الموضة نحو الذكاء الاصطناعيّ، فهل تخسر عارضات الأزياء عملهنّ؟

تتوجّه الموضة نحو عالم الذكاء الاصطناعي- AI بوتيرة لم نتوقّع أنّها ستكون بهذه السرعة، حيث باتت أهمّ دور الأزياء العالميّة تستعين بمنصّات أبرزها Meta لتصميم عارضات أزياء وعرض مجموعاتها. فقد اختارت علامات مختلفة عارضات أزياء افتراضيّات، تمّ تصميمهنّ بمعايير جماليّة معيّنة تُظهرهنّ وكأنّهنّ حقيقيّات، بالاعتماد على تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ الذي يمكن من خلاله تصميم الشخصيّة التي تناسب تمامًا ما تريد العلامة التسويق له. فهل تخسر عارضات الأزياء الحقيقيّات عملهنّ بسبب الشخصيّات الافتراضيّة؟

 

يؤثّر عالم الذكاء الاطصناعيّ على الحياة بشكل عام، وفي حين أنّّه فتح أبواب الفرص لاختصاصات ومهن جديدة من جهة، فهو تسبّب بفقدان الكثيرين لعملهم من جهة أخرى، بعدما أثبت تنفيذه لمهامهم وفي وقت أسرع ممّا كانوا يحتاجونه. ومن بين من يتأثّر سلبيًّا بذلك، عارضات الأزياء، اللواتي بدأن يشعرن بالتهديد باستبدالهنّ بمن صُمّمن بناء على الذكاء الاصطناعيّ، وبالتالي بفقدان وظائفهنّ، خصوصًا بعدما بدأت علامات بالفعل بالقيام بذلك. فعلامة H&M على سبيل المثال، تستعين بهذه التقنيّة للإتيان بصيحات جديدة، نظرًا لإمكانيّتها تزويدنا بصور، فيديوهات، وأصوات بناء على بيانات يتمّ إدخالها بها، وقد بدأت تستخدمها لتصميم عارضات أزياء.

 

وفي ربيع العام الماضي، تعاونت Levi's مع إحدى الشركات المتخصّصة بتقنيّة الذكاء الاصطناعيّ، لابتكار مجموعة من العارضات لموقعها، وقد عرّضها ذلك لهجوم كبير ممّن اتّهموا القيّمين على العلامة بأنّ خطوتها هذه ستتسبّب بخسارة من يعتبرون مهنة عرض الأزياء مصدرًا لرزقهم، بخسارة وظائفهم. وحتّى الأسماء من الفاخرة بدأت باتّباع هذا المنهج، ومنهم ندكر Prada التي أطلقت حملة إعلانيّة لمجموعة عطور Paradoxe، تلاها بعد ذلك كشفها عن مجموعة لمستحضرات التجميل، بناء على تقنيّة الواقع المعزّز بالذكاء الاصطناعيّ. ومن العلامات الرائدة أيضًا التي وجدت من تبنّي هذه الصيحة التكنولوجيّة خطوة مثاليّة للتحكّم بالميزانيّة، Adidas، Moncler، Gucci، Coach، Kering، Zegna وغيرهم الكثير.

 

اليوم، لم يعد من يريد تنظيم حملة إعلانيّة لمنتج معيّن مضطرًا للتوجّه إلى وكالات معنيّة بتنظيم جلسات التصوير واختيار عارضات أزياء وغير ذلك، بل إنّ في إمكانهم تنفيذ المهمّة بسهولة من خلال مواقع معيّنة متخصّصة بابتكار كلّ تفصيل متعلّق بذلك عبر تقنيّات الـ AI، والمطلوب من المُستخدِم فقط تزويد الموقع بمعلومات ليتمّ بناء التصوّرات على أساسها. وقد بدأ المتخصّصون في المجال يدرّون لأنفسهم الكثير من الأرباح، ومنهم من صمّم عارضات أزياء بما أظهرهنّ وكأنهنّ حقيقيّات، وعمل على جعلهنّ مشهورات، حتّى أنّ عدد المتابعين لديهنّ يصل إلى الملايين!

 

إذًا، أجل، تشير الكثير من الدراسات إلى أنّ الـ AI سيكون سببًا بخسارة الكثيرات من عارضات وعارضي الأزياء لمهنتهم، وليس هم فقط، بل أيضًا من يؤدّون أدوارًا مهمّة لن تصبح الحاجة لها موجودة بفضل هذه التكنولوجيا، مثل المصوّرين ومصمّمي ديكور مكان العرض. ومن يدري، قد نشهد بعد أعوام من اليوم، اختفاء عروض الأزياء الحيّة بشكل كليّ!

المزيد
back to top button