حين التقت كايا بكارل

تمشي كايا جيربر على خطى والدتها الأسطوريّة، وهي اليوم وجهٌ جديد يستحقّ المتابعة، ليس فقط بسبب ساقيها الجميلتين اللامتناهيتين. بعمر 16 سنة لا غير اختارها كارل لاغرفيلد للتعاون على مجموعة كبسولة للماركة التي تحمل اسمه. تحدّثت المصمّمة والعارضة الشابّة إلى مجلّة Elle عن مغامراتها المشوّقة، فلنتعرّف إلى هذه المراهقة الموهوبة التي تتحلّى بحكمة أكبر من عمرها.

 

كانت في سنّ التاسعة حين ذكرتها والدتها سيندي كروفورد في سياق الحوار خلال مقابلة لها في عام 2010 فقالت: "ابنتي كايا تشبهني بشكل لافت. هي نسخة مصغّرة عنّي بالرغم من أنّني أجد ذلك مقلقاً نوعاً ما!". لكنّ تلك النسخة المصغّرة قد كبرت كثيراً منذ ذاك الحين وصار طولها 175 سنتمتراً وهي كما نعرفها اليوم، لا ينقصها إلاّ الشامة الشهيرة. تلفت الأنظار لا بل تفتل الرؤوس بإطلالتها الشابّة والرشيقة ويراها البعض نحيفة جداً فيما يجدها البعض الآخر فاتنة بكلّ بساطة.

 

اليوم، نراها في كلّ مكان ولم يتطلّب منها الأمر سوى موسم واحد لتجتاح إطلالاتها المنعشة عالم الموضة ولتنتقل من خانة "الوجه الجديد" على ساحة عرض الأزياء إلى قائمة أفضل 50 عارضة أزياء بعد 21 إطلالة على المنصّة لا غير. لندن، باريس، نيويورك، ميلانو (حيث تشاطرت المنصّة مع والدتها في عرض فيرساتشي)... لم تتوقّف جيربر عن التقدّم والظهور في حملات إعلانية لشانيل وفالانتينو وفيندي-فيلا وسان لوران ودايزي لمارك جايكوبس. كذلك، أطلّت في جلسة تصوير لـOmega إلى جانب أفراد عائلتها. وليس نادراً أن نرى والدها وهو "شريكها في الجريمة" راندي مع شقيقها بريسلي والكر وأمّها على صفحتها عبر إنستغرام وذلك إرضاءً لمتابعيها البالغ عددهم 3.5 ملايين. ورثت كايا جيربر جمالها عن والديها وهما واحد من الأزواج المشهورين القلائل الذين حافظوا على زواج سعيد لمدّة عشرين عاماً من دون أيّ فضيحة. لكنّها لم تكتفِ بذلك بل تقف بثبات على الأرض متسلّحةً بتربية متوازنة وبمستوى من النضوج يفوق التوقّعات بالنسبة لمراهقة بسنّها. لدرجة أنّ هذه المراهقة قد بدأت أخيراً بالعمل على تعاونها الأول مع كارل العظيم بنفسه لإطلاق مجموعة من الألبسة الجاهزة والأكسسوارات لماركة كارل لاغرفيلد. معاً، اتّفقا على مجموعة كبسولة تمزج بصمة أسلوبها العصري الذي يوحي بالساحل الغربي مع الأناقة الباريسيّة الخالدة. تخيّلي لو أنّ أشجار النخيل في ماليبو تنمو على جادة Montaigne أو تحت برج إيفل، ما ستكون النتيجة؟ مجموعة مرحة من المرتقب أن تُحدث ضجّة كبيرة!

رنّ الهاتف... إنّها كايا على الخطّ تتّصل بي من مدينة نيويورك. هي هادئة ومرحة ويمكن سماع ابتسامتها عبر الهاتف. بصراحة، تتحلّى بالكثير من الصفات التي تستحقّ ابتسامتها!

