موعد مع الأناقة: مقابلة حصرية مع المصممة فرح حسان

فنانةٌ بتصاميمها، دخلت حديثاً عالم الموضة. إنها مهندسة ديكور فتاة لبنانية في ريعان عمرها، أثبتت على الرغم من صغر سنّها، أنها قادرة على منافسة مصمّمي جيلها بأزيائها الأنثوية الراقية المشغولة بعناية، والتي تليق بالمرأة الشرقية الذواقة.

لنتعرف عن قرب إلى المصممة فرح حسان التي أجرينا معها هذه المقابلة الحصرية.

أهلاً بك على موقع ELLE Arabia
ELLE Arabia: متى بدأت مسيرتك في عالم التصميم، وما الذي دفعك لإطلاق خط خاص بك؟

فرح حسان: بالنسبة لي عالم تصميم الازياء هو عالمي منذ الصغر كنت احبه كهواية واصمّم لنفسي ولعائلتي، ولكن انطلقت مسيرتي بشكل رسمي عام 2012، والذي شجعني على الانطلاق هو أول مجموعة قمت بتصميمها كانت في زفاف اختي واثارت ضجة كبيرة بين الحاضرين ونالت اعجاب الجميع، بالاضافة لتشجيع اهلي الاول وكل هذا اعطاني دافع كي أبدأ بشكل جدّي عالم تصميم الأزياء.

E.A: علمنا أن تصاميمك الأولى كانت لشقيقتك ووالدتك. حدّثينا عن هذه التجربة.

ف.ح: بدأت تصميم الازياء بصفة شخصية، لانني كنت اعتقد أن لا أحد سيفهم تصاميمي أكثر من نفسي. لذلك، قمت بتصميم بعض الفساتين لي وكما ذكرت، لعائلتي أيضاً والتي لاقت اعجاباً كبيراً. وكأول تجربة جدية لي أعتقد أنها كانت ناجحة ومن خلال الداعم الاكبر، أهلي، أعتبرت أن هذه المرحلة هي نقطة البداية.

E.A: كيف تحاولين المزج بين هندسة الديكور ومهنة تصميم الأزياء؟

ف.ح: بالنسبة لي مهنة تصميم الازياء وهندسة الديكور يصبّان في خانة واحدة: الخلق والابداع. والشخص الذي يمتلك هذه الموهبة يستطيع أن يجمع بينهما بشكل سلس جداً. أعتقد أن  تصميم الازياء وهندسة الديكور يكملان بعضهما البعض، فكلاهما يندرج في إطار عالم الالوان ومزجها، كما يصبّان في إطار الموضة والمقاييس، كلها دراسات يجمعها الخلق والابداع.

E.A: حدثينا عن مجموعتك الأخيرة "Naissance de Venus". ماذا تتضمن وما هي الأقمشة المستخدمة؟

ف.ح: مجموعتي الاخيرة "Naissance de Venus"  أطلقتها ضمن عرض الازياء لعام 2015. هذه المجموعة تروي قصة تاريخية استوحيتها من "فينوس"  آلهة الحب والجمال، و "Naissance de Venus" هي لوحة رسمها الفنان الايطالي "بوتتشيلي" وهي عبارة عن رسم للآلهة فينوس التي تمثل المرأة والانوثة في صدفة بحرية في قلب البحر. كانت لوحة جميلة جدا فيها مزيج من الخيال والخلق والابداع. أحببت هذه اللوحة واستلهمت منها تصاميمي. وبما ان فينوس آلهة يونانية أحببت أن تكون كل سيدة سترتدي من هذه المجموعة، كفينوس تمثل المرأة والانوثة والجمال والحب.

كما أحببت أن تكون آلهة فينوس أيضاً موضوع العرض لمجموعتي الجديدة. فبدت عارضات الازياء اللواتي عرضن المجموعة، وكأنهن هاربات من قصص وكتب تاريخية رومانية.

استخدمت في هذه المجموعة التطريز بشكل كبير، والشكل بواسطة حبيبات الكريستال والغيبور والدانتيل، بألوان هادئة. والخطوط العريضة التي تتميز بهاfarah hassan couture  هي إبراز المرأة بإطلالة فيها الكثير من الأناقة والملوكية.

