غفونا في عالم ينبض بالحياة والأمل والأحلام، ولكننا استيقظنا في عالم آخر ينزف، ويخلو من اليقين والفرح وراحة البال.

في 4 من آب 2020، وقع انفجار هائل في مدينة بيروت فدمّرها وأفرغها من آخر أنفاس الحياة التي كانت تتلقط بها. ويأتي هذا الحدث على خلفية جائحة وباء فتّاك، واقتصاد محلي متأزم بشكلٍ كبير. ومع ذلك، فإن الفراغ الذي أحدثته هذه الأحداث ألهم المصمم اللبناني- الأمريكي، رامي القاضي، لخلق من هذا العدم عالم جديد ورسمه بآفاق واعدة.

 

يتبنى المصمم منهجًا مبسطًا يقدم من خلاله مجموعة يحفوها التفاؤل والإبداع والإستدامة. "الإبداع لا يخشى المجهول، ولا يمكن للجمال أبدًا أن يضعف عندما تصبح الأمور صعبة. بل على العكس من ذلك، فإن الجمال يسحب وحش الفراغ من قرنيه ويروضه حسب رغبته. إنه يعيد تعريف الفراغ ويرسم معالمه بطريقة لا تُنسى ".

 

يقدم Dessiner le vide مقاربة ثورية للمادة، حيث يتحول الفراغ إلى عنصر يتنفس ويعج بالحياة. في هذه المجموعة الرائعة، والمكّونة من 20 فستانًا بما في ذلك ثوبين للعرائس، يتبع قاضي أسلوبًا بسيطًا لرسم الفراغ. ويحقق مهمته من الناحية الجمالية دون المساومة على بصمته الواضحة وتوقيعه المعروف.

 

من خلال التعرجات الحساسة، والبساطة في الحركة، والخطوط النقية، تتنقل التصاميم بحرية عبر مسار يؤدي إلى آفاق واعدة. ويتم دمج الرسومات المبسطة والهندسة الناعمة معًا بدقة، و تتجلى هذه المشاركة في استخدام التول المرقط مع النقاط المخملية، وأحجار كريستال سواروفسكي التي على شكل دمعة، والخرز الزجاجي والترتر، والترتر المائي المعدني، والترتر المحبوك اللولبي المتقزح، وأوراق الترتر المقطوعة بالليزر، ممّا يمنح المجموعة إحساسًا بالعمق والتفاؤل. كما يُستخدم التدرج أيضًا على نطاق واسع لتعزيز الاحتمالات العديدة. أما اختيار الألوان يتنوع بين مرجان الأعماق، والبنفسجي الحزين والأوركيد الداكن، والبرغندي، وأحمر الخدود الخوخية، وغروب البراري، وتدفق الجليد، بالإضافة إلى الأخضر الراقي والأخضر الهامس.

يمثل هذا التنوع، بشكل واضح، موسمًا جديدًا في الحركة. في حين أن استخدام تقنية قطع الليزر لريش النعام وطبقات ريش الطاووس يضيف إحساسًا رومانسياً إلى المجموعة.

 

وأخيراً، يبعث قاضي، من خلال هذه المجموعة الجمالية رسالة أمل قوية تُترجم إرادة اللبنانيين في تجاوز العقبات والتغلب على الألم.

 

المزيد
back to top button