فى ليلة باريسية مظلمة، كانت أمازولا Amazoula - النجمة الشهيرة والتي أصبحت مؤخراً فى طَي النسيان - فى طريقها لشقتها التي تقع فى الحي الاول. كانت قد احتست كاسين من الشمبانيا فقط لا غير ، الا انها كانت تشعر بالدوار، وما كان يدر يخلدها أبدا ان وضعاً ماساوياً ينتظرها قريباً .

قرب الفجر، فوجئت الخادمة واوي دولي Wawy Dolly - التي كانت مرتدية حذاءها البمبي الفاقع - عند استيقاظها من النوم بجسد أمازولا Amazoula ملقي بجانب كرسيها المفضل. وكان رباط صندل أمازولا المبتكر من لا يزال مربوطاً وحقيبة البالوما Paloma في يدها.

كانت الشقة فى حالة من الفوضى: السجادة ظهرت عليها اثار اقدام غريبة وحقيبة سفرها القديمة نصف ممتلئة، كما لوحظ ايضاً ان قميصاً من الحرير قد تم رميه بإهمال على الأرض . 

شهقت الخادمة من هول المنظر وكادت تقع من يدها على السجادة صينية حلويات ال macarons المخبوزة حديثاً.

عندما وصلت الشرطة بعد وقت قصير، كان مسرح الجريمة محيراً بالنسبة لهم.

علم المفتش لابيروس Laperouse منذ البداية بأن جريمة بشعة كتلك -والتي لا دافع ظاهر وراءها - تحتاج الي محقق ذو خبرة ، له عين تستكشف من هو وراء تلك الجريمة و ضرورة تقديمه للعدالة. و هاهي المحققة بيلا Baila، المعروفة أيضاً باسم بيلا سبايك Baila Spike وهو اسم عرفت به بين أقرانها نظرا لحدث ذكاءها التي تشبه السكين ومشيتها الواثقة حتي لو كانت ترتدي حذاءاً بشرائط عالي الكعب بطول ١٢٠ ملليمتر.

عند دخولها الشقة، قامت المحققة بيلا Baila بمعاينة مسرح الجريمة، ولم يمض وقت طويل حتى عثرت علي أول خيط لحل هذا اللغز: قلم أحمر الشفاه كريستيان لوبوتان Christian Louboutin الذي كان بيد الضحية والتي كانت تتمسك به بقوة عند حدوث الجريمة. إستنتجت إذاً المحققة بيلا Baila أن قلم أحمر الشفاه هذا، لم يكن فى حوزتها لأكثر من لحظات قصيرة وأن إستخدامه لم يكن لوضعه علي شفتيها بل لسبب أعمق من ذلك .

قام المفتش لابيروس Laperouse بإقتياد المحققة الى الصالون، حيث قامت باستجواب الخادمة دولي Dolly التي كانت بالطبع مضطربة. قالت الخادمة بتأثر شديد ان أمازولا Amazoula كان لها معجبين كثر من الرجال والنساء، لكنها لم تكن تتخيل ان يصل هذا الإعجاب الى حد القتل. إذن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل تخطى احد منهم هذا الإعجاب ليرتكب جريمة قتل؟

استمرت المحققة بيلا Baila فى تحرياتها وهي ترتدي حقيبة البالوما Paloma واذا بها تلاحظ أمر غير عادي: حذاءً من نوع الصندل العالي النعل ويدج Wedge - قاعدته مصنوعة من جلد البيتون Python بلون فاقع تتداخل معه مجموعة من رسومات الورود ثلاثية الأبعاد - فقامت المحققة بمعاينته وقالت فى نفسها: "يا له من حذاء رائع"، فعلق المفتش لابروس Laperouse - وكأنه يقرء افكارها - قائلاً: "يبدو انه من نوع الها واي لونا Ha Why Luna وهو نوع نادر من المجوهرات الثمينة". 

هذا ولم تترك المحققة أية تفاصيل حولها دون معاينتها، وساعدها ذلك بالعثور علي عدة أدلة جديدة منها صندل أنيق مطعم بالفصوص ومعروف بإسم غيرلز بيست فريند Girl’s best friend وكذلك حذاء كلاسيكي مصنوع من الجلد اللميع والمسمي لاست إيمبرس Last Empress.

كان واضحاً للمحققة بيلا Baila ان المجرم الذي هاجم أمازولا Amazoula قد غادر مسرح الجريمة فى عجلة وان كل الأشياء ذات القيمة العالية تركت فى الشقة كما هي.

إنتاب المحققة بيلا Baila شعور غريب بالغيرة. فقد أعجبت كثيرا بخزانة ملابس أمازولا Amazoula، كما أعجبت ايضا بنهايتها! وأخذ هذا الشعور الغريب يتزايد كلما عثرت علي دلائل جديدة وهذا جعلها غير مرتاحة على الإطلاق.

قامت المحققة بيلا Baila بإغلاق ملف التحقيق فجأة بعد عثورها علي آخر دليل: زجاجة طلاء الأظافر Rouge Louboutin Nail Colour، وكان لونه احمر مثل الدم ومحلى بغطاء مدبب طويل ومثير. تساءلت المحققة: "هل يمكن ان يكون ذلك هو سلاح الجريمة ؟ "

التحقق من ذلك يقتضى تحليلاً دقيقاً فى المعمل الجنائي للتأكد من تلك النظرية .وهذا ما ستفعله المحققة اليوم لتتأكد من صحة هذا الافتراض .

عند توديعها للمخبر لابروس Laperousse وللخادمة دولي Dolly، سألها المخبر : "لما أنتِ ذاهبة الان؟"
أجابت بيلا: "لدي الكثير من الأدلة لفحصها".

غادرت المحققة بيلا Baila الشقة مسرعة، عابرة شارع جان جاك روسو، تراجع صوراً كثيرة من المشاهد التى رأتها فى مسرح الجريمة وقالت لنفسها:

" من قتل أمازولا Amazoula لا يزال حراً طليقاً، فهل هناك امرأة أنيقة فى مأمن فى هذه المدينة؟" 

المزيد
back to top button