إلى الزمن الفينيقيّ، سافر زهير مراد مستقيًا من روح هذه الحضارة والأساطير التي نشأت منها، الكثير من الأفكار، وعاد ليحوّلها إلى تصاميم تضيف إلى عالمه فصلًا جديدًا من الإبداع! فقد التقط من أشعّة الشمس المتلألئة على سطح المياه، بريقًا كسى الكثير من الفساتين، ورأى الأمواج ثنيات أنيقة دمجها مع الشراريب الرومانيّة اليونانيّة، واستوحى من المنحوتات زخرفات نفّذها بأسلوب الأرابيسك.
عودة الشخصيّات الفينيقيّة النسائيّة
استحضر زهير مراد الشخصيّات الفينيقيّة النسائيّة إلى مجموعته لربيع وصيف 2024، مثل عشتروت وأليسار وتانيت وأميرة أوروبا وغيرهنّ. ومن صفات الشجاعة التي عُرفن بها وقوّتهنّ الكبيرة بجذب الحبّ إليهنّ بجمالهنّ، أتى المصمّم بقصّات مكشوفة وجريئة تعانق الجسم برقيّ، مظهرة منحنياته، ومضفية لمسات تجمع بين الأنوثة والجاذبيّة بأسلوب أنيق.
ولادة العصر الفينيقيّ من جديد
صوّرت تصاميم زهير مراد الجديدة، مشهدًا آسرة من الزمن الفينيقيّ، من خلال ألوان ناريّة تذكّر بلحظات غروب الشمس في البحر المتوسّط، والقماش البرّاق الذي يرمز إلى حركة مياه البحار وكنوز السفن العابرة، وبلوّرات تشبه رذاذ البحر وزخارف مستوحاة من لوحات الفسيفساء، والقصّات التي أتى إلهامها من حركة الأمواج. وتُكمّل هذا المشهد ألوان مذهلة، أبرزها تدرّجات ألوان الزجاج القزحيّ، وهي مادة تشير الأسطورة المُتَداولة عنها، إلى أنّه تمّ اكتشافها ذات صباح بين بقايا حريق ليلي على شاطئ مدينة صور. ويستحضر لون الأخضر الداكن حبّات الريتون وزيتها، الثروة الحقيقيّة للسهول الفينيقيّة، ويذكّر الأحمر الباهت بشفق البحر، في حين يلقي بريق الفضّج والحديد والبرونز والنحاس التحيّة على الحرفيّة بصناعة المجوهرات التس اشتهر الفينيقيّين بها.