E.A: ما الذي تحبّينه في الموضة الحديثة؟ وهل تتقيّدين بها؟

ف.ح: الموضة الحديثة كانت موضة قديمة. فبرأيي، الموضة تنتهي ثم تبدأ من جديد. فهي ليست ثابتة، لذلك أنا لا أتقيد بكل جديد، بل أهتم بأسلوبي الخاص بغض النظر عما هو جديد في السوق. برأيي الموضة المتبعة لا  تلائم بالضرورة جميع الاجسام أو الاعمار. فعلى سبيل المثال السروال أو التنورة ذات الخصر العالي لا تليق الا بالنحيفات. لذلك، لا اتبع الموضة حتى أرضي جميع السيدات وأصمم فساتين تلائم أي عصر أو زمان ولجميع الاعمار، لانني أختار تصاميمي بدقة وحرفية حتى لا تقتصر على فئة معينة من المجمتع دون أخرى.

 

E.A: ما الذي يجعل تصاميمك مختلفة وفريدة؟

ف.ح: الذي يميز مجموعاتي هو التصميم بحد ذاته، والاقمشة التي استخدمها في كل فستان وأسلوب الخياطة. والمعروف عن تصاميمي، أن في كل مجموعة هوية واحدة والوان موحدة. فهي تتميز بالبساطة على الرغم من شك الكريستال والغيبور في بعض الاحيان، لكن الطريقة التي تخاط بها تكون متقنة. بالاضافة الى ذلك، انها تصاميم كلاسيكية وملوكية وترضي فئات عديدة من المجتمع مهما كان عمرها أو مقاسها، لتظهر المرأة كما أحب أن اراها دائما ملكة، بكل ما للكلمة من معنى.

E.A: بما أنك تركّزين على الحشمة في تصاميمك، هل هناك تصاميم خاصة بالمحجبات؟

ف.ح: الحشمة التي تتميز بها تصاميمي ابرز من خلالها الانوثة بشكل كبير وملفت. برأيي الخاص، كل ما كانت خياطة الفستان متقنة وكلما تمّ التركيز على التصميم أكثر منه على جسد المرأة، كلما كانت اطلالة السيدة أجمل وهذا ما أقصده بالحشمة. أما بالنسبة للمحجبات، فلدي تصاميم خاصة بهنّ أظهرهنّ بصورة جديدة غير تقليدية تعتمد على أفكار حديثة خاصة بالحجاب، تكون بسيطة وأنيقة في الوقت نفسه.

E.A: بصفتك سفيرة للنوايا الحسنة للسلام والإنسانية، كيف تقومين بإتمام هذه الرسالة النبيلة من خلال مهنتك كمصمّمة أزياء؟

ف.ح: سفيرة النوايا الحسنة هو أهمّ لقب حصلت عليه في حياتي. كانت فرصة لي لتحقيق جميع المطالب والاعمال الخيرية التي أحب أن أقدمها ولكن هذه المرة بطريقة أسرع وبشكل موسع. وكوني مصممة أزياء، فقد ساعدني ذلك لاطلاق تصاميمي من خلال الأعمال الخيرية والمساهمة في المساعدات، كما حصل مؤخراً في مجموعتي لعام 2015 والتي أطلقتها ضمن حفل خيري بالتعاون مع سيدات الجبل الخيرية حيث عاد ريع الحفل كمنح لطلاب الجامعة اللبنانية، وايضاً في عام 2014 كان لدي مشروع بالتعاون مع الجهات المختصة بحملة لدعم اللاجئين السوريين في المخيمات اللبنانية. هناك عدة نشاطات ما زلنا نعمل عليها وسأقوم دائما ما بوسعي لهذه المبادرات. برأيي، لقب سفيرة النوايا الحسنة يبقى لقب اذ ما عملنا من أجل الحسن والخير. فبالنسبة لي هو أكثر من لقب دخل الى حياتي وطوّرها من ناحية السلام الداخلي، الأمر الذي انعكس إيجاباً على عملي كمصمّمة.

 

E.A: من هي المرأة التي ترتدي تصاميم فرح حسان، وهل من معايير خاصة بالمرأة ذات القوام الممتلىء؟

ف.ح: إن السيدة التي يمكن أن ترتدي تصاميم فرح حسان تنتمي إلى كل الفئات العمرية ومن كافة المجتمعات. أما بالنسبة للمرأة ذات القوام الممتلىء، ليس من الصعب أن تبرز بأجمل طلة. وكوني مصممة ازياء، مهمتي هي إبراز كل امرأة بإطلالة جميلة تليق بها وتلائم لون بشرتها وطبيعة جسمها وعمرها. من واجبي أن أتعامل مع كل هذه المواقف بطرق محترفة جدا. فالمصمم المحترف الذي يريد الوصول الى العالمية، لا يجب أن تكون الفئات العمرية او طبيعة الاجسام عائق امامه، بل يجب أن يكون المرجع لكل سيدة تقصد التعامل معه ويبرزها بأجمل إطلالة ممكنة.

