معرض كريستيان ديور مصمّم الأحلام

في قطر، يأخذنا معرض استذكاري، استعادي رائع ل في رحلة أزياء عبر العصور + حوار حصري مع ماريا غراتسيا كيوري، المديرة الإبداعية للدار.

 

لا بدّ من زيارة معرض Christian Dior Designer of Dreams Retrospective الذي يقام حالياً ويستمرّ حتى ٣١ مارس ٢٠٢٢، في Qatar Museums’ M7 creative hub، مركز الإبداع في متاحف قطر، الواقع في مشيرب في قلب الدوحة. وقد أعيد تصميم معرض الأزياء المذهل والواسع النطاق من أجل المنطقة بعد النجاح الذي حقّقه في باريس ولندن وشنغهاي ونيويورك. على إيقاع سرد سينوغرافي جديد صمّمته Nathalie Crinière، يحتفل المعرض، الذي تمّ تصميمه خصيصاً لقطر تحت إشراف Olivier Gabet، بما يقارب ٧٥ سنة من الشغف الإبداعي والإبتكار، تخلّلتها فساتين وأعمال آسرة من الأزياء الراقية من مجموعة Musée des Arts Décoratifs متحف الفنون الزخرفية، في باريس.

 

Qatar Museums’ M7 هو مركز إبداعي يدعم صناعات الموضة والتّصاميم المزدهرة في قطر. توفّر المساحة الملهمة منصة للمواهب المحلية وتدعم رواد الأعمال المبدعين والطموحين في قطر لتحقيق طموحاتهم. على غرار المداخل الملكية، يرحّب الديكور، الذي يستحضر عنوان 30 Avenue Montaigne الأسطوري، بالزوار، تليه مجموعة مختارة من التصاميم التي أبدعها كل من خلفاء كريستيان ديور ـ Yves Saint Laurent و Marc Bohan و Gianfranco Ferré و John Galliano و Raf Simons وMaria Grazia Chiuri. كما يتمّ أيضاً عرض بذلة Bar الشهيرة، في أسلوب New Look، التي صمّمها كريستيان ديور ضمن مجموعته الأولى عام ١٩٤٧.

 

سيبرز المعرض مصادر الإلهام المتعدّدة التي اعتمدتها دار ديور على مرّ السنين؛ كالفخامة الملوكيّة التي تميّز قصر فرساي مثلاً. وفي قلب حديقة تذكّرنا بحبّ السيد ديور للزهور، يتمّ تعزيز وإثراء الأزياء بالزخارف المرهفة والنقوش الشاعريّة الدقيقة. يتمّ الاحتفال بعالم عطر J'adore من خلال تنسيق فنّي على يدّ Liu Jianhua يوحي بشلاّل من قطرات الماء الذهبية المكوّنة من ٣٠٠٠ زجاجة عطر. وقد أعاد الفنان Joël Andrianomearisoa النظر في لوحة ألوان الدار الأيقونيّة الساحرة Diorama، الذي أدخل فيها ظلال الباستيل، وذلك عبر نافذة من الألوان التي صمّمها خصّيصاً لهذا المعرض والمؤلّفة من مئات الأوشحة الحريريّة المعاد استعمالها للأفضل من Dior. وسيتمّ عرض جمال ثقافات العالم في قسم Dior Around the World الذي يعكس المراجع الثقافية لكل دولة ممثّلة، على سبيل المثال التحف الزجاجية الشرقيّة من تصميم Philippe-Joseph Brocard.

 

لا تفوّتي: زيارة صالة Toile Room المحوريّة التي تسلّط االضوء على مهارة مشاغل الدار الحرفيّة، تكريمًا لمهارة "الأيادي الصغيرة" التي يشار بها إلى الحرافيّات الماهرات التي ترتكز عليها مشاغل الدار، والتي تمثّل التميّز.

