تتمتّع الصحفية الأميركية التي تحوّلت إلى مصمّمة "إيطالية" مع علامتها التجارية ، بمنزل ملوّن وانتقائي وممتع، مثل أسلوبها الشخصي تماماً. أهلاً بكم في "بازارها" للأزياء الفاتنة.

 

بمجرد أن تدخلي بيتها، يبدو لك وكأنّك تدخلين بعدًا آخر، نوع من كون ترينه بالمشكال Kaleidoscopic، مليء بالمطبوعات النابضة بالحياة وتسوده هالة روحية؛ هي "Sciura" (أي سيّدة) أميركية- ميلانية حقيقية. ليس من قبيل المصادفة أنّ جينيفر جين مارتن Jennifer Jane Martin، المعروفة الآن للجميع باسم J.J.، وصفت بـ "السيدة الرائعة" في أيامها الأولى من قِبَل "نيويورك تايمز"، بعد مغادرة Big Apple منذ ١٧ عامًا لتتبع حبها الحقيقي. هذا الحبّ لإيطالي وشغفها بكل ما هو عتيق جعل متجرها الإلكتروني La DoubleJ ينبض بالحياة، ليصبح علامة تجارية حقيقية.

 

اختارت لنفسها منزلاً في مبنى جميل يعود تاريخه إلى عام ١٩١٠ في قلب مدينة مدينة ميلانو، وهو تجسيدٌ لعالمها الخيالي والروحي ـ وشبه امتداد لمتجرها الميلانيزي في شارع Via Sant’Andrea10. "لطالما كنت مفتونة بجاذبية "السينيورا" (ٍٍSciura in Milanese)، التي تجمع بين الأناقة المحلية والذوق الاحترافي. وتخبرنا: "أردت أن أجعلها خاصتي، مع التخفيف من جدّيتها بعاصفة إبداعية مجنونة، من خلال "برنتاتي" الفرحة". خزانة ملابسها هي أفضل انعكاس لذلك. "هناك ثلاث غرف في المجموع. غرفة الملابس، التي تمّ إنشاؤها كغرفة ضيوف مزدوجة، هي غرفة "موسمية'' حيث أكدّس بدقة أثقل الملابس، مثل السترات المزخرفة من "La DoubleJ's "Tiger Tiles الجديدة، والمعاطف N°21، ومعاطف Prada، والقطع من الفراء الإصطناعي الملونة وتصاميم قديمة Vintage في كل مكان.

 

المجموعة الثانية هي المجموعة "اليومية" التي تحتوي على قطع أرتديها بانتظام، في حين أنّ المجموعة الأخيرة عبارة عن شبه "ضريح" صغير من الملابس من بدايات مسيرتي المهنية، عندما كنت لا أزال صحفية (عملت في صحيفة "وول ستريت جورنال" و"وال بايبر"، كمحررة). "الموروثات العتيقة"، كما تشرح. "إنّها الثياب الثمينة: من "أوسكار دي لا رنتا"، فستان مطرّز يدويًا من الستينيات، فستان آخر من "ويليام فينتيدج" في لندن أو قفطانات من غواتيمالا". الموضوع الرئيسي للخزانات الغريبة الثلاثة هو تسلسل فيبوناتشي Fibonacci شبه العلمي، لونيّ Chromatic بشكل رائع: "تدرجات الأزرق يجب أن تتماشى معًا، وكذلك الحال بالنسبة للأبيض والوردي. يجب أن تتحدّث المطبوعات مع بعضها البعض، ليس فقط عند دمجها، ولكن أيضًا أثناء تعليقها في الكوة الخاصة بها. عندما تنظرين إليها، ينبغي أن تتبع أمراً أو ترتيباً ما، وإلا ستضيعين في الأنماط. لهذا اخترت دواليب ملابس بسيطة مكشوفة من إيكيا Ikea وأغلقها بستائر سميكة ومشرقة ـ إحداها هي طبعتنا "النباتية" والأخرى مخملية احتجتها يوماً لحدث وأعيد تدويرها الآن باستخدامها كستارة. الترتيب يجلب السلام ويساعدك على تنظيم أفكارك؛ وتؤكد أنّه كلما قلت الفوضى حولك، كان ذلك أفضل لعقلك.

