القبّعات على أنواعها: قبّعة القشّ - جزء 7

أميرة، فلاحة؟

لا فرق!

إن قبّعة القشّ عالميّة وتلخّص بحدّ ذاتها قصّة التأرجح بين طبقة الفلاّحين والطبقة الأرستقراطيّة.

كانت القبّعة خاصّة بالفقراء العاملين في الأرض وسرعان ما لفتت انتباه الطبقة الأرستقراطيّة والمجتمع المخمليّ (فصارت أكسسواراً ذا أهمّية كبرى)، قبل أن تنتشر في كلّ الأوساط.

 

 

تنتشر قبّعة القشّ اليوم في كلّ أقطار الأرض ويعتمرها الصينيّون والفييتناميّون والأوروبيّون والأفارقة ورعاة البقر الأميركيّين على حدّ سواء، فضلاً عن المكسيكيّين وغيرهم من اللاتينيّين، لكنّ أصلها يعود إلى بلد محدّد هو إيطاليا.

 

 

 

حكاية من التاريخ

ظهرت القبّعة المصنوعة من القشّ في الأرشيف منذ القرن الرابع عشر على الأقل وكانت مفخرة توسكانا حتّى أواخر القرن التاسع عشر، وهي الحقبة التي صار فيها التصنيع قائماً ويطالب بالإنتاجات المستوردة. كان ذلك نشاطاً مهمّاً للغاية وقطاعاً حيويّاً للاقتصاد المحلّي دعمه الدوق الكبير كوزيمو الأول في توسكانا، انكبّ في القرن السادس عشر على عمليّة تواصل تجاريّة حقيقيّة من خلال إرسال قبّعات قشّ لكلّ واحد من الحكّام الأوروبيّين. وقد جسّد الرسّام الكبير روبينز بذاته امرأة شابّة تعتمر قبّعة من القشّ مزيّنة بريشة بيضاء.

 

أمّا ثلث المساحة المزروعة في توسكانا فكان مخصّصاً لزراعة القشّ المخصّص للحبك. وقد استفاد من هذه الصناعة 80 ألف شخص. في البداية، كان الإنتاج مرتبطاً بمدن فلورنسا وسيغنا وفييزولي لكنّ الابتكارات القادمة من منطقة ووهلن في سويسرا، كانت تُنفّذ خاصّةً في فلورنسا، المدينة المشهورة عالميّاً. بفضل نهر أرنو، يمكن الوصول إلى مرفأ ليفورنو، قبالة جزيرة إلبا، التي تضجّ ببعثات من حول العالم. وقد كانت تلك البعثات عديدة لدرجة أنّ اسم القبّعة قد خضع للتغيير بالانكليزيّة: من Livourne إلى Leghorn. وقد زيّنت القبّعة رؤوس الأوروبيّين على مرّ قرنين، إلى أن أزاحتها الطاقيّة الشهيرة التي كان يضعها كلّ المتنزّهين على ضفاف المياه والتي صوّرها بروعة أوغوست رونوار.

 

 

بقلم د. أنطوان ضاهر

المزيد
back to top button