مَن يشاهد تصاميم المتنوّعة، يقرأ حبّاً يسكنه للحرفيّة الراقية مع حضورٍ ملفت للمفاجآت البصريّة. 

 


شيءٌ من السحر تعكسه أعماله، إذ تفاجئ المتلقّي مستندةً على خداعٍ بصري يُبهر العين من حيث الحجم والمضمون ومن ثم يختفي كي يترك سحره يتبخّر مع الهواء. يقول المصمم البحريني عمّار بشير، وهو يشير إليك بإصبعه الذي، بالمجسّم الذهبي الذي يحميه حاملاً توقيعه: إذا صنعت الحلم، اتقن صناعته. 


يقوم استوديو عمّار بشير في المنامة بصياغة الأحلام في جميع أنحاء العالم، وتمكين الحرفيين العاملين في مشروعه الفندقي أو القصور الملكية، هو الذي قام بتصميمات داخلية لأكثر من 120 منزلًا خاصًا ومساحاتٍ ومطاعم، فضلاً عن إنشاء أعمالٍ تركيبيّة عامة في جميع أنحاء العالم، جنبًا إلى جنب مع تصميم مجموعة كبيرة من الديكورات الداخلية لكثير من بيوت العائلات المالكة في الشرق الأوسط.


إن قدرة عمّار بشير على العثور على إلهامٍ ما في كل مكان، فضلاً عن مراقبة الأشياء التي يمكن تصميمها بشكل أفضل، قد تفسر طاقته المتّقدة، التي تنعطس على مستوى التفاصيل والمفاجآت التي تميّز الكثير من مشاريعه المختلفة. بالنسبة للديكورات الداخلية في On Motcomb، وهو بوتيك للأزياء الراقية في لندن، فقد صمم بشير ألواحًا على الطراز الباروكي تشبه الألواح الجصية، لكنها مصنوعة في الواقع من الإسفنج، لتسلية المتسوقين وخلق شعور بالألفة داخل المتجر. وعلى سبيل المثال، بالنسبة لحفل زفاف جورج وأمل كلوني في لندن، ابتكر المصمم خيمة بيضاء تدعمها جذوع رفيعة ترتفع إلى غيوم، من الستائر المرصّعة بالجواهر، كأنها تخرج من غابة وحيد القرن.


من حفلات الأعراس إلى فنادق البوتيك الأنيقة، وعبر مطعم Plums حيث تصطف الجدران مع الإسفنج لامتصاص الضوضاء، نرى تنوّع الأفكار وجودتها عند المصمم عمّار بشير. يصف أسلوبه على أنه "سحر انتقائي"، بين لمساته الذهبية والغرف التي تتسم بجوّ يثير الاهتمام. يمكن رؤية التركيز على المواد الجميلة في تصميمه لمتحف مكتب البريد في المنامة مثلاً، إذ استخدم الألواح الخشبية الرائعة بطريقة مبتكرة تعيد إلينا رؤية الظرف البريدي الذي يحمل أسرار ما بداخله. على الرغم من إصراره على الجودة، فإن تصميمات العديد من منشآت عمار بشير هي كبيرة الحجم وتتميز بعمر افتراضي قصير، إذ تأتي لمساته الرائعة بزخمٍ يمرّ كالطيف على المتلقّي. بهذا الخصوص يقول المصمم إنه "يحب خلق بيئة جميلة يسارع في تدميرها"، لأنه يبدو له أن التخيلات الصغيرة لها تأثير أكبر من الأشياء طويلة المدى، وكأن الحقيقة حلمٌ ربما عشته في وقتٍ ما.


ومن بين مشاريعه لعام 2018م، إنشاء قرية اليونسكو في البحرين، وهي قاعة مؤتمرات كبيرة لاستضافة اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، إذ كانت القرية هيكلاً يبلغ 12000 متراً مربعاً، تم بناؤه بالكامل على مدار 45 يومًا فقط.


يمكن أن نذكر أيضاً أحد فنادقه الأكثر حداثة وهو فندق "نزل السلام"، وهو عبارة عن منزل بحريني تقليدي تم ترميمه وتحويله إلى فندق بوتيك على مسار مشروع طريق اللؤلؤ، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في مدينة المحرّق البحرينيّة. لديه أيضًا ثلاثة مشاريع ترميم رئيسية قادمة، هي فندق البحرين الذي يعد أقدم فندق في مملكة البحرين والذي يتم ترميمه حالياً ويتوقع افتتاحه في ربيع عام 2021م، دار الأزهر، وهو فندق بوتيك يقع في وسط القاهرة القديمة، وتم الانتهاء منه للتو، بالإضافة لتجديد فندق الخليج في مملكة البحرين.

 

المزيد
back to top button