تحمل مجموعة مجوهرات الراقية اسم Étourdissant وقد حطّت رحالها في سنغافورة، لتُعرض للمرّة الثانية على الصحافة وعلى الجمهور. كانت مجلتنا في رحلة سفر وحظيت بفرصة لقاء جاكلين كراشي، مديرة الإبداع في استوديو المجوهرات الراقية. وهي اليوم تخبرنا عن هذه المغامرة الفاتنة.

ماريا عزيز: ما هي قِصّة هذه المجموعة؟
جاكلين كراشي:
كلمة Étourdissant تعني ما يُدوِخ أو يفتن وهي الصفة المثاليّة لوصف الإحساس الذي نشعر به أمام جمال تلك الأحجار. أردنا ابتكار مجموعة حول الأحجار والألوان. لقد جمعنا أحجاراً جذبنا جمالها واخترنا الموضوع الذي تَجسَّد رويداً رويداً. على مستوى اللون، استعملنا الأحجار على طريقة رسّام انطباعي يعمل على خلط الألوان في ما بينها لكي تصبح أكثر جمالاً، كما مع الأوبال الشبيه بألعاب ناريّة مفعمة بالألوان. يكمن عملنا في تسليط الضوء على تلك الألوان وتلك الطاقة التي تنبعث من الأحجار.​

م.ع.: إذاً، هل يُعدّ الحجر نقطة الانطلاق لابتكار حلية ما؟
ج.ك.: نحن لا نبدأ بمجموعة من دون أن نكون قد حصلنا على كل الأحجار. هكذا، نفتل في كلّ الصالونات ونسافر إلى كلّ مكان فيه أحجار فنجلبها ونضعها على الطاولة ويأتي المصمّمون ليختاروا ما يناسب رسومهم. هنا، ينقلون الإحساس الذي ينبثق من الأحجار، على شكل حلية عليها بدورها أن تحفّز شعور من يضعها. إنّ أجمل ما في هذه المهنة أنّنا كلّما رأينا أحجاراً عشقناها أكثر. وكلّما زادت الخبرة زاد الاحتراف. إنّه شغف يتغذّى تدريجاً لأنّ كلّ حجر فريد من نوعه ونحن ننتظر باستمرار الاكتشاف المقبل. بعد المبدعين يأتي صانعو المجوهرات وهم أشخاص مفعمون بالشغف. في الواقع، إنّ الحجر طفل صغير تتألّف عائلته من مصمّم وصانع حليّ وخبير في الأحجار... وفي النهاية يتبنّى شخص واحد الحلية ويجعلها كولده. إنّ الأحجار تقوم على قصص الحبّ.

م.ع.: ما هو حجرك المفضّل؟
ج.ك.: أحبّها كلّها أكانت ثمينة أم لا. أنا قادرة على تمضية يوم كامل على الشاطئ لألتقط كلّ ما تراه عيناي حتّى إنّني جمعت في إحدى المرّات حبّات من الرمل. أنا مولعة بالأحجار! لبعض حبيبات الرمل شكل متميّز للغاية، وإن نظرنا إليها جيداً لوجدنا أنّ لكلّ منها لوناً. حين يقع نظري على حجر ما، لا يمكنني أن أتمالك نفسي.

م.ع.: في مجموعاتك للهوت كوتور، أدخلتِ إلى الابتكارات الأخيرة قطعاً أقدم. كيف توفّقين بين المعاصر والأزلي؟
ج.ك: عندنا معايير أساسيّة وفي معظم مجموعاتنا هناك كوكتيل من الألوان. وكلّ كوكتيل هو ثابتة كلاسيكيّة لدى كارتييه. وهي الطريقة المثاليّة لإبراز الأحجار لأنّ الكوكتيل مؤلّف من الأحجار! إنّ المسألة جزء من تاريخنا. في كلّ مرة، نحاول رسمها بطريقة مختلفة ولكن في الواقع في كلّ مجموعة وجود للأفعى. نحن محظوظون بأنّها بصمة الدار وبأنّ الأفعى حيوان ملهم للغاية ومفعم بالأنوثة يتحدّث عن النساء وللنساء. لدى الأفعى كلّ الصفات التي تتحلّى بها المرأة. كذلك، في كلّ مرة نجد فيها قطعاً سوداء وبيضاء نصنّفها بأنّها آرت-ديكو. شخصيّاً، أقول إنّها عصريّة وتجسّد الظلال والنور، وهي طريقة لرسم الأسود والأبيض وهما جزء من مفردات كارتييه.

م.ع.: كيف تصفين كارتييه بثلاث كلمات؟
ج.ك.: أحجار، أسلوب وخلود.

م.ع.: ما هو تعريفك للترف؟
ج.ك.:
إنّ الترف يعني الكمال. إنّه عملنا في الهوت كوتور حيث إنّ ما لا نراه هو أيضاً جميل، وحيث إنّ الأحجار جميلة من الأمام كما من الخلف. هذا هو الترف، إنّه يكمن في التفصيل! كنت مصمّمة لأكثر من عشرين عاماً ثمّ التزمت بتعليم المصمّمين الجدد وتدريبهم لبلوغ الكمال لأنّ هذا الأمر متناقل. تلزمنا سنوات طويلة لملاحظة التفصيل. إنّ الترف يعني انتقال المعرفة والبحث عن الكمال.

م.ع.: ما هي الحلية التي تضعينها كلّ يوم؟
ج.ك.: خاتم زواجي – لكنّني أبدّله كلّ يوم لأنّ عندي الكثير من خواتم الزواج بنسخ مختلفة. أمّا الأمر الوحيد الذي لا يتغيّر فهو زوجي (تضحك).​

حاورتها ماريا عزيز

المزيد
back to top button