 

وقد ساعدتها أيضًا "جينا"، ملاكها الحارس: وهي سيدة يدوية هادئة "لديها اهتمام والتزام شبه ديني بالتفاصيل عندما يتعلق الأمر بالملابس واستضافة الزوار، وهذا تصرّف محض إيطالي"، كما تؤكد. تطال لمسة J.J. الدقيقة جميع أنحاء المنزل، حتى أنها تطبع الأكسسوارات. تصطف الأحذية على وجه الخصوص تماماً مثل تلاميذ المدارس، في صفوف مرتبة على طول الممر. "لم أعد أشتري الأشياء عشوائياً: ممارستي الروحية تدور حول الوعي الكامل، مما يعني التسوّق الواعي. من قبل، كنت أعتقد أن التسوّق هو تعبير عن إبداعي، ولكن عندما تبدأين في فهم قيمة الثراء الداخلي، وتؤمنين بما خلقت، لن تعودي بحاجة إلى مراكمة الأشياء وتكديسها. باستثناء الأحذية. بين الحين والآخر أدلّل نفسي. أنا مغرمة بالصنادل المسطحة، بدءاً من تلك المزدانة بالفراء التي وجدتها في خزانة أمي في لوس أنجلوس، وصولاً إلى تلك المصنوعة من Proenza Schouler أو Loewe التي أرتديها طوال الوقت، ولكن قبل كل شيء أحذية Fussbet الشهيرة من Marni وبالطبع، أحذية نقشة الشطرنج من Vans.

 

أنا مهووسة بها. أحبّ التلاعب بالبرنتات والمربعات ـ لدرجة أنّها جزء من الزيّ الخاص بمتجري (جنبًا إلى جنب مع الجينز وقميص La DoubleJ والمئزر). من ناحية أخرى، أحتفظ بالأحذية ذات الكعب العالي للسهرات في الخارج، أكانت "بلاتفورم" منحوتة أو ذات أسافين مرصّعة بالجواهر، مثل أحذية سالفاتور فيراغامو القديمة Vintage وبالطبع أحذية Prada: من عام ٢٠٠١ إلى عام ٢٠١٥، أعتقد أنني كنت المساهمة الأولى"، تقول ضاحكة، وبخبرة أنف السقاة تعرف السنة والموسم لكل منها بنظرة واحدة سريعة. المجوهرات، من ناحية أخرى، هي مجرة ​​مستقلّة في عالم J.J. الخيالي، مجال استكشفته بعد مجال الأزياء بفضل سيدة مرشدة Deanna Farneti Cera، وهاوية جمع لا تكلّ ولا تملّ وإحدى أهم خبراء المجوهرات. "عندما أطلقت متجر La DoubleJ الإلكتروني، اعتمدت على أرشيفها اللامتناهي، لكنني لم أتمكن من المشاركة في جميع المجوهرات وعلى مرّ السنين أضفت إلى صندوق كنوزي الخاصة قطعاً من هواة الجمع وأسواق السلع المستعملة. كل واحدة تحمل قصة، رابط.

 

