المتقنة. وحين خرجت من مدرسة المسرح وتقاضيت أول أجر لي اشتريت بزّة أرماني وما زالت عندي وأنا ألبسها لأنها تتخطى العمر وهي في الوقت عينه عصرية وكلاسيكية وأنيقة ولا تبطل موضتها. لطالما انجذبت إلى البساطة الكامنة في ذهن السيد أرماني وابتكاراته.

 

هل تحبّين أن تكوني كايت بلانشت أم لا؟

في معظم الأحيان أنا "عزيزة" أو كايت أو ماما! لست كايت بلانشت إلاّ لدى توقيع أوراق رسمية...

 

إضغطي هنا لمشاهدة سلسلة الصور لحصرية لدى ELLE لكايت بلانشت.

 
المزيد
back to top button