 

-كيف ومتى قابلت كارك لاغرفيلد للمرّة الأولى؟

-قابلته للمرّة الأولى في جلسة قياس لفيندي في ميلانو، وذلك منذ سنة في أيلول/ سبتمبر 2017. كنت في السادسة عشرة من عمري. لطالما أذهلني ولم أحلم يوماً بمقابلته شخصيّاً، لذا كان خياليّاً بالنسبة إليّ أن أراه هناك واقفاً أمامي.

 

-من استهلّ هذا التعاون؟

-اتّصل بي العاملون معه. وحين عرفت أنّه آمن بي لدرجة أنّه يريد أن نعمل معاً، أُصبت بالصدمة فهو بنظري أسطورة حقيقيّة! لطالما اعتبرته مثالي الأعلي وحين سمعت أنّه يرغب في التعاون معي تحمّست للغاية.

 

-كيف نشأت المجموعة الكبسولة لماركة كارل لاغرفيلد؟

-بدايةً تناقشنا لفترة وأجرينا لقاءات عديدة أنتجت أفكاراً جميلة. كان فريقه منفتحاً على كلّ أفكاري وهذا رائع. لذا بمجرّد رؤية المسار ورؤية كيفيّة تقدّم الأمور والحصول على النتيجة في النهاية كان مثيراً للاهتمام بنظري.

 

-كم من الوقت تطّلب المسار بكامله؟

-رأيت الرسوم الأوليّة في تشرين الثاني/ نوفمبر وبعد شهرين أو ثلاثة (نيسان/ أبريل) رأيت المنتجات منتهية وفوجئت لأنّ المسألة لم تتطلّب كثيراً من الوقت. دُهشت عند رؤية كلّ أفكاري تجتمع بهذه السرعة وتتحوّل إلى ملابس حقيقيّة في الحياة الواقعيّة بعد أن كانت مجرّد رسوم قبل فترة.

 

-ممَّ استوحيتِ لهذه المجموعة الكبسولة؟

-تضمّ المجموعة موضوع لوس أنجلس إلى باريس. أردت إظهار أسلوبي الخاصّ بكاليفورنيا ومزجه مع معايير كارل الجمالية المفعمة بالأناقة الباريسيّة. عملنا معاً جنباً إلى جنب طيلة مسار التصميم وهناك الكثير من تأثيري في الجانب الرياضي والمرح للمجموعة ولكن هناك أيضاً الرقيّ الباريسي بفضل كارل.

 

-كيف تصفين أسلوبك الخاصّ؟

-في الواقع تعكس المجموعة الكبسولة طريقة لبسي في الحياة الواقعيّة.

 

-هل الأسود والزهري لوناك المفضّلان؟

-إنّ الأسود هو حتماً لوني المفضّل على الدوام ولطالما كنت أميل إلى الأسلوب الصبياني لكنّ لمسة من الزهري لا تؤذي أحداً!

 

-ظهرتِ في أول إعلان لك بعمر 10 سنوات والآن أنتِ في السابعة عشرة تقريباً، بالتالي تعدّ مهنتك طويلة. ما هو أفضل ما فيها؟

-على الأرجح الملفّ الذي جمعته على مرّ السنوات الماضية. أحبّه لأنّني رأيت نفسي أكبر فيه بطريقة مختلفة. أولاً في العاشرة ثمّ في الثالثة عشرة والآن. من الرائع أن أرى نفسي أتقدّم.

 

-هل وجدتِ صعوبة في مزج حياتك كمراهقة مع عملك؟

-من الصعب جداً إقامة التوازن الصحيح لكنّني أدركت أنّ عليّ أن أفصل الأمور في حياتي اليوميّة. حين أكون في رحلة سفر للعمل أركّز على ذلك، وحين أعود إلى المنزل أصبح فتاة عاديّة وهذا أجمل ما في الأمر.

 

-هل تستطيعين فعلاً أن تكوني فتاة عاديّة؟

-أظنّ نعم! أحياناً لا بدّ من أن أتذكّر أنّني فتاة صغيرة عاديّة ولكن أحرص على فصل الأمرين قدر الإمكان.

 

-وما هو أسوأ جزء في مهنتك حتّى الآن؟

-لا أعرف بالتحديد. قد يكون التعب أسوأ ما في هذه المهنة لكنّني أحبّ عملي ولا أجد فيه العديد من التجارب السيّئة.

