يصل معرض الأرشيف المتنقّل للدار الإيطالية إلى المركز الثقافي Studios 180 برحلة غامرة من الإبداع الجامح الذي يحدّد العصر.

بعد انطلاقته الناجحة لأول مرة في شنغهاي في أبريل، افتتح معرض أبوابه في لندن. وتستمر هذه التجربة الغامرة حتى ٣١ ديسمبر، والتي ابتكرها وصمّمها الفنان المعاصر Es Devlin، وتعرض قطعاً تحدّد العصر برعاية منسّقة الأزياء Maria Louisa Frisa. يرويان معاً السرد الآسر لتراث الدار الممتد على مدى ١٠٢ عاماً، من عام ١٩٢١ إلى يومنا هذا. في تسع تركيبات ومنشآت غامرة، يتكشف عالم غوتشي هذا ـ بدءاً من عروض الخيول العداءة التي تشيد بسحر العلامة التجارية الطويل الأمد بالفروسية، وصولاً إلى رؤية أحدث عرض أزياء Gucci Ancora للمدير الإبداعي Sabato De Sarno.

 

الغرفة الصاعدة... "المصعد الذي منه بدأ كل شيء"

بدأت قصة غوتشي في لندن عام ١٨٩٧ عندما تولّى Guccio Gucci البالغ من العمر ١٨ عاماً وظيفة حمّال أمتعة ومسؤول عن المصعد في فندق سافوي. هنا، داخل أبواب المصعد المطلية باللون الأحمر، كان غوتشيو غوتشي يحمل أمتعة الزوّار إلى الطابق المخصّص لهم. لقد كانت تجربة عزّزت هوسه الجديد بالأمتعة ودفعته إلى حملها إلى فلورنسا حيث تحوّل إلى صنع الحقائب بنفسه.

يستقبل معرض Gucci Cosmos الترفيهي، المزيّن باللون الأحمر بالكامل كما الديكور الأصلي لبدايات "غوتشي"، مجموعات صغيرة من الزوّار في رحلة صاعدة بين الصوت والضوء، ويحكي قصة كيف أنّ تلك الرحلات اليومية التي تستغرق ٧ دقائق صعوداً وهبوطاً في الفندق، قد ألهمت يوماً تأسيس مثل هذا المشغل الحرفي الشهير للأمتعة هذا.

 

البوّابات... "نقطة انطلاق الدار"

بمجرّد الخروج من المصعد، ينتقل الزوّار من "الغرفة الصاعدة" التي تعود للقرن التاسع عشر إلى مساحة بيضاء عصرية وأنيقة مع درج يؤدي إلى أول عوالم Gucci Cosmos، "البوّابات". وهنا يعرض المعرض مرة أخرى قصة الأب المؤسس للدار، غوتشيو غوتشي، وتأصّل العلامة التجارية في مجال السفر. تتكوّن المنطقة من ثلاث مساحات تركيب دائرية متشابكة باللون الأبيض بالكامل، وتتميّز بأحزمة ناقلة تدور بلطف، وتكتمل بمجموعة من تصميمات حقائب غوتشي الأكثر روعة، سواء أكانت من الأرشيف أو من مصمّمين حديثين في الدار. ومن بين هذه الحقائب المميّزة نجد الحقائب الأولى التي صمّمها غوتشيو في أواخر العشرينيات من القرن الماضي، وأكسسوارات السفر التي تتميّز بقماش بطبعة أحرف GG الشهير الذي قدّمه ألدو غوتشي في الستينيات تكريماً لوالده، وحقائب الأمتعة بطبعات ديزني من مجموعة Epilogue لعام ٢٠٢٠ المصمّمة من قِبَل Alessandro Michele، والتي تضفي لمسة متطوّرة من الثقافة الشعبية.

داخل مساحة "البوّابات" المركزية، التي تتميّز بشاشة العرض التي تدور باستمرار دون توقّف، والموسيقى التصويرية التي تمزج الساعات الموقوتة وأسماء المدن العالمية، هناك انعكاس لتبادل مفاهيم التصميم، والمعرفة، والإلهامات المتعدّدة بين مختلف مديري التوجيه الإبداعي لدى غوتشي. ويبرز كيف أنّ كل مدير منهم ينغمس ويغوص في أعماق جوهر الدار لتنشيطها والكشف عن حداثتها الجوهرية.