 

لإظهار افتتان كريستيان ديور بالفن، قد تمّ إعادة تصميم أكثر من خمسين حقيبة يد Lady Dior لمشروع Dior Lady Art Project، حيث مُنح الرسّامون والنحّاتون والمصمّمون تفويضاً مطلقاً لتغيير هذه الحقيبة الرمزيّة وفقاً لرؤيتهم الفنية ـ وهي حقيبة تدين بمكانتها الأيقونية لسفيرة لها مميّزة للغاية، Lady Diana، أميرة "ويلز". بالإضافة الى عرض بعض الأزياء، منها ما ارتدتها أميرة ويلز ونجمات مشهورات مثل Charlize Theron و Jennifer Lawrence وغيرهنّ من المشاهير.

 

تخبرنا ماريا غراتسيا كيوري، المديرة الإبداعية لدار Dior، عن التحدّيات التي واجهتها خلال رحلتها، وهي تعبر بهويّة الدار نحو المستقبل، وعن سحر التعاون، وعن الوجه المتغيّر للأزياء في قطر.

 

بصفتك أول مديرة فنيّة لديور وبعد ٥ سنوات في الدار، كيف كانت رحلتك وكيف أصبحت جزءًا منها؟

أنا فخورة جداً بأن أكون جزءًا من هذه العائلة، ولدي كل الدعم في رحلتي وفي إبداعي. أنا على تواصل مستمر مع بلدان وخلفيات مختلفة حول العالم، ومع العديد من النساء. إنّه أمر ممتع للغاية بالنسبة لي.

 

أنت معروفة بتحويل العديد من دور الأزياء، كيف تمكّنت من الحفاظ على هويّة Monsieur Dior فيما أدخلت كل هذه التغييرات الحديثة؟ ما هي بعض التحدّيات التي واجهتها؟

أعتقد أنّ تاريخنا رائع في علامتنا التجارية. أسّس السيد ديور العلامة التجارية عام ١٩٤٧ بعد الحرب العالمية الثانية، وكان يريد أن ينشر فكرة التفاؤل بالمستقبل. إذا عدنا إلى الوراء، عندما كان صغيراً، كان زمن "الحقبة الجميلة" التي سأتحدّث عنها في وقت آخر، لكنّني أعتقد أنّه من المهمّ جداً الاستمتاع بالموضة ويجب أن نذكر أيضاً أنّ الموضة جزء من نمط حياة يمكن أن يساعدنا على الاستمتاع بالحياة والتواصل مع نساء اليوم، لذلك من الضروري بالنسبة لي نقل رموز الهويّة هذه إلى لغة يمكن فهمها وارتداؤها أكثرمن قبل النساء اليوم، لأنّ أسلوب حياتنا مختلف تماماً عن الماضي. لذا فإنّ كل العناصر التي تحتوي على الهويّة تغيّرت مع التكنولوجيا ومع الحرفية التي هي في لغتي أكثر معاصرة.

السرد دائماً وراء إبداعاتك، ما هي مصادر الوحي لديك وما الذي يلهمك أكثر؟ أعتقد أنّ الحياة هي مصدر إلهام بحدّ ذاتها وأيضاً ما أفعله بشكل طبيعي كلّ يوم في حياتي عندما أقرأ الكتب وأزور المعارض، لأكون على اتصال بفنانين آخرين. يمكن أن يأتي الإلهام من أماكن مختلفة، عليك فقط أن تحافظي على عقلك المنفتح، لتكوني على تواصل مع جميع العناصر التي تحيط بك.

 

لقد تعاونت مع العديد من الفنانين حول العالم. عندما يحدث هذا التعاون، كيف تبدأ العملية الإبداعية وكيف يشارك هؤلاء الفنانون؟

أفضّل الاتصال بهم، وعادةً عن طريق الاستوديو الإبداعي الخاص بي والذي هو فريق عملي الذي يهتمّ بهذه الجوانب الثقافية. وعندما أرغب أيضًا في التقرّب من شخص، أكتب له وأراسله لشرح سبب حبّي لعمله ولماذا أريد التعاون معه، والفكرة أيضاً من هذا هي أن أشرح لهؤلاء الناس التعاون الذي أطرحه عليهم ليقوموا به، ليدركوا أنّني أودّ أن أشرع فعلاً به. من الجيد دائماً إرساء التواصل معهم وكذلك الحفاظ على حرية هؤلاء الفنانين عند دعوتهم للتعاون في مثل هذه المشاريع، من أجل التعبير عن إبداعهم لأنّه عندما تقررين العمل بطريقة جماعيّة، فهذا يعني أنّه يتعيّن عليك التخلي عن جزء من مساحتك الخاصة لمنحها للآخرين وأعتقد أنّ هذا جميل، سيمنحني الفرصة لاستخدام هذه المنصة الرائعة التي تمثّلها دار Dior لإضافة صوت آخر إلى صوتي، وهذا من أولوياتي.

