نجمات من الزمن الجميل على خطى آبائهن في الشهرة!

كم عرف هذا العالم من فتيات مشهورات بدأنَ حياتهنّ الفنّيّة على خطى آبائهنّ!

 

جيرالدين، ابنة تشارلي

 

 

"أن أحمل اسم تشابلن هو أجمل هديّة قدّمتها لي الحياة فقد فتحت لي كلّ الأبواب"، حسب ما قالته جيرالدين تشابلن وهي تسترجع ذكريات طفولتها خلال إنشاء متحف Chaplin’s World المخصّص لوالدها في Corsier-sur-Vevey في فرنسا، داخل المنزل الذي عاشت فيه عائلة تشابلن.

إنّ جيرالدين هي الابنة الكبرى بين أولاد تشابلن وقد كانت في الثامنة من عمرها حين استقرّت عائلتها في منزل Corsier. بعد أول ظهور لها في فيلم والدها "أضواء المسرح" في عام 1952، انطلقت في مسيرتها المهنيّة بدور زوجة دكتور جيفاغو سنة 1965. ومنذ ذاك الحين، ظهرت في أكثر من مئة فيلم مصوّر بالإنكليزيّة والفرنسيّة أو الإسبانيّة. وبالحديث عن تشارلي تشابلن، تأتي الممثّلة على ذكر الحبّ ولكن القساوة أيضاً والجانب المنتظم جداً لدى والدها. كان يحبّ أن يعيش على غرار لويس الرابع عشر وهذا بالتأكيد كردّ فعل على طفولةٍ أضناها الفقر والبؤس. وتبقى شخصيّة المتشرّد هي التي تجعله أكثر رجل محبوب في العالم، حسب جيرالدين تشابلن.

 

 

فاطمة (أم كلثوم)، ابنة إبراهيم

 

 

ترعرعت فاطمة بنت الشيخ إبراهيم البلتاجي وسط عائلة من الفلاّحين الفقراء. وبعد مرور قصير على مقاعد الدراسة رافقت والدها الشيخ إبراهيم في الغناء في إطار فرقة صغيرة من الشيوخ كانت تحيي حفلات الأعراس والختان في القرى التابعة لمحافظة القاهرة. وبهدف عدم الخروج عن أصول الاحتشام، كانوا يُلبسونها ثياب ولد بدوي شابّ وقد احتفظت بهذا الزيّ حتّى سنّ البلوغ إذ كان ممنوعاً على الفتيات الغناء في حفلات مشابهة. لفت صوت فاطمة انتباه مئات الموسيقيّين في تلك الحقبة وقد دُعيت إلى القاهرة للغناء وصارت أم كلثوم، كوكب الشرق، صاحبة الصوت الذي أطرب ملايين العرب وعشّاق المغنى في العالم بأسره.

 

ماجدة، ابنة حليم

 

 

في بعض الأحيان، ترغب الفتاة في السير على خطى والدها فيما هذا الأخير يتمنّى أن تسلك ابنته درباً آخر. وُلدت ماجدة الرومي في 13 كانون الأول/ ديسمبر 1956 في بلدة كفرشيما في لبنان، وهي ابنة الموسيقيّ المشهور حليم الرومي. منذ نعومة أظافرها ظهر اهتمامها بالموسيقى فراح يكبر معها وهي تمشي على مثالٍ حيّ، مثال والدها، وتسمع عمالقة الغناء العربيّ مثل عبد الحليم حافظ وفيروز وأمّ كلثوم ومحمّد عبد الوهّاب ووديع الصافي وأسمهان. انطبعت بدايات ماجدة في العالم الموسيقي بأول تسجيل غنائي لها بعنوان "ميلادك" بالرغم من أنّ والدها رفض أن تشارك ابنته في البرنامج التلفزيوني "استوديو الفنّ". لكن بفضل دعم ابن عمّها، أطلّت في البرنامج وقدّمت أغنيات لأسمهان وليلى مراد وأذهلت اللجنة بصوتها الحلو، أمّا تكملة الحكاية فنعرفها كلّنا. أوصلتها مسيرتها إلى النجاح العظيم وصارت ديفا الأغنية العربيّة. تخطّت ماجدة أحلام الطفولة لكنّها تحتفظ بندم كبير وهو أنّ والدها لم يكن يوماً راضياً عن دربها! فهل هذا هو سرّ تلك الموهبة العظيمة: أن تثبت للأب أنّ ابنته أهلٌ لتكون خلفاً له؟

 

 

شارلوت، ابنة سيرج

 

في لقاء مع شارلوت غينسبورغ في العدد الأخير من 50mn Inside، تحدّثت عن علاقتها بوالدها سيرج غينسبورغ. في عام 1985، صار سيرج وابنته شارلوت حديث الساعة لدى غنائهما معاً أغنية Lemon Incest التي تتطرّق إلى علاقة الانسجام بين الأب وابنته. في الواقع وفي هذه المقطوعة، يمكن أن نستمع إلى شارلوت غينسبورغ وهي تتغنّى بالحب العفيف. حتّى ولو أنّ المغنّية "تتفهّم أن يصاب الناس بالصدمة" لكنّها تؤكّد أنّ علاقتها بوالدها كانت بريئة جداً وقد صرّحت للمذيع على شاشة TF1: "كنت أرى حبّه لي في وسائل الإعلام وقد كان يقول إنّه يحبّني أمام الكاميرا أكثر ممّا يقولها لي مباشرةً. كان أسهل عليه التوجّه إلى الصحافيّين". بعمر 46 عاماً، تؤكّد شارلوت غينسبورغ أنّ لديها آلاف الذكريات الرائعة مع والدها الذي رحل باكراً.

 

 

أنطوان ضاهر‎

المزيد
back to top button