كان كريستيان ديور Christian Dior يعشق الحفلات الراقصة: وفي غرانفيل، في النورماندي، في فيلا جاثمة على تلّة قبالة البحر، قام بتطوير حسّ الروعة والإبداع لديه. وفي هذا الجو الساحر، ترافقت طفولته مع إيقاعات مهرجانات الزهور والكرنفالات. حيث كان يشارك فيها ويصنع أزياءه التنكرية والأزياء الخاصة بأصدقائه. وفي إحدى السنوات تنكّر بزيّ المهرّج "بييرو" برفقة شقيقه الأكبر سناً، حيث تمّ التقاط صورة له واضعاً قبعة كبيرة من القش. واستمرّ حبّه للأزياء التنكرية حتى بلوغه سن الرشد، بالأخص خلال أمسية تتمحور حول الأحجيات والحزازير تمّ تنظيمها في باريس حيث استمتع الضيوف بتجسيد كلّ الشخصيات التاريخية. وفي باريس كان يتردّد على الفنانين الطليعيين في تلك الحقبة وكان يغذّي إبداعه من الجو المثير الذي كان مسيطراً: "تُعتبر الحفلات المشابهة أعمالاً فنيّة حقيقيّة. صحيح أنّها يمكن أن تكون مزعجة، مزعجة بفخامتها حتى، غير أنّها منشودة، ضروريّة، وبالغة الأهميّة إذ تُعيد نكهة ومعاني الأعياد الشعبيّة الأصلية"، كما كتب في مذكراته. وفي حفل الملوك والملكات الراقص، الذي أقيم في العام 1949 في باريس، ظهر متنكراً بزيّ مبهر لملك الحيوانات. وبعد سنتين تنكّر بزيّ شبح البندقية في الحفل الراقص الذي أقامه "شارل دو بيستيغي" في قصر "لابيا" في وسط البندقية. وفي تلك المناسبة، تعاون "كريستيان ديور" مع "سالفادور دالي" وزوجته "غالا"، لتنفيذ موكب من الشخصيّات لدخول الحفل، عُرف بدخول "العمالقة".
يجسّد الحفل الراقص سحر اللحظة، احتفال يكون كلّ شيء ممكناً خلاله. وشكّلت هذه الفكرة بحدّ ذاتها مصدر إلهام لـ"كورديليا دو كاستيلان" من أجل ابتكار تصاميم مجموعة خريف-شتاء 2019. كما استوحت المديرة الفنية لـ"بايبي ديور" Baby Dior من الأحداث البارزة في القرن العشرين من أجل ابتكار حفلات راقصة من نسج خيالها تحمل أسماءً معبّرة تجمع ما بين ألعاب الطفولة وعالم الفنانين: "حفل الغابة الراقص" le bal de la Forêt، "حفل الغمضية الراقص" le bal Cache-cache، "حفل المكتبة الزهرية الراقص" le bal de la Bibliothèque rose، "حفل الفنانين الراقص" le bal des Artistes، بالإضافة إلى "حفل بروست الراقص" le bal de Proust. مستعيدةً أمسية الفتيات الصغيرات الحافلة بالضحكات وبالتسلية المرحة التي تجسّد براءة الأطفال، رسمت المديرة الفنية تصاميم خاصة بالأعياد، مريحة، تكشف النقاب عن تفاصيل لعوبة ومرحة، على غرار الأزرار على شكل مكعبات النرد، رقعات النحلة أو رؤوس الهررة الصغيرة المطرّزة على الفستان. أمّا المواد فهي مدهشة أيضاً: قماش التول مع نقشات مرسومة باليد، الصوف اللمّاع، مطاط النيوبرين المتألّق أو المخمل المتلألئ. كما تضمّ المجموعة أيضاً حقيبة مستديرة من التوال بنمط "ديور أوبليك" Dior Oblique.
هذا الأكسسوار الجديد، الذي تمّت استعارته من مجموعات النساء، يضفي لمسة متميّزة على التصميم بلمح البصر. أمّا بالنسبة إلى الفتيان، فهم على موعد مع الاحتفال أيضاً. فملك الحيوانات، الذي يعيد إلى الأذهان الزيّ الذي لطالما أحبّه وارتداه "كريستيان ديور"، يتجسّد بكلّ جلالة مطرّزاً على الكنزة، بينما يتميّز سروال الجينز بلمسات من الألوان المطلية باليد بالإضافة إلى قميص بنمط "توال دو جوي" Toile de Jouy، إحدى رموز الدار. وتمتدّ لوحة الألوان من الأخضر إلى الأحمر، من دون أن ننسى الرمادي، أحد الألوان المفضلة لدى السيد "ديور".