مشروع بصري يحتفي بالهوية وينبض بحضور إنساني صادق،هي مجموعة "كالفين كلاين" لموسم خريف/شتاء 2025.
التي تجاوزت معها العلامة المفهوم التقليدي لدليل الإطلالات.
هذه المجموعة التي هي بمثابة رحلة بحد ذاتها نحو الأناقة، يعتبر الجينز فيها نقطة الانطلاق في هذه الرحلة نحو الأصالة بعيداً من الزخرفة والتكلّف.
أما الأهم في هذه المجموعة هي الخطوة التي قام بها المصور الإماراتي "لغاز" الذي حوّل دليل إطلالات "كالفين كلاين" إلى حوار حي مع المبدعين المحليين وقدّم حضوراً حقيقياً وأصيلاً، وبيّن من خلال عدسته الهوية ببساطة. محوّلًا المجموعة إلى مساحة للحوار، لا للعرض. أما اختيار " لغاز" فقد أتى لأن الهوية كانت في صميم المشروع، ولأن أعماله تتميّز بحسّ صادق وسرد بصري عميق للثقافة في المنطقة.
إذًا بكل بساطة لا تتعلق مجموعة "كالفن كلاين" لهذا الموسم بالإفراط أو الزخرفة، بل تسعى إلى الارتقاء بما هو عادي وبسيط وتحويله إلى شيء استثنائي للغاية.
وعلى رغم أن الخطوط الأساسية تبدو بسيطة، إلا أنها حملت في طيّاتها قوة لا تُقارن، وجمعت بين التناقضات بثقة هادئة ومتزنة.
وفي ما يتعلّق بتفاصيل هذه الحملة، بدا واضحًا ان "لغاز" كسر الصورة التقليدية لدليل الإطلالات. فبدلاً من الكمال المصقول، سعى إلى شيء أكثر إنسانية، في انعكاس صادق للهوية في جوهرها.
واللافت أنه قد دُعي عشرة من المبدعين المحليين لتجسيد روح المجموعة الجديدة، حيث أُتيح لكل منهم اختيار الإطلالات التي بدت طبيعية ومنسجمة مع شخصياتهم.
تميّزت مجموعة العارضين بالتنوع والحيوية، وضمت المهندسة المعمارية قمر سباعي وعارضة الأزياء والممثلة لانا البيك وعارضتي الأزياء جُنينة الغثمي ومي ياقوت ورائدة الأعمال فرح أسعد والمستشارة الإبداعية هيا عبدالله. كما شارك "لغاز" نفسه، إلى جانب المصور والفنان عمر شاع ومنسق الأغاني "دي جي كاروهات" وصانع الأفلام عمر المهري. وشكل هؤلاء المبدعون معاً نسيج هذه الحكاية البصرية الفريدة.
ومن خلال هذه الحملة أراد "لغاز أن يثبت أن الموضة يمكن أن تكون حواراً، لا مجرد مونولوج داخلي. وقال: "عندما ندعو أشخاصاً حقيقيين إلى المشاركة، أشخاصاً يحملون قصصاً وتناقضات وحضوراً، تتحوّل "كالفن كلاين" إلى ما هو أبعد من مجرد ملابس، لتصبح لوحة تُجسد الهوية."
واليوم أبصرت هذه الحملة النور، مع نتيجة أكبر من مجرد دليل إطلالات، فهي تمثيل حقيقي لثراء وتنوّع الثقافات العربية، بما تحمله من طبقات متعددة للهوية، متباينة لكنها مترابطة، بسيطة في شكلها وعميقة في جوهرها. ورغم أن الجينز كان القلب النابض للمجموعة، فإن "كالفن كلاين" لا تكتفي في موسم خريف/شتاء 2025 بتقديم أزياء نرتديها وحسب، بل تطرح رؤية تُعبّر عن التنوّع والتعقيد الكامن في هوية من يرتديها.
وبالعودة الى الإطلالات فقد اختيرت بعناية من دون تكلّف. المكياج كان خفيفاً والتسريحات بسيطة والتنسيق يعكس الراحة والصدق. أما المجموعة فقد ارتكزت على الجينز المصمّم بانسيابية تامة ليلائم كل من يرتديه كأنه صُمم له، في حين أضافت الكنزات القطنية بألوان الجواهر والقمصان المصنوعة من قماش "البوبلين" الناعم وقمصان "البولو" ذات الطابع البسيط لمسة من التوازن والتباين بين الراحة والرقيّ. أما شعار "CK" الأيقوني فقد أُعيد تصوره بشكل راقٍ على الكنزات وقمصان "التيشيرت"، ليجمع بين تقدير التراث ولمسة تجديد نحو مستقبل أكثر جرأة.
