ذهبت في مجموعتها لموسم خريف 2018 إلى أرض أفقها بعيد. استوحت فيرونيكا تصاميمها من الظلال الطويلة والألوان التي تطغى على المشاهد الطبيعية الفسيحة في دول الغرب، مع نفحات مستوحاة من الفنون التنميقية الأوروبية. تستحضر النقشات الجريئة اللوحات الجدارية المشغولة بإتقان وفقاً لحركة الآرت ديكو الفنية، وعلب المجوهرات المطلية بالورنيش والألوان التي اشتهرت في الهندسة المعمارية الإيطالية الحديثة. تعيش هذه المجموعة في عالم من الأحلام تُخيّم عليه أجواء الريف، وسرّ الدخول إليه يمكن في الحسّ البوهيمي الذي بات مرادفاً لاسم Etro.

 

تعتمد المجموعة إلى حدّ كبير على النقشات لتأسر العين بالتفاصيل المعقّدة. فتمّ تحديد كل نقشة على كل قطعة بدقّة رياضية متناهية، وابتُكرت النماذج ثلاثية الأبعاد يدوياً حرصاً على وضع كل الكشاكش والرسومات والأوشحة الملوّنة في المحلّ المنشود. ترتقي أقمشة الجورجيت والكريب الحريرية الناعمة إلى المستوى الهندسي بفضل العمليّات المتقنة والدقيقة المتّبعة لتصميم الفساتين الفضفاضة والأثيرية. ازدانت الكنزات والفساتين المربوطة عند الخصر بنسيج التشينيل المنمّق. الملابس المحبوكة من الصوف هي نجم الموسم، وتشمل المعاطف والفساتين والمعاطف الواقية من المطر. يُساهم الصوف المحبوك بنقشة الضفائر في التخفيف من وزن المعاطف المصمّمة من الجلد السويدي والفرو الاصطناعي. قُلبت كنزات الصوف السميكة على وجهها الآخر لتظهر الدرزات الدقيقة، وازدانت خطوط الجاكار على المعاطف الانسيابية بحواف من جلد السويد.

 

تتنوّع النقشات بين نقشة المربّعات باللونين الأبيض والأسود وبين المشاهد الطبيعية الشاسعة التي تُشبه السراب. ظهرت نقشة البايزلي التقليدي التي اشتهرت بها Etro بأوجه مختلفة، إلى جانب نقشة الورود والشرائط والقلوب من وحي الخمسينيات من القرن الماضي والأسهم والرقع البسيطة. تتداخل تفاصيل الآرت ديكو مع الأسطح الملوّنة المستوحاة من السجّاد في العشرينات من القرن الماضي. أمّا الألوان، فترابية ودافئة، تُذكّرنا المشاهد الطبيعية في الريف، كالأخضر والبني والبرتقالي والبرتقالي المائل إلى البني والأخضر الفيروزي والأزرق الداكن والأصفر المائل إلى البني والأحمر.

 

نصل إلى القصّات، التي أتت رومنسية بامتياز: فاتّسمت الفساتين المحتشمة بياقات عالية، وقصّات ضيّقة وحواف من الكشاكش. تباينت الياقات المطعّمة بجلد السويد مع الأقمشة الخفيفة كالريش، فيما أضفت الفساتين الناعمة المؤلفة من طبقات عنصر الحركة إلى التشكيلة. شملت الفساتين والمعاطف أوشحة معلّقة بها، وأتت السراويل المصمّمة من الجلد والواسعة من الأسفل مطوية الحواف أو قصيرة، باللونين البني والبرتقالي المائل إلى الذهبي. صُمّمت البدلات الرياضية من الكشمير المنمّق وشملت سراويل واسعة وقمصان ضيّقة، إلى جانب ملابس نوم صفراء نابضة بالأزهار الملوّنة. أمّا البدلة المصمّمة من الجاكار المزيّن بنقشة البايزلي، إلى جانب القمصان الغربية المزدانة بكشاكش تسلسليّة، فتُضفي طابعاً رياضياً إلى مجموعة تُهيمن عليها اللمسات المفعمة بالأنوثة.

 

تكتمل الأزياء مع أكسسوارات مُستلهمَة من تقاليد الفنون والحرف. ازدانت حقائب saddlebag المصمّمة من الجلد بالكشاكش والشرائط المجدولة، إلى جانب التصاميم بالإبرة أو الرقع المخملية والملبّدة. شملت الأحزمة المطرّزة والملوّنة بكلاً من النحاس أو الفضّة أو العظم الاصطناعي. خلَت المجوهرات من التفاصيل المبالغ فيها لكنها أتت كبيرة، وزيّنتها أحجار الفيروز والمرجان وعين النمر، فيما صُمّمت الأقراط على شكل دمعة من الفضّة. طرحت العلامة أيضاً أساور فضية ثقيلة من وحي حقبة العشرينيات، وبروشات بحجم كفّ اليد مصمّمة على شكل قلوب وأسهم. صُمّمت الجزمات القصيرة والعالية من جلد العجل أو جلد السويد الناعم بألوان البني الفاتح والبني المائل إلى الرمادي والبرتقالي المائل إلى الذهبي، واعتلَت كعوباً عالية جداً. وأخيراً ضمّت المجموعة شالات محبوكة أشبه بالبطانيات ومزيّنة بالكشاكش من جلد السويد، إلى جانب معاطف ملوّنة واقية من المطر.

المزيد
back to top button