تضمّ كلّ من المساحة الرئيسية والمساحتين الأصغر حجماً المجاورتين صوراً للوسائط المتعدّدة، كلّ منها مدمجة داخل قطعة مميّزة من حقائب غوتشي. تستمدّ هذه الديوراما الإلهام من الأيقونات الثقافية لتاريخ غوتشي وحاضره، وتضمّ شخصيات مثل جاكلين كينيدي أوناسيس، وأميرة موناكو غريس، وديانا، أميرة ويلز. بالإضافة إلى ذلك، هناك تكريم لعصر "لا دولتشي فيتا" في روما، وهي المدينة التي أسرت ذات يوم مجموعة كبار هذا العالم ونجوم هوليوود.

بعد مغادرة عالم "البوّابات" الغامر، يجتاز الزائرون منطقة تتتبّع تطوّر شعار GG المزدوج منذ بدايته على يد Aldo Gucci تكريماً لوالده Guccio.

 

Sabato De Sarno ... الرجل المسؤول عن كتابة الفصل التالي

معلناً حقبة جديدة للدار الإيطالية، هو أحدث مدير إبداعي لها، ساباتو دي سارنو. وليثبت أنّه على مستوى المهمة الموكلة إليه، قدّم تشكيلة بمثابة حلوى في مجموعة خريف وشتاء ٢٠٢٣ من غوتشي، وهي إعادة ضبط لطيفة بين الرؤى الإبداعية المختلفة لدار تحمل في طيّاتها العديد من الرموز. ويتضمّن معرض Gucci Cosmos غرفتين جديدتين صمّمهما De Sarno مع Es Devlin و Maria Luisa Frisa.

 

Gucci Ancora... نظرة إلى مستقبل غوتشي

تماماً مثل مجموعة ساباتو دي سارنو الأولى لغوتشي في سبتمبر الماضي في ميلانو، فإنّ العرض الأخير للمعرض يحمل عنوان Gucci Ancora، وهي كلمة إيطالية تُترجم إلى "أيضاً الآن، من جديد، مرّة أخرى". تمّ تزيين هذه الغرفة بالكامل كما في رواية Rosso Ancora باللون الأحمر لمجموعة مدرج Gucci Hub، وهي تستضيف هيكلاً مركزياً متوازي السطوح شبه شفاف يحتوي على شاشات داخل غرفة داخلية مغطاة بالمرايا. تعمل الجدران شبه الشفافة بمثابة لوحات فنية لعرض سلسلة من الذكريات الشخصية، والعبارات، والمقتطفات باللغتين الإيطالية والإنكليزية. وتنبض هذه الكلمات بالحياة في رقصة آسرة بين الظهور والاختفاء، تكمّلها فيديو وتركيبات صوتية مثيرة للذكريات تضمّ أصوات إس ديفلين وساباتو دي سارنو. وتأكيداً على الجمالية الأساسية للمكان المتمثّلة في دمج الفنّ التركيبي Installation Art مع الشعر والروايات، تمّ تزيين الجدران المحيطة بمتجر Gucci Ancora ببطاقات شبه شفّافة تحمل كلمات يمكن للزوّار إعادة ترتيبها لصياغة تركيباتهم الخاصة.

في المخطّط الأكبر، يمثّل Gucci Cosmos تجسيداً تجريبيّاً لجوهر Gucci، بدءاً من أصولها في لندن في القرن التاسع عشر وحتى تأسيسها في فلورنسا وتوسّعها العالمي المزدهر. إنّه بمثابة تكريم لتصاميم الدار ورموزها ومنتجاتها الأكثر شهرة، فضلاً عن المواهب الاستثنائية لمصمّميها وحرفييها. منذ غوتشيو غوتشي عام ١٩٢١ وحتى يومنا هذا، عمل الجميع بلا كلل لضمان احتفاظ دار غوتشي بمكانتها في ذروة الإبداع والحرفية الإيطالية. تظلّ داراً عالمية مخصّصة للجودة الفاخرة الأصيلة والتصميمات الدائمة والمفاهيم الحكيمة التي تشكّل المستقبل.

 
المزيد
back to top button