فالبشرة الداكنة يجب أن تبتعد عن الالوان الداكنة والعكس صحيح بالنسبة للبشرة الفاتحة. فكل لون له بشرة وحتى له عمر معين، كألوان الاسود والبني اللذان لا يناسبا الفتيات بعمر المراهقة. والالوان الفاتحة او الفاقعة لا افضلها لسيدة بالغة لذلك اتعامل مع جميع السيدات بنفس الطريقة، سواء كانت احدى الشهيرات او سيدة مجتمع او فتاة عادية. ربما كانت هناك بعض الصعوبات في بداياتي عندما أردت التصميم لسيدات في مكتمل العمر، لكن بعد عدة تجارب ومع التقدم والتطور في العمل، اصبحت على دراية في طريقة التعامل مع الجميع واصبح لدي نظرة في تغيير اسلوب اللباس او ازياء النساء حتى المشاهير من بينهم، وبالطريقة التي أراها مناسبة.

E.A: من هنّ النجمات اللواتي يرتدين من تصاميمك ومن هي أيقونة الموضة التي تحبّين أن تصمّمي خصيصاً لها ولماذا؟

ف.ح: لقد سبق وصممت لعدد من النجمات اللبنانيات والعربيات أذكر منهن دومنيك حوراني، مايا نعمة، الاعلامية ساشا دحدوح، الاعلامية رابعة الزيات، عارضة الازياء ميريام كلينك، الممثلة السورية ديما قندلفت، الفنانة العراقية رحمة رياض، وحالياً يتمّ التعاون مع عدد من النجوم الجدد.

بالنسبة لي، لا يوجد لدي أيقونة موضة محدّدة ولكن أشعر أن جميع النجمات اللبنانيات هن أيقونات للموضة وسفيرات للاناقة والجمال، ليس لدي اسم معين ولكن ممكن أن أذكر الفنانات، مع حفظ الالقاب، نجوى كرم، نوال الزغبي، نانسي عجرم، مايا دياب، سيكون لي الشرف أن اتعامل معهن لانني أراهن أنهنّ يوصلن رسالة الجمال والاناقة باجمل اطلالة، بالاضافة إلى الفنانة الخليجية أحلام والتي تتميز بأزيائها الراقية والملوكية.

 

E.A: ما هي مشاريعك المستقبلية؟

ف.ح: بالاضافة الى عملي في لبنان أتابع عملي في الامارات العربية، وهناك عدة مشاريع قادمة على الصعيد الانساني وعلى صعيد الازياء والتصميم. كما سيتمّ التعاون مع دور ازياء في الامارات واطلاق مجموعة فرح حسان في اميركا اللاتينية وهذه ستكون خطوة للعالمية وأكون بدأت بتحقيق جزء من أحلامي. في السنة المقبلة، سأبدأ من بلدي لبنان لأوسع بعد ذلك عملي في الامارات واميركا اللاتينية.

E.A: أين يمكن أن نجد تصاميم فرح حسان؟

ف.ح: لدي ثقة بأن تصاميمي ستصل بشكل أسرع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لانها اليوم هي أسرع طريقة أصل من خلالها لكل الناس وكل العالم. لذا يمكن أن يجد الزبائن جميع تصاميمي عبر صفحتي على موقع فايسبوك : Farah Hassan couture وموقع انستغرام farahhassancouture  أو التواصل عبر الرقم +0096170608535 .

مركزنا حالياً في بيروت وقريباً سيكون لدي تعامل مع عدد من متاجر الازياء في بعض المراكز التجارية في الامارات، سأعلن عنها في وقت لاحق .

أعِد الجميع بتقديم الافضل دائما وأن أمثل أجمل صورة عن لبنان والعالم العربي.
في النهاية أحب أن أشكر مجلتكم الكريمة على هذا الحوار وجميع القائمين عليها وأتمنى لكم النجاح الدائم.

حاورتها ميريانا عون

 

المزيد
back to top button