مصممة أزياء لبنانية تتخذ من دبي مقراً لها هي ناتالي طراد Nathalie Trad. أطلقت مجموعتها الأولى في أبريل 2013 ثم 2014، وقد سطع نجم ناتالي بعد أن تزيّنت شهيرات العالم بتصاميمها، كالنجمة أوليفيا باليرمو، سيينا ميلر، كارولينا كوركوفا، وغيرهما..واليوم تكمل مسيرتها من خلال إطلاق وعرض مجموعتها الجديدة في قرية فيدينزا. وكان لها معنا هذا اللقاء الحصري.
هل يمكنك إطلاعنا على المجموعة التي ستقومين بعرضها في قرية فيدينزا. مم تتكون؟
تتضمن المجموعة التي سيتم عرضها في قرية فيدينزا مجموعة من القطع المميزة لمجموعتي ربيع/ صيف وخريف/ شتاء 2015، التي تمثل جوهر علامتنا بأفضل صورة.
هل يمكنك مشاركتها ببعض المعلومات عن خلفية العملية الإبداعية التي تقف خلف المجموعة؟ ما هو المصدر الرئيسي للإلهام فيها؟
أفضّل أن أنظر إلى تصاميمي كأنها أعمال تصميم معماري بمقياس صغير. أنا أنظر إلى التصميم المعماري من منظور فيزيائي- الهندسيات، نسب التوزيع، طبيعة العمل، والبنية- للحصول على الإلهام، ولكن إضافة إلى ذلك، أحرص على دراسة مفاهيم التصميم المعماري وأيديولوجياته كوسائل لتشكيل الإطار الشامل لأعمالي ودفع تطويرها. وعلى سبيل المثال، أعتبر أن لويس خان، وجيمس ستيرلينغ، ووالتر جروبيوس، وفرانك جيري، وزها حديد، بعضاً من المصممين المعماريين الذين أثرت تكويناتهم الجمالية وفلسفة أعمالهم في أفكاري التصميمية وفي البعض من الأزياء التي صممتها. وليس هناك ترجمة مباشرة تربط ما بين تصميم معماري معين وأعمالي. ولكن، يمكنني القول بأن بعض الحقائب تمثل نموذجاً يستخدم مراراً من قبل زها حديد: "هناك 360 درجة، فلما نحصر أنفسنا بواحدة فقط؟" مفهوم وجهات النظر المختلفة هذا المعروف أيضاً في الرسوم التكعيبية هو ما أحاول تطبيقه في تصاميمي. وأكثر ما أحبه في تطبيق هذا المفهوم على تصميم الحقائ هو أنه يمكنها من التحول إلى قطع مختلفة بالكامل في كل مرة تنظرين إليها من زاوية أو منظور مختلفين.
من أين حصلت على الإلهام في آخر مجموعاتك؟
في Utopia 2.0، ننطلق من أرض غير مأهولة تقريباً لنخوض رحلة استشكاف عبر مسلك ضيق، عبر الفضاءات، عبر الزمن، وعبر الكون، التي تظهر في النهاية الأخرى، في الطرف الخارجي البعيد لدرب التبانة. ومع الابتعاد أكثر وأكثر، تتضاءل صورة الأرض، ويملؤنا التعجب عند النظر إلى الحلقات البراقة لكوكب زحل وانفجارات السُدم. ونصبح في حالة تأمل وتفكير بمكاننا في هذا الكون، بالنظر إلى المناظر غير المتناهية والشبيهة بالسراب، حيث يبدو أن هناك تقارب بين العلم والفن. وبخروجها من المسلك الضيق، محاطة بخطوط غير منتظمة وحيوية، وهالة نابضة بالحيوية مكونة من الغبار والضوء، تمر بنا خطوط الأفق كصدىً يكشف فجأة عن كوكب سريالي غامض.
ويبدأ العالم الجديد بالظهور: عالم مقفر بجبال متآكلة وقمم بركانية، مغطى بطبقة من البودرة والصخور السوداء. ومع مرور الوقت، تمكنت الرياح العاتية من تعذيب وصقل هذه القمم الصامتة لتحولها إلى أشكال سريالية، كجبال جليدية في محيط من الرمال. وببطء شديد، يزحف المنظر الطبيعي الرهيب والدرامي الذي يغطي سطح الكوكب المهجور إلى حافة المدينة.
وتطل القمم الشاهقة على المدينة المهجورة بأشكال واضحة وقوية. وتتناقض الخطوط الجريئة والأسطح السوداء النقية مع المعادن اللامعة من الحديد والذهب. هذه الهياكل الفنية الصناعية تفرض أوامرها على المدينة عبر نسمات من التصاميم المعمارية المستقبلية لعصر الآلة. إن Utopia 2.0 هو وصف لكل خطوة من خطوات رحلتنا الفائقة من الأرض إلى السماوات المليئة بالمجرات، لتتعثر في نهاية المطاف بمدينة لم ينتهي العمل عليها قابعة بشكل غير واقعي، ومبنية بأكبر وأطول قدر ممكن، لسبب غير معروف.
