صحيح أنّ الموضة عبارة عن عالم تتداخل فيه العمليات الصناعية والفنية، إلّا أنّ الحافز الذي يُحرّكها باستمرار هو طبيعي بحت. وعليه، تستكشف مجموعة Zero من علامة عالم العقل والجسد دائم التغيّر.

 

يشهد العالمان البشري والطبيعي تجدّداً لا ينقطع عمادُه استراتيجيتان اثنتان للبقاء... وهما التطور والقدرة على التكيّف. تدخل الفساتين في عملية التجدّد هذه فتعانق أجسامنا وتشكّل أداة تُحفّز على التغيير.

 

فالتحوّل اللامتناهي للعالم الطبيعي يُلهمنا على تغيير سمات الأناقة في المقابل. ومن هنا يولد بداخلنا دافع يعشق التغيير، ويُترجم على أرض الواقع بين ربوع مشاغلنا. وبدوره، لا ينفكّ الجسم يتغيّر، قل إنه يرقة تنسج حولها شرنقة لتخرج بعد حين فراشة بارعة الجمال، وإذا بنا نراه يكتسي بالقماش الشبكي وتتهدل عليه تصاميم بقصات انسيابية وبالكاد تظهر منحنياته.

هل هناك ما يُبهر العين أكثر من السمات المتعددة التي تتناغم بسلاسة وسحر... سواء كان التصميم طويلاً أم قصيراً، أنثوي أم رجالي الطابع، بقماش سادة أم مزركش، بلون فاتح أم داكن. تتبدّل حالة المادة من الصلابة إلى الخفّة، ومن القوام الماتي إلى القوام اللامع بينما تتحوّل الألوان من زاهية إلى جريئة فسوداء حالكة وتتغيّر القصات أيضاً من الضيّقة إلى الهدلة. للمجموعة عنوان... القصات المُفصّلة والتصاميم المونوكرومية، حيث تنساب الفساتين بقصّة مستقيمة أو درابيه أو تعانق قوام المرأة فتبرز جماله.

 

وإذا بالتحولات تتبدّى وتتجلّى... فقد صُممت الطيات لتحاكي الفطر الذي ينمو على لحاء الشجرة أو الأوراق العملاقة، أمّا الأكمام فيكسوها لمعان آسر ما بعده لمعان. في المقابل، تزدان المعاطف الضخمة والأحذية الأنيقة بالريش الناعم الذي يبدو أشبه بقرون استشعار الحشرات. كما تتبرعم الأزهار على الفساتين متناثرةً على كل زاوية منها، أمّا أحجار الكريستال فتتلألأ على القطع مثلما تكسو لآلئ الندى الأزهار في صباح ربيعي.

 

نحن نعيش في عالم تطغى عليه التغيّرات والتحوّلات. وفي هذه المجموعة يتصادم عالَمان اثنان... العالم الطبيعي والعالم الاصطناعي، ويتردد صدى هذا التصادم بين طيّات الملابس والأحذية والتطاريز الناعمة والقطع الكريستالية التي تحاكي جميعها عناصر الطبيعة.

 

تتزاوج المهارة الحرفية البشرية مع روعة الطبيعة الأم لتلد من رحم هذا التزاوج ابتكارات آسرة من الحرير والصوف والتفتا والبروكاد والجاكار والفيل كوبيه. تحتضن مجموعة Zero أولى الابتكارات المُبدعة التي اتّقدت شرارتها بفضل شغف المصمم بالقوى الكامنة في هذا العالم وولّدت رغبة عميقة في الحفاظ على سحر عالمنا والاحتفاء بجماله وتنوعه وتعقيداته.

 

ومن هنا تجتمع التصاميم الكلاسيكية والجذّابة في مجموعة لن يبليها كرّ الزمان وستخلّدها صفحات تاريخ تصميم الأزياء. في نهاية المطاف، لا يمكن للجمال أن يكون ثابتاً، فهو خلقٌ كونيٌ متحرك دائم التغير والتطور.

 

المزيد
back to top button