 

حبّك للفنّ في كل مكان، ما هو الفنّ بالنسبة لماريا غرازيا؟

الفنّ يعني شيئاً يأتي من قلبك وهو حاجة وضرورة. ما من سبب يجعل شخصاً يبتكر قطعة فنيّة أو يرغب في ابتداع تصميم، دون أن يكون وراء ذلك ضرورة وحاجة ماسّة. بالنسبة لي، إنّ الأمر ساحر فعلاً لأنّ جميع الفنانين الذين قابلتهم يبدعون لأنفسهم أولاً للتعبير عن شيء ما.

 

لقد زرت المنطقة العربية كثيراً، كيف يبدو لك الحال هنا في قطر اليوم من أجل هذا المعرض الجميل؟

ما الذي يميّز هذه المدينة؟ لقد زرت قطر منذ ٥ سنوات، قبل وأثناء وبعد الوباء، وفي كل مرة أزورها، أجد مدينة مختلفة تماماً. أتذكّر عندما زرتها، كان هناك معرض ضخم وافتتاح مستشفى، لذلك أعتقد أنّ هذا البلد مثير للإهتمام بالنسبة للفنانين ويمكن أن يصبح وجهة مرغوبة لفنانين مختلفين من كل أنحاء العالم. يمكنهم أن يتواصلوا وأن يستلهموا من ثقافات أخرى. كنت منبهرة عندما قابلت فناناً من كولومبيا، وكنت أتحدّث معه ضمن مجموعة Group Talk. أعتقد أنّ هذه المدينة سوف تصبح مركزاً محلياً للفنانين حيث يمكنك العثور على أشخاص لديهم شغف بشغفك.

 

لطالما دعمت تمكين المرأة، لقد أدخلت النسوية في الموضة بشكل واسع، ما الذي دفعك للحديث عن الأنوثة في مجموعتك؟

أعتقد أنّ الحديث عن الأنوثة هو فخّ، لذا أودّ أن أوضح من خلال مجموعتي أنّ هناك طرقاً عديدة للتعبير عن الأنوثة. يختلف الأمر باختلاف الأشخاص، ما أودّ أن أقوله هو أنّنا كبشر نحن كلنا مختلفون عن بعضنا وينبغي أن نقدّر قيمة ذلك. نحن فريدون، لذا لا يمكننا توحيد أفكارنا الخاصة عن الأنوثة.

 

ماذا لو حكمت النساء العالم؟

تتمتّع النساء بفرصة كبيرة، ولديهنّ الإحساس بالأخوة لدعم بعضهن البعض، وهذا ما سيعطي وجهة نظر أخرى للمستقبل، فهي تتبنى السلطة بطريقة مسؤولة مختلفة عن الماضي. أعتقد أنّه يتعيّن علينا العمل على ذلك خطوة خطوة ويوماً بعد يوم. أعتقد أنّ الأمر لن يكون سهلاً ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لخلق عالم أكثر تشويقاً لجيل المستقبل.

 

هل ستزورين المنطقة العربية قريباً؟

سأزور المنطقة دائماً. بصراحة، هذا الوباء في العامين الماضيين، غيّر أسلوب حياتنا. أودّ أن أقول إنّه حتى الآن وبينما نعود إلى الحياة الطبيعية، لا ينبغي أن نتغيّر من الداخل. عندما كنت صغيرة وحتى أخيراً قبل هذا الوباء، كنت أسافر كثيراً حول العالم. الآن أريد أن أحسّ بأمانٍ أكثر ولو قليلاً، وأشعر بضرورة أن أتباطأ قليلاً وأن أقدّر نمط الحياة بطريقة أقل وطأة وكثافة.

المزيد
back to top button