كما هو الحال في أي "متحف" يحترم نفسه، هناك بالطبع "جدار العجائب": مجموعة رائعة وحصرية من القلائد العتيقة التي تنتظر من يبدي إعجابه بها، وهي معروضة بشكل جميل على جدار الحمام. إنّها معلّقة مثل الميداليات تكريماً لرحلة La DoubleJ. تشرح قائلة: "الآن، على الرغم من أنني لست ناشطة اجتماعية كبيرة، وأقضي أيامي بانتظام في سروال اليوغا، إلا أنني ما زلت أقدّر الجمال، وأقدّره كعمل فني على نطاق المرأة". "الذهب، وخاصة ما فوق ١٨ قيراطًا، له اهتزازات عالية جدًا: ولهذا السبب أرتديه طوال الوقت، تمامًا مثل عقدي المصنوع من حجر اللابرادوريت، مما يساعدني على ربط جسدي وروحي. وتعترف: "هذا أمر حيوي بالنسبة لجانبى الروحي". في الواقع، استحوذ التأمل على غرفة بالكامل (تمامًا كما هو الحال في متجر ميلانو)، حيث تمّ إحياء الغرفة نصف الفارغة من خلال نوع من المذبح المليء بالأحجار الكريمة، وخاصة الأحجار الفيروزية والمجوهرات الروحية والكريستال والزيوت ـ والكثير منها لتطهير حقل الطاقة الذي تستخدمه خلال دروسها في التدريب واليوغا ـ كل ذلك تحت سقف جميل ساحر. "تحتوي الغرفة على جدران زرقاء (بينما تمّ طلاء باقي المنزل باللون الوردي الغامق المميز لـ J.J.) وفوق ذلك، نسخة طبق الأصل مرسومة يدويًا لسقف كاتدرائية رافينا Ravenna، والتي رسمها صديقي جاي لومان Jay Lohmann على شكل لوحة جدارية" كما تقول.

 

كان التحدي الذي تواجهه هو الجمع بين عالمين غير مرتبطين على ما يبدو، مثل الموضة والروحانية، ومزيج بين القديم والجديد، مع تطوّر "Sciura" حديث. "يربط التأمل بين روحك وطاقتك؛ عندما يتمّ الإتصال، تكونين في حالة تدفق من الصفاء الإبداعي. البرنتات والألوان تحمل السعادة. وتتابع: "ليس من قبيل الصدفة أن شعار La DoubleJ هو "إرفعي اهتزازاتك". عدم التخلص من أي شيء، بل منحه حياة جديدة، هو جزء من العملية. ليس فقط في الموضة ولكن في منزلي أيضًا، الذي ولد تلقائيًا ولكن مع التركيز على الإحياء والبعث: بدءاً من مطبخ Poliform المستعمل، إلى طاولة Molteni التي كنت أستخدمها في المكتب والتي جمعتها مع كراسي الخيزران والقش التي "اصطدتها" على موقع eBay، إلى التنجيد الاحتفالي الذي "يكسو" بعض الجدران. اكتشفت ملصقًا يابانيًا قديمًا في "بالي" أرسلته إلى فنانة تعمل لي في النرويج؛ فقد رسمتها وطبعناها على القماش لجعل هذه الخلفية ملفتة للنظر. السرّ، داخل المنزل وخارجه، هو عدم التسرّع في أي شيء سوى تركه يتدفّق. من متاجر السلع القديمة في جميع أنحاء العالم (مثل المتجر الأميركي المفضل لدي على طريق لينكولن في ميامي بيتش) إلى الأسواق الخيرية الصغيرة في الكنائس الإيطالية: إن كنت مهتمة بالجمال ولديك نظرة ثاقبة وأنفًا راقًيا، فستحصلين على أفضل مما توقّعت. لا تتبعي أبداً فكرة ثابتة عندما تبحثين عن شيء بل كوني منفتحة لأي جديد. إنّ ذلك يشبه الحياة قليلاً، وهي تفاجئك دائمًا إن عرفت كيف تختارينها وتقدّرينها.

 

جي.جي. مارتن باختصار

  • من ١٩٩٨ إلى ٢٠٠١ مديرة التسويق لدى Calvin Klein في نيويورك.
  • ٢٠٠١ انتقلت إلى ميلانو.
  • من ٢٠٠١ إلى ٢٠١٥، صحفية في مجال الأزياء في Fashion World Daily و Harper’s Bazaar US و WSJ Magazine and Wallpaper.
  • منذ عام ٢٠١٥، إطلاق متجرها الإلكتروني La DoubleJ.

 

نص: مارتا سالادينو

تصوير: كلوديا زالا

تصميم: لوسيا توريغانو

محررة Elle الدولية: فيرجيني دولاتا

المزيد
back to top button