لطالما حظيت جزيرة إيبيزا بمكانة عزيزة على قلبي، فهي تمثّل أعمق روابط علاقتي مع إسبانيا، وفيها ذكرياتي أيام الطفولة والمراهقة.

 

ومن خلال هذه التشكيلة الجديدة، التي تحوّل معها متجر Paula’s Ibiza إلى عرض متكامل للرجال والسيدات ضم إلى جانب الأزياء توليفة رائعة من العطور والإكسسوارات، أردت أن أستحضر عبقاً من نسمات البحر القادمة من جزر البليار، وأعيد إلى الذاكرة مشهداً حالماً لهذه الجزر بكل ما تحمله من تأثيرات ثقافية منتشرة حول العالم. كما حرصتُ أيضاً على استكشاف ذلك الملاذ الاحتفالي الصاخب، ما منح التشكيلة حضوراً بصرياً غنياً ومنوّعاً،

 

خاصةً وأنها حصيلة تعاون مشترك مع متجر Paula’s Ibiza الذي لطالما اعتبرته تجسيداً حقيقياً للانطلاق نحو آفاق جديدة. أطلقنا في هذه التشكيلة العنان للمشاعر إلى أقصاها لتطغى على التصاميم لمسات حيوية في جزء منها وصاخبة بالأضواء في جزئها الآخر، عندما تبرز تدرجات النيون الضبابي إلى جانب الأخضر الزيتوني الباهت واللمسات المتدرجة للقرمزي والأزرق الليلي والبرتقالي المشرق بلون المغيب.

 

وتظهر في بعض القطع رسوم مستمدة من إبداعات مؤسسي علامة PAULA’S، الثنائي أرمين هينمان وستيوارت رودنيك، حيث استعنتُ بهذا الأرشيف الغني والمستوحى من الطبيعة كعنصر فني مميز في التشكيلة، ما أتاح ابتكارات تتكامل فيها الأشكال والرسومات المطبوعة بشكل متناغم، فتبرز على العباءات والفساتين الطويلة ذات الأكمام المزدانة بالكشاكش رسومات لحوريات البحر وهنّ يرقصن وسط الشعاب المرجانية الحمراء، بينما تتزين السراويل القصيرة ذات القصة العريضة وتنانير بوليرو وملابس السباحة بأسماك جيكين الذهبية وهي تسبح بين زنابق الماء. وتظهر هذه اللمسات البحرية أيضاً في تشكيلة الإكسسوارات، فنجد نفس الرسوم المعبّرة عن حوريات البحر وزنابق الماء تزين الحقائب، سواء المبتكرة من قطع متجاورة أو المخصصة للتسوق أو حقائب بوش الصغيرة أو حقائب الخصر، إضافة إلى قبعات المستكشفين والقبعات المسطحة وقبعات الشمس.

 

جهة أخرى، تعكس التشكيلة أجواء الصيف بكل ما فيه من مشاعر السعادة والراحة، إذ تتميز بعض القطع بحضور عملي مناسب للأجواء العفوية، كما في كنزات الكتان الطويلة وأفرولات الدنيم القصيرة وسراويل الجينز الكاحتة؛ بينما يضمّ بعضها الآخر نماذج كلاسيكية من أزياء الصيف الأساسية مثل قمصان السباحة المزينة بالتقليمات والكنزات الناعمة المصنوعة من نسيج التيري. أمّا السراويل اللامعة باللون الفضي والكنزات المزينة بالدبابيس وسترات بومبر القصيرة فتتكامل مع الصنادل المشرقة بلون النهار والنظارات المبتكرة من هيكل نايلون متين، بإلهام من ملابس النوادي الليلية. وبدورها، تضفي الإكسسوارات لمسة من المرح، نجدها في الحقائب الجلدية الصغيرة على شكل الأخطبوط والدلافين والحيتان. في حين تأتي أقراط الأذن والأساور على شكل الحيوانات البحرية مثل فرس البحر والنجوم، ولا تخلو القطع من المراوح المصنوعة من جلد العجل كخيار مثالي في أوقات الصيف الحارة.

 

ويأتي أول عطر تطلقه علامة باولاز إيبيزا للرجال والسيدات معاً ليعكس ذات الحيوية النابضة التي تتميز بها التشكيلة، حيث تبرز فيه تركيبة عفوية للغاية وتناغم بين نفحات العنبر الدافئ وماء جوز الهند المنعش. ما يوفّر إحساساً حالماً.

 

ولأن الحرفية تمثّل الكيان الحقيقي لجوهر علامة "لويفي"، فقد قمنا بتجسيدها وفق لمسة عالمية من خلال التعاون مع نخبة الحرفيين المهرة الذين استعانوا بأفضل التقنيات المتخصصة وأجود المواد الطبيعية. ولابتكار السلال، تم قطع سعف النخيل بمنجل خاص قبل تجفيفها تحت ضوء الشمس ومن ثم تجديلها في سلال كلاسيكية وفق تقنية "جاتا"، وهي تكنولوجيا حياكة عريقة يعود أصلها إلى جزر البليار، وفيها يتم تشكيل هياكل السلال الشبكية في أشرطة من الخيزران البري ضمن نول تقليدي، بينما تُنسج خيوط الكابويا الناعمة من نبات صبار الأغاف، وبعدها يتم تلوينها بتدرجات برتقالية ثم نسجها باعتماد الأساليب الإبداعية المتأصلة في ثقافة الإكوادور.

 

أمّا على صعيد الصورة الترويجية للتشكيلة؛ فقد عملت من جديد مع المبدعة جراي سورينتي في نيودلهي، وهناك سجّلنا مشاهد تصويرية حيوية للأزياء، حيث صاحبت سورينتي العارضين خلال حفلات صاخبة في ديليوالي، والتقطت لهم صوراً رائعةً وهم يركبون السكوتر والتوك توك في زوايا نادرة من شوارع العاصمة، وفوق دراجات BMX على أسطح المباني، وبين ملامح ثقافة الهيب هوب، لتقدم من خلال عدستها حواراً بصرياً يربط المشاهد بهذه الملامح.

 

تتكامل كافة هذه العناصر لتبتكر الأناقة في أجمل صورها. هي رسالةٌ إيجابيةٌ تحمل الكثير من الطاقة والنشاط، وأنا أجدها مثاليةً في هذه الأوقات التي نعيشها الآن.

المزيد
back to top button