كان يوم صيفي جميل في بيروت حين التقت كارن، طفلة تتعالج في مركز سرطان الأطفال في لبنان، في الفاشينيستا المفضلة لديها نورعريضة Nour Arida ؛ بعد متابعتها لها لعدة أشهرعلى موقع إنستاغرام. "انا متحمسة جداً للقائها، انها المرة الأولى التي أدخل فيها عالم الموضة والجمال الذي لطالما أحببت فهذه فرصة لاتتكرر" قالت كارن قبل وصولها الى موقع التصوير.
في الإنتظار كانت نور، هي التي أطلقت هذه الفكرة الجميلة بسبب حبها ودعمها المستمر للمركز، والأبطال هناك، فهي كانت تخطط منذ زمن لهذا التصوير.
حان وقت اللقاء المنتظر بين نور وكارن، بدء التعارف في مشوارٍ صغير في شوارع وسط بيروت الجميلة جنباً إلى جنب يتحدثان. كارن، واثقة وسعيدة، ومع ذلك خجولة من نظرات الجميع حولها، فهي قد قطعت بالفعل شوطاً طويلاً من فتاة خجولة الى فاشينيستا وعارضة أزياء خلال هذا النهار:
ففي عام ال 2016 وخلال إحتفال رأس السنة، إرتفعت درجة حرارة كارن لأكثر من أسبوعين متتاليين. فدب القلق في قلب أهلها وأتصلوا بالطبيب، وبعد بعض الاختبارات، أكد الطبيب ان كارن البالغة من العمر 15 عاماً مصابة بمرض السرطان، سرطان الدم على وجه التحديد. فسارعوا بإدخال إبنتهم إلى مركز سرطان الأطفال في لبنان، إيماناً منهم أن أفضل العلاج متوفر عندهم، واضطرت كارن إلى البقاء لمدة أسبوعين متتاليين في المركز. كان التغييركبيرعليها، ففقدت كارن حياتها الطبيعية: تركت المدرسة وصديقاتها وانطوت على نفسها في غرفة المستشفى.
كارن الفتاة النابضة بالحياة والتي كانت تتباهى بشعرها الطويل، أصبحت الآن فتاة شاحبة، متعبة. فقدت شعرها الجميل وأصبحت لديها نظرة جديدة تماماً للحياة. فلم يكن من السهل عليها مواجهة العالم مع واقعها الجديد، مع معركتها الجديدة ضد السرطان.
ومع ذلك، وبفضل دعم الجميع في المركز، مرت الأيام واستجابت كارن بشكل جيد للعلاج الصعب وأصبحت أقوى من أي وقتٍ مضى. فبدأت بالمشاركة في جميع الأنشطة في المركز، وكونت صداقات جديدة وحتى درست للامتحانات الرسمية مع الأساتذة المتطوعين في المركز، وجلست لإمتحانات البريفيه الرسمية، تماما مثل جميع أصدقائها ونجحت!!
بعد مرور أكثر من عام ونصف على تشخيصها، نمت كارن لتصبح فتاة واثقة، على استعداد لمواجهة العالم وسعيدة انها ستنهي علاجها خلال عام 2017. ومنذ لقائها بنور تمكنت كارن من تخطي خجلها والمشاركة بجلسة التصوير حيث كانت طبيعية: تتمايل وتبتسم للكاميرا مثل المحترفين!
نتمنى لكارن الشفاء العاجل، وطبعاً الشكر الكبير لنور وفريقها لإحداثهم فرق كبير في حياة كارن ودعمهم لمركز سرطان الأطفال في لبنان، ولجميع المساهمين في إنقاذ حياة الأطفال في المركز!
يُذكر أن مركز سرطان الأطفال في لبنان هو مركز إقليمي للعلاج الشامل لمرضى السرطان من دون اي كلفة على الأهل وهو تابع لمستشفى سانت جود للأبحاث في ولاية تينيسي الأميركية، ويعمل بالتعاون الوثيق مع المركز الطبي للجامعة الاميركية في بيروت. إفتتح مركز سرطان الأطفال في لبنان (CCCL) أبوابه منذ خمسة عشر سنة وقد عالج حتى اليوم أكثر من 1,330 طفل؛ وقدم حوالي 4,000 إستشارة طبية. كما يذكر أن المركز يُعالج 300 حالة مرضية سنويّاً، بنسبة نجاح تصل الى 80% وتبلغ تكلفة علاج الطفل الواحد 55 ألف دولار أميركي، تُغطّى بمجملها من التبرّعات والهبات الشخصية، وبالتالي فإن استمراريته مرهونة بتوافر الاموال اللازمة وبالدعم الذي يمنحه اياه المجتمع المدني.
