يحتضن متحف قطر الوطني في الفترة الواقعة بين 28 مايو و11 يونيو 2022 الفصل الرّابع من سلسلة معارض Hermès Heritage المتنقّلة، والّتي تستعرض حكاية Hermès منذ انطلاقتها وحتّى اليوم.

​​​​

​​​​​تُنَظَّم هذه المغامرة الحِرفيّة والإبداعيّة الّتي تتأرجَح بين الذّاكرة والحداثة بالتّعاون مع Bruno Gaudichon، أمين متحف La Piscine للفنّ والصّناعة في Roubaix، ومُصمّمة الإنتاج Laurence Fontaine. يعتمدُ تصميم المشاهد على مقاربةٍ سرديّة تتجاور فيها لغات الزّمن، ويُفصِّل أوجه التّشابه بين زهاء خمسين تصميماً وغرضاً معاصراً من مجموعة Conservatoire of Creations التّابعة للدّار ومجموعة Émile Hermès، اللّتَين تلتقيان لتشكّلا خزانةً من الغرائب.

 

يُستهَلّ المعرض بتاريخ حقيبة Haut à courroies الّتي أبصرَت النّور في مطلع القرن العشرين: حقيبةٌ تعود جذورها إلى عالم الفروسيّة وتشهدُ على توسُّع اختصاصات الدّار لتشمَل الأغراض الجلديّة.

 

نتابع طريقنا في المعرض الذي يتوزّع على عدّة محاور، ونصل إلى مساحة مُخصّصة لعائلات الحقائب المختلفة – حقيبة اليد الصّغيرة، والحقائب النّسائيّة (Kelly، و Constance، و Simone Hermès...)، وحقائب الرّجال (Sac à dépêches، وحقيبة Cityback الرياضيّة...)، وحقائب السّفر (Plume، و Herbag...)، والحقائب الرّياضيّة – ويُلقي الضّوء على المراحل المفصليّة في قصّة كلٍّ منها.

 

شهِدَت هذه الأغراض تغييراتٍ جذريّة وشاملة على امتداد القرن الماضي بالتّزامن مع التغيّرات التي شهِدَها المجتمع. وابتداءً من عام 1923، وفي إطار سعيها لمواكبة التطوّرات المتسارعة، ركّزَت Hermès جهودها على تصميم حقائب أكثر عمليّة للنّساء، مثل حقيبة "Sac pour l’auto"، وهي أوّل حقيبة تعتمد على السّحاب للإغلاق، وقد نقلَها Émile Hermès من الولايات المتّحدة واستخدَمها لغاياتٍ جديدة. وبموازاة النموّ الكبير الذي شهِدَه قطاع السّفر، عمِلَت الدّار على تطوير تصاميم أخفّ وزناً وأكثر إبداعاً.

 

وتُواصل Hermès اليوم ابتكار حقائب بأشكال مُفاجئة وأساليب حمل فريدة من نوعها، وابتداع نماذج ذات رمزيّةٍ عالية أصبحَت جزءاً من تراثها الغني. وأثبتَ هذا المزيج الفريد من الحسّ الإبداعي، والدّراية الحِرَفيّة، والمرونة قدرة الدّار على التكيّف مع عالمٍ دائم التغيُّر وتلبية الاحتياجات المتغيّرة للرّجال والنّساء على حدٍّ سواء.

 

يترافق الجناح الخاصّ بالأغراض الجلديّة من Hermès، والّتي لطالما شكّلَت مساحةً للإبداع، مع تشكيلةٍ غنيّة من الرّسوم والصّوَر لتبيان أنماط الحياة والاستخدامات المُتغيّرة.

 

تمّ أيضاً تخصيص قاعة للمشابك الرّاقية ذات الهندسة الذكيّة وفائقة الدقّة (حقيبة اليد Verrou، وحقيبة Mosaïque au 24...)، وتَتبعها التّصاميم الأكثر غرابةً في مجموعة "Bags of Mischief" من ثمانينيّات القرن الماضي، الّتي صمّمها Jean-Louis Dumas رئيس Hermès من عام 1978 إلى عام 2006، وترجمَ فيها التّصاميم المَرِحَة والغريبة إلى ترصيعٍ جلديّ.

 

يُختَتم المعرض بعالمٍ شبيه بالأحلام يمتزِجُ فيه الخيال بالواقع مع تصاميم تستحضر الآفاق البعيدة، وأغراضٍ من حكايات الخيال تختصر الدّراية الاستثنائيّة للدّار (Birkin Sellier Faubourg، وKelly Plumes، وغيرها).

 

يدعو معرض "قصّة حقيبة" زوّاره إلى السّفر عبر الزّمن بين الماضي والحاضر لاكتشاف حقائب شاعريّة وعمليّة في آنٍ معاً، حقائب ابتدعَتها مُخيّلة خصبة لا تعرف حدوداً لتبقى رموزاً عابرة للزّمن.

 

تمحوَر المعرض الأوّل الذي حملَ عنوان Harnessing the Roots حول الألجمة والتغيّرات الّتي طرأَت عليها. أمّا معرَض In Motion، فألقى الضّوء على أغراض تعكس جاذبيّة المناطق المفتوحة، ورغبةً في تنشُّق الهواء الطّلق، والاسترخاء، والسّفر، بينما استعرضَ Rouges Hermès العلاقة الوثيقة بين الدّار واللّون الأحمر وتدرّجاته المختلفة.

المزيد
back to top button