القبّعات على أنواعها: الطنطور - جزء 6

منذ نهاية القرن الثامن عشر، صارت قبّعة المرأة المتزوّجة عامل جذب مهمّ في تلك الحقبة. اشتهرت تلك التسريحة المخروطيّة والعالية في لبنان من الألفيّة الثانية قبل الميلاد وقد استمرّت في الحقبة اليونانيّة-الرومانيّة وكثرت الشخصيّات النسائيّة الشهيرة التي ظهرت مع وشاح يغطّي التسريحة على شكل المخروط. وحسب الرحّالة Delarayère، يأخذ الطنطور شكل قرن مصنوع من الذهب أو الفضّة يرصّع أحياناً بالأحجار الكريمة. وكلّما ارتفعت مكانة المرأة وعلا شأنها وازدادت ثروتها زاد معها طول القرن. وهذه القطعة من مستلزمات المهر الذي يجب على العريس المستقبليّ تقديمه لخطيبته. يُحكى أنّ النساء لم يكنّ ينزعنَ الطنطور البتّة وأنهنّ كنّ خلال الليل ومن أجل النوم يسندنَ الرقبة على قطعة من الخشب مع إبعاد السرير عن الحائط! أمّا جيرار دو نيرفال فقد تطرّق إليه في كتابه Scènes de la vie orientale: "هناك ما يُضحك لدى رؤية نساء يتناقشنَ لبيع أو شراء تلك القرون والأشكال المخروطيّة التي يزيد طولها عن قدم والتي كانت تضعها النساء الدرزيّات والمارونيّات على الرأس مع وشاح طويل يمكن تغطية الوجه به عند الرغبة".

 

 

من جهة أخرى، ومن باب الضحك، يُحكى عن أميرة جرحت جبين أحد الأساقفة بطرف قبّعتها وهي تنحني لتقبّل خاتمه. في الواقع، قد يصل علوّ طنطور الأميرة إلى 70 سنتمتراً، ويُصنع من الذهب ويُرصّع بكثيرٍ من الأحجار الكريمة واللآلئ والألماس أيضاً بمختلف قياساته. أمّا النساء المنتميات إلى طبقات اجتماعيّة أدنى فيعتمرنَ طنطوراً من الفضّة، فيما النساء المتواضعات كنّ يضعنَ طنطوراً من قرن الجاموس المذهّب أو حتّى من الحديد الأبيض. وأخيراً، اختفى استخدام هذا النوع من التسريحات مع انتهاء نظام الإقطاعيّة في لبنان في عام 1842.

 

بقلم د. أنطوان ضاهر 

المزيد
back to top button