في مجموعتها لموسم خريف وشتاء 2020، تعيد علامة إحياء الموضة التي سادت في لندن من منتصف إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي. ويتجلّى ذلك في التنانير القصيرة والمعاطف الرسمية التي تصل إلى الركبة، ناهيك عن التويد ونمط "برينس أوف ويلز"،

 

المحطة الأولى في سافيل رو: في هذا الموسم، يتزاوج الأسلوب الذكوري مع ذاك الأنثوي. تطلّ الخطوط الرفيعة ونقشة "برينس أوف ويلز" وقماش الفلانيل الناعم باللون الزهري الباهت أو الرمادي، فتستحضر إلى الأذهان كراسي الأندية البريطانية التي تخيّم عليها أجواء من الدفء والخصوصية التامة. أمّا الجاكيتات المزوّدة ببطانات زاهية فهي مطرّزة برقعات. كما أنّ الفساتين الخفيفة ازدانت بنقشات أزهار متباينة الألوان مما يضفي أنوثةً ونعومةً على الإطلالة، تماماً مثل البلوزة المزوّدة بربطة عنق لافاليير أو تاج. كذلك أعادت العلامة إحياء نقشة المعينات على الكنزات والأطقم، بقلوبها المميّزة وألوانها المتباينة. والملفت أنّ هذه التشكيلة تحمل في طياتها طابعاً يتأرجح بين أسلوب البانك وأسلوب الطالبة الجامعية. ويتجلى ذلك في التنسيق الاستثنائي بين البليزرات الطويلة والتنانير القصيرة التي تفيض أنوثةً، والجامبسوت المزدان بتفاصيل جلدية بنية، وجاكيت الطيار المصنوع من التويد اللوركس. ومن جهة أخرى، تميّزت الكنزات والفساتين المحبوكة بياقة على شكل V عميقة.

 

وتتابع المجموعة نزهتها بين أرجان لندن، وتحديداً في شارع كارنابي وحيّ سوهو. حجر الجمشت، العقيق الأحمر، المغرة... تضفي هذه الألوان توهجّاً على النهار وتتصادم النقشات. يظهر النمط الإسكتلندي على البلوزات والفