عبلة صوفي متعدّدة المواهب، فهي عارضة أزياء مغربية، وممثلة ومصممة الأزياء ومؤثرة . وسوف نتعرّف اليوم في هذا اللقاء أكثر عليها وعلى مسيرتها.

 

ELLE Arabia: كيف ومتى بدأت حياتك المهنية في عرض الأزياء؟

عبلة صوفي: بدأت مسيرتي، إذ شقّيت طريقي من المغرب، بلدي الأم، إلى لوس أنجلوس حيث تلقيتُ دراستي في مدرسة أزياء. وهناك، أثناء فترة إقامتي، نلتُ عروضاً عدّة للعمل كعارضة أزياء،علما ًأنها لم تكن رغبتي الرئيسة للظهور، ولكن أردت خوضَ هذا المجال ضمن الإعداد في الكواليس.

وبعد تخرّجي من مدرسة الأزياء، شرعتُ للعمل في المقرِّ الرئيس للأزياء في لوس أنجلوس لعلامة Guess مع مؤسسها

Mr Paul Marciano حيث تعاونت من اليوم الأول مع الجميع وتدرّجت في الحصول على مهامَّ أكثر أهمية لتصميم الملابس وإنتاج حملات كبيرة لصالح Hailey Baldwins, Jennifer Lopez, Camilla Cabello، إضافة إلى العمل على عروض موسيقى مصوّرة برعاية French Montana or Ariana Grande.

بعد عامَين من تطوير عملي في أميركا وبناء خطواتي في عالم الأزياء والعروض والموسيقى، اقتُرح عليّ أن أكون النموذج الطليعيّ في شريط مرئيّ موسيقي أنتجته RedOne يتضمّن عدداُ من المشاهير مثل دادي يانكي وفيفث هارموني وفرنش مونتانا. والفكرة تركّزت على تصوير اللقطات في المغرب لأمثّل بلدي مع عارضة الأزياء الأخرى وهي أماندا سيرني.

ويومها، حظيت بالكثير من المشاهدين المعجَبين، ونتيجة لنجاح دوري وعرضي في الشريط، اقترح علي صاحب موقع Guess أن أكون عارضة الأزياء ذات الملامح العربيّة المغربيّة الأولى معه. وأذكر أنّ الحملة انتشرت في أنحاء العالم عبر شاشات المتاجر وعلى امتداد اللوحات الإعلانية. كان نجاحاً باهراً تخطّى الواقع!

 

ELLE Arabia: ما هي التحدياتٍ التي واجهتها كونك عارضة أزياء عربيَّة تؤدّين عروضَك في أمريكا؟

عبلة صوفي: ليس من السهل أن تكوني عارضة أزياء من أصول عربيّة في أمريكا، وهنا تكمن المشكلة بما يكوِّنه الأميركيون والغرب من أفكار مسبقة عن العرب والصوَر النمطيّة الخاصّة بهم. بالتالي، عندما أتعامل مع العلامات التجارية الراغبة بانضمامي الى حملاتها، أجد نفسي مضطرة للتوضيح أنني لا أستطيع ارتداء ملابس السباحة أو الظهور بأي صور مثيرة. قد يقبل البعض، فيما المئات من النماذج تودّ التعاون من دون تحديد أي شرط أو حدود.

ولكن ما يجعلني أكثرَ سعادة هو أن بعض العلامات التجارية تقدِّر وضعي بالفعل، وتتعاون على أساس هُويتي العربيّة وأخلاقيّاتي حتى لو لم يتعاونوا معي قبل ذلك، يعيدون بناء ثقافتي ويحاولون تعزيزها عبر العروض والتصوير لحملاته، فيسمحون لي بارتداء الملابس غير الفاضحة، والتقاط الصور من دون الاصطدام بالثقافة العربية وموروثاتها، حتى إنّ Guess أطلقت لمرّة واحدة حملتي في المغرب من أجلي ومن أجل بلدي لإظهار المزيد من الثقافة العربية والعمارة الهندسيّة المتميّز بها وطني في اللقطات والصور. وهذا يبيّن أنّ من حقّ المرأة العربية نيلَ الفرص في عرض الأزياء على غرار الأوروبيين والأمريكيين والآسيويين. هذا هو هدفي في مسيرتي المهنية أن أمثلَ المرأة العربية في صناعة عرض الأزياء في أمريكا، وتبيان خطواتنا الواثقة والناجحة من دون التنازل عن جذورنا أو التضحية بأصولنا.

 

ELLE Arabia: ما هي أكبرُ إنجازاتك؟

عبلة صوفي: كلُّ مشروعٍ أقدّمه أعتبره إنجازاً، وبعض ما وصلتُ إليه اعتقدت أنها سيكون مجرَّد حلم. إلا أنّني في كل ّمرّة أحدّد أهدافي وأصبو لتحقيقها والوصول الى الأعلى والأعلى متجاوزةً نفسي. ولأكون صريحة، إنَّ ما أفخر به من الإنجازات هو ما ظهرتُ فيه عارضة أزياء عربية أولى تحقق حضورَها في الغرب، وتعرض كونها ذات هُويّة مغربيّة ، صورها عبر منصّة تايم سكوير، إنّها فعلا خطوة غير مسبوقة! . حينها، صوَّرت حملة لـ Hadid Eyewear لتنتشر صورتي في تايم سكوير، فدُهشت ولم أصدِّق ما حصل! ودَدتُ لو أطير من لوس أنجلوس إلى نيويورك لرؤيتها والتقاط صورة لي قرب صورتي العالميّة والوقوف إلى جانبها.

إنّ حضوري بصفة عارضة أزياء عربية وجها لوجه في مساحة Guess منذ 36 عامًا للمرّة الأولى يُعتبر إنجازًا كبيرًا بالنسبة إل في ظلّ وجود عارضات الأزياء البارزات، أتمثّل بهنّ وأبحث عنهن ومسارهن في عالم مثل نعومي كامبل ، جيجي حديد ، هيلي بالدوين أو جينيفر لوبيز حاليا! كما أنني أدّيت دوري عبر فتح الباب أمام عارضات أزياء عربيات أخرى للعمل معهن وهو ما لم يحدث من قبل.

ولا أزال في كل مرة أرى لوحة إعلانية خاصة بي في لوس أنجلوس أو دبي أو غلاف مجلة أحاول كبح مشاعري والضغط على نفسي أمام هذا النجاح، وهو شعورٌ ينسحب عليَّ مثل الحلم حتى لو بات حقيقة في كلّ تعاون وعقد أبتُّه مع العلامات التجاريّة البارزة وأحبّها كثيرا مثل: Chopards و Philipp Plein و Jacob & Co و Dolce Gabbana

 

ELLE Arabia: كيف انتقلتِ من عالم عرض الأزياء إلى قناة MBC1 لتلبية عرض تلقّيتِه وتقديم برنامج في عالم التلفزة ؟

عبلة صوفي: لم أتوقف بتاتا عن دوري كعارضة أزياء، وفي الوقت عينه صار عالم الشاشة حلماً لديّ لتنمية شخصيّتي مثلما برزتُ في مواقف عرض الأزياء، حيث عبّرتُ عن قدرتي على المشاركة في المشاريع المختلفة، فأنا أحب تنظيم عملي والمساهمة في الإنتاج لأكمِّلَ شخصيّتي وأهدافي. من هنا، فإن خوضي تقديم البرامج عبر الشاشة هو محاولة للوصول الى الإبداع من خلال الوقوف أمام الكاميرا والتعبير ومشاركة آرائي مع الناس لا سيّما في مجال أفهمه جيدًا ألا وهو الموضة.

 

ELLE Arabia: ما هو عرض LIVESTYLE؟

عبلة صوفي: برنامج LIVESTYLE هو إطلالة يوميّة عبر شاشة MBC1 يبَث خمسة أيام في الأسبوع من الأحد إلى الخميس السابعة والنصف يومًا بتوقيت السعوديّة .

بنية البرنامج تنطلق من ستّة مضيفين من ستّ بلاد عربيّة مختلفة يستضيفون أشخاصا مختلفي الهُويّة والاختصاص لمناقشة لمواضيع مختلفة تصادفنا في الحياة اليومية وتشكّل مفاصل مهمّة في عالمنا اليوم. لذلك، فريق العمل يواكب كلّ جديد، ونحن على اطلاع دائم، ولدينا آخر الأخبار، وهذا ما يحتّشمُ أن يكون العرض مباشرًا وغير مسَجّل.

شخصيّا، دوري هو أن أمثّل المغرب في عرض حلقات البرنامج . وما أناقشه هو الرائج في الأزياء أي الموضة، باعتبارها تخصّصي. لذا، أسدي نصائح مناسبة لمحبّي الموضة ، وأتناول أحدث الصيحات ، وآخر الأخبار الخاصّة. كما أنّنا في فريقنا نلعب ألعابًا ، نجري مسابقة ، وينضمّ إلينا في كل حلقة ضيوف ومشاهيرُ مختلفون نحاورهم.

انها تجربة ممتعة جداً، وحلقات تسترعي الانتباه وتثير الاهتمام للمشاهدة. وحتى الأن، نال العرض متابعة واهتماماً، وحصل على تقييمات عالية حتى لو بدأت حلقاتُه للتو!

 

ELLE Arabia: ما هي نصائحُك حول عالم الموضة؟

عبلة صوفي: النصيحة الوحيدة والأهمّ لأي شخص يودُّ خوض هذا المجال هي : كُوني على طبيعتك! أظهِر يمن أنت ، كوني مبدعة! وانتبهي الى تغَيُّر وتطوُّر عالم الموضة، إذ لا قواعدَ ثابتة بل تطوُّر وحُلّة جديدة تحتلف عن ذي قبل. من هنا، يمكنك الخلط والدمج والتنويع بين الألوان والموادّ، ثمّ جِدي طريقتك الخاصة وتميَّزي بها وبأسلوبك!

 

ELLE Arabia: ما هي أسرار جمالك؟

عبلة صوفي: الرعاية ببشرتك! هذا هو أهمُّ عنصر في مجال الجمال.

تميل أغلب النساء للأسف إلى التركيز على التبرُّج ولكن هذه المواد غير صحيّة وتسيء للبشرة. من هنا، عليك أن تتعرفي إلى المنتجات المناسبة لبشرتك، وتتّبعي العلاجات المفيدة للوجه، وألا تنامي قبل إزالة المكياج، كما من الضروريّ أن تأخذي استراحة من موادّ التبرُّج ، وتتجنّبي التدخين والشرب. وعلى كلّ امرأة أن تنعمَ بنظام خاصٍ ومعالجة مؤاتية لبشرتها.

 

ELLE Arabia: ما أهميَّة دعم الأطفال المصابين بالسرطان بالنسبة إليك؟

عبلة صوفي: أنا عضوٌ في جمعية خيرية اسمُها Team Martin. لقد انعكس كوفيد 19 سلباً على الكوكب بأسره. وفي الوقت عينِه، لا تزال مجموعتان من البشر تعانيان بصمت من دون أن يلاحظهما أحد : كبار السن والشباب والأولاد المصابون بالأمراض المزمنة، وأبرزها مرض السرطان.

وهذا ما يجعلني على التواصل مع طفل عمرُه خمس سنوات مصاب بالسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية . ومن خلال أزمته أودُّ تسليط الضوء على الأشخاص أمثاله، مَن يحاربون ويجابهون المرض لحماية حياتهم بالمعنى الحقيقي للكلمة.

هل يمكنك أن تتخيل أنك تخوض معركة من أجل حياتك ، حيث لا يستطيع أصدقاؤك وعائلتك زيارتك، ولمسك، واحتضانك، وتقبيلك وسط هذه الجائحة لأنك معرضٌ للخطر لقلّة مناعتك؟! لم يتحدث أحد عن هذا، وهذا ما يدور حوله عمل فريق مارتن وأداؤه ورسالته.

في فترة هذه الجائحة، نميل بطبعنا إلى الشكوى والتذمُّر من عدم قدرتنا على التنقّل أو السفر. لذلك أريد أن أذكّر الناس أننا محظوظون إذا كان الأمر يتعلق بمظاهر الحياة ! لأن في المقابل نصادف أشخاصًا يكافحون هذا الواقع الوبائيّ بأقصى الطرق المتاحة.

 

إخراج: capitaldstudio@

تصوير: ayaaddamouni Ayaad Damouni@ 

hasselblad@

تنسيق الملابس:  therealmrsdamouni Meredith Damouni@

تنسيق: projectpr@

تصفيف الشعر: jackgaaz@

المكياج: sharondrugan@ 

 

المزيد
back to top button