وداع عصام، الرحيل المؤلم وإعلام الفاجعة

أعترف أنني تأخرت في الكتابة عن عصام. فكيف أكتب أن شاباً انتهت أيامه في ال35 من عمره. الأمر ليس بسهل. 
عصام بريدي، ممثل لبناني لقى حتفه في حادث سير ليل السبت-الأحد  11/12 أبريل 2015.  هذا هو الخبر. كان شاباً وسيماً، فرحاً محباً أيضاً. هذا ما بعد الخبر.

عصام لم يكن وحيدا في هذه الدنيا، كان محاطاً بالأب والأم والأخ والأخت، تركهم ورحل إلى مكان يجهله وعينا الإنساني. 
اعذروني إن لم أنقل لكم صور حصرية من وداعه، أو رسالة تركها قبل أيام أو تغريدات زملائه المؤلمة، ففي ELLE العربية نقدّر حرمة الموت.

نعم، موت عصام مؤلم حتى لمن لم يعرفه، فأنا لم ألتق به يوماً ولكن هكذا حادثة تزعزع الوجود الإنساني الذي يدرك فجأة أن حياتنا بكل بساطة، "لحظة" نولد بها ونرحل. 
خلف المقود، انتهت رحلة عصام، وبدأت رحلة جديدة وصعبة لكلً من أحبّه لا يحسدهم عليها أحد. ولكن بدأت أيضاً، السكوبات، الصور،والتحليلات والتحقيقات. 

إعلامية، تبحث بأغراضه الشخصية، Zoom in  على الجثة خلال الوداع، تغيير صور البروفايل على مواقع التواصل لتناسب الحادثة، اضغطي هنا للتفاصيل وصور حصرية لشقيقه  وعائلته يبكونه بألم.
نعم، صدق أو لا تصدق، هنا أصبحنا، نتاجر بموت أليم، نضغط لنتفرج على لحظات وداع، ونشاهد بث حصري لأبشع ذكرى في حياة بشر، أناس، لهم أحزانهم ومخاوفهم. ولولا نزاهة كاميرات غرفة التحكم المروري، لكنا رأينا فيديو حصري للحظات الحادث. 

استغل الإعلام موت عصام، لا لايصال رسالة للشباب اللبناني الذي يقدم كلّ يوم عصام وأكثر، لا للمطالبة بقوانين وطرقات وانارة تمنع وتحدّ من أن يكون مصيرنا كمصيره  ولا لمواساة والدته الثكلى، بل لزيادة الرايتنغ والأموال. الحادث فاجعة نعم، ولكن الإعلام هو الفاجعة الأكبر. 

فاعذرونا إن تأخرنا في وداع عصام على صفحاتنا، فابتسامته هي فقط التي تستحق النشر. ولعل رحيله، يغيّر ما لم يتغيّر حتى الآن.

تيري عبد المسيح
 

المزيد
back to top button