كإمرأة عربية، ما هو شعورك بعرض أعمالك في منصة دولية؟
حقائب اليد التي نصممها تباع حالياً في 25 مدينة حول العالم. ونحن متواجدون في العديد من الأسواق المختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، والولايات المتحدة، وأوروبا، وتعرض علامتنا إلى جانب أشهر وأرقى العلامات التجارية العالمية.
وفي كل موسم، نبذل قصارى جهدنا لإبداع حقائب يد مصقولة ومبتكرة تكون عناصر لا يمكن مقاومتها، وملكية خاصة ثمينة متقنة الإبداع يمكن نقلها من جيل إلى آخر، في آن واحد. أنا أعتقد بأن الالتزام بهذه المهمة أسهم في الانتشار العالمي الذي تمكنا من تحقيقه حتى الآن. ولا يمكن إنكار حقيقة أن سوق الأكسسوارات هو سوق مزدحم ومليء بالمنافسة، ولتحقيق التميز والتفرّد، يجب البحث عن محيط واسع من الفرص وتأسيس سوق لا منافسة فيه. وهذا الأمر هو بالتحديد من نعمل عليه. وفي الحقيقة، تراودني دائماً فكرة أن هذا الأمر لن يتم تحقيقه أبداً، ولكنه هدف دائم التطور يدفعنا ويشعجنا على متابعة التقدم والإنجاز.
هل تصممين أعمالك بنظرة عالمية؟ كيف تنظرين إلى تأثير خلفيتك اللبنانية على أعمالك؟
وُلدت في لبنان وترعرعت في منطقة الشرق الأوسط، لذلك فإن ثقافة المنطقة تعتبر جزءاً لا يتجزأ مني، إنها تجري في عروض، ومطبوعة في هويتي. ومن الصعب جداً تحديد الأمر بدقة، ولكنها صميم وأساس شخصيتي. عندما كنت في السابعة عشرة من عمري، انتقلت إلى باريس، ثم إلى مدينة نيويورك التي كانت أرضاً خصبة للإبداع. تمكنت من التأمل وجني الفائدة من كل شيء رأيته ومررت به. وعندما أصمم أكسسواراتي تنعكس شخصيتي في كل جوانب تصاميمي. إن مجموعة بالكامل هي بمثابة انعكاس حقيقي لهويتي، سماتها الجمالية هي شرق أوسطية بدون أدنى شك، مع لمسات غربية، إنها مزيج بين الشرق والغرب.
كيف وجدت الإقبال على تصاميمك في منطقة الشرق الأوسط مقارنة بأوروبا؟
لقد بدأت المرأة الشرق أوسطية المعاصرة بالتوجه إلى المصممين الإقليميين، والانفتاح على ارتداء تصاميم المواهب الناشئة، واتخاذ خيارات أكثر جرأة عندما يتعلق الأمر بالأزياء، خاصة في مجال الأكسسوارات. ولقد بدأنا بملاحظة أن هناك الآن نوع معين من الفخر ينبثق لدى عملاؤنا المحليين، في ارتداء إبداعات المصممين المحليين. وإن دعمهم هذا هام للغاية لتعزيز قطاع الأزياء المحلي سريع التوسع، وأعتقد، كمصممة، أنه أمر رائع. وعلى نحو مشابه، فإن العملاء الأوروبين يقدمون الدعم أيضاً، وأعتقد أنهم أدركوا فعلاً القيم التي تقف خلف علامتنا التجارية وقدّروا حكاية حقايب اليد التي نقدمها لهم. وفي حقيقة الأمر، فإن فلسفة التصميم التي نتبعها تضع أهمية كبيرة للابتكار وإبداع القطع المميزة والفريدة من نوعها. إن أساسيات قيم علامتنا التجارية تتمحور حول أخذ الأشكال الكلاسيكية- المنتشرة في بيئتها الطبيعية- وتحويلها بشكل جذري، وتفكيكها، ومحاول إعادة تعريف حدود جماليات الأزياء بشكل متواصل. إن هدفي خلال العمل على التصاميم هو أولاً إبداع قطع مصقولة وفريدة من نوعها تحفز الفضول وتصهر تشكليلات المواد المتداخلة التي تضفي عن أسلوب تصميم شمولي فني، وتجريبي، وفائق الهندسة.
ما هو القادم بالنسبة إليك؟ هل تخططين للانتقال إلى مجالات أخرى في التصميم، مثل الملابس؟
بالتأكيد، يسعدني جداً أن أتمكن من توسيع مجموعة المجوهرات أو ربما أكسسوارات المنزل أيضاً. ولكن، من المهم بالنسبة لي أن أقوم بذلك خطوة بخطوة، وأن أحافظ على مصداقيتي تجاه نفسي في المقام الأول، وأتأكد من وضع الأسس الصحيحة على طول الطريق.