عندما توفيت ليدي ديانا في شهر أغسطس عام 1997 بحادث سيّارة، كان ابنها الأمير ويليام في عمره الـ 15، وقد حرص وشقيقه الأمير هاري على تخليد ذكراها في كلّ عام. قبل وفاتها، تركت الأميرة الراحلة بصمة مميّزة جعلت منها ملهمة للكثيرين من أنحاء العالم، وولديْها هما بالطبع من بينهم. وفي الفيلم الوثائقيّ الجديد للأمير ويليام، الذي تمّ بثّ الجزء الأوّل منه منذ يومين في 30 أكتوبر، والثاني يوم أمس في 31 أكتوبر، يُظهر أنّه يريد أن يغيّر الواقع الذي يعيشه أكثر من 350 ألف شخص في بريطانيا، حيث إنّهم يفتقرون إلى مسكن دائم. من خلال هذا الفيلم، يسمح للكاميرات بمتابعته في العام الأوّل من مبادرة «Homewards»، وهو مشروع مدّته 5 سنوات قد تمّ الإعلان عنه في شهر يونيو عام 2023، والذي يهدف إلى جعل التشرّد نادرًا وموجزًا غير متكرّر. وقد قال في الجزء الأوّل منه: «أعتقد أنّه من المهم حقًّا أن نحاول تغيير التشرّد ومعالجته، فالناس يعيشونه يوميًا وهذا أمر أريد أن أتحدّاه. فأنا أشعر أنّه من خلال منصبي ومنصّتي، يجب أن أقدّم الكثير».
تأثير الأميرة ديانا على مبادرة ويليام
تظهر الأمير ديانا بشكل متكرّر في الجزء الأوّل من هذا المسلسل الوثائقيّ، والذي كشف فيه أمير ويلز أنّ كان لها دورًا كبيرًا في قيامه بهذه المبادرة، بقوله: «لقد أخذت بعض التوجيهات من والدتي». فقد تذكّر أنّها أخذته وشقيقه هاري خلال طفولتهما، إلى جمعيّة «The Passage» التي تهدف إلى إنهاء التشرّد ومساعدة المحتاجين، وقال عن ذلك: «لا بدّ من أنّني كنت في الحادية عشرة من عمري في ذاك الوقت، أو ربّما في العاشرة. لم أذهب إلى أي مكان مشابه من قبل، وقد راودني القلق حيال ما أتوقّعه. كانت والدتي تقوم كما عادتها، بجعل الجميع يشعرون بالاسترخاء والراحة والمزاح، وأتذكّر أنّني في ذلك الوقت كنت أفكّر، أنّه إذا لم يكن لدى الجميع منزل، فسوف يعيشون في حزن حقًا».
وتابع: «أتذكر إجراء بعض المحادثات الجيّدة فقط للعب الشطرنج والدردشة، وهنا أدركت أنّ هناك أشخاصًا آخرين ليس لديهم نفس الحياة التي نعيشها. عندما تكون صغيرًا جدًا، لا تعتقد حقًا أن الحياة هي ما تراه أمامك، ولا يكون لديك مفهوم البحث في مكان آخر. وعندما تقابل أشخاصًا، كما فعلتُ حينها، يضعون منظورًا مختلفًا في رأسك ويقولون، مثلًا، "كنت في الشارع الليلة الماضية". وأنت تنذهل، أتذكر حدوث ذلك».
اليوم، أصبح الأمير راعيًا لـ «The Passage»، بالإضافة إلى «Centrepoint»، وهي مؤسسة خيرية أخرى تعمل على القضاء على التشرد، والتي كانت الأميرة ديانا راعية زيضًا لها خلال فترة وجودها كعضو في العائلة المالكة، وكانت المنظمة واحدة من أوائل المنظمات التي أصبح ويليام راعيًا لها في عام 2005، في وقت مبكر من عمله الملكي.