 

-هل لديك مرافقة؟

-نعم في معظم الأحيان لكن على نطاق ضيّق. أعمل مع الأشخاص ذاتهم في كثير من الأحيان لذا كلّما عملنا معاً شعرنا بأنّنا كعائلة وهذا ما يحدث كلّ يوم. في الفترة الأخيرة يأخذ الجميع تدابير للحماية ومن الجيّد رؤية الجميع معاً.

 

-ما هي نصيحتك للمراهقة التي تحلم بخوض غمار الموضة وعرض الأزياء؟

-لا تتردّدي بل انطلقي واحرصي على أخذ الوقت الكافي للتفكير بالفرص المتقدّمة. فإن كان هذا ما تريدينه بالفعل فلديك كامل الوقت فلا تستعجلي الأمور.

 

-في صغرك هل كنت تلعبين بالدمى وتلبسينها الثياب وتصمّمين لها؟

-في الواقع اعتدت الدخول إلى خزانة والدتي واللعب بفساتينها وتجربتها حتّى إن كانت كبيرة جداً. أو الركض بالكعب العالي في المنزل! أو الجلوس وتأمّل والدتي وهي تتحضّر. لقد جعلتني أقدّر الموضة.

 

-هل تحبّين أن تصبحي مصمّمة؟

-حالياً أنا سعيدة بما أقدّمه وإذا انتهى بي المطاف كمصمّمة أكون قد تعلّمت من الأفضل، فأن يكون كارل مرشدي تجربة لم أحلم بها حتّى.

 

-هل أنهيتِ دراستك؟

-كلا عندي سنة إضافية وهذا من أولويّاتي وكان عليّ تعلّم كيفيّة إقامة التوازن بين مدرستي وعملي.

 

-أن تكوني ابنة سيندي كروفورد أمر سهل أم صعب؟

-(تضحك). أحبّ والدتي كثيراً وهي صديقتي المفضّلة. بنظري لم تكن يوماً سيندي كروفرود بل أمّي. وهي بارعة في فصل حياتها في العمل عن حياتها في المنزل. لذا لم أفكّر بها يوماً على أنّها مختلفة. لكن من الرائع فعلاً أن نرى كم العالم صغير وكيف تكرّرت الأحداث حين التقيت بأشخاص مثل كارل عملت معهم والدتي. إنّه شيء رائع!

 

-هل ساعدتك خلفيّتك؟

-هناك حتماً ما يجب تعلّمه بنفسي لكنّ عالم الموضة لم يكن غريباً عنّي وهذا ما طمأنني في البداية وساعدني لأنطلق بثبات.

 

-ما هي مشاريعك المقبلة؟

-العودة إلى المنزل والاسترخاء والاستمتاع بالصيف! أنا متحمّسة جداً لذلك.

 

حاورتها فيرجيني دولاتا

 

هويّة كايا جيربر

تاريخ ومحلّ الولادة: 3 أيلول/ سبتمبر 2001 في لوس أنجلس، كاليفورنيا.

الدراسة: حالياً طالبة في مدرسة ماليبو الثانويّة.

الإقامة: ماليبو.

الأم: سيندي كروفورد (52 عاماً)، عارضة وسيّدة أعمال.

الأب: راندي جيربر (56 عاماً)، رجل أعمال وصديق جورج كلوني المفضّل.

الأخ: بريسلي والكر جيربر (18 عاماً)، عارض أزياء.

الأصدقاء المقرّبون: شارلوت لورانس، ديكستر نايفي، براينت إيسلافا، فيتوريا سيريتي، شارلوت داليسيو...

المدرّب: دريلون دانيس.

حبّها الحقيقي: كلبتها "سموش".

 

ستكون المجموعة متوفرة حصرياً للبيع أولاً عبر revolve.com وkarl.com ابتداءً من 30 آب/ أغسطس. ومن ثمّ تباع في العالم كلّه في محالّ كارل لاغرفيلد وفي العديد من المتاجر الكبرى ابتداءً من 13 أيلول/ سبتمبر.

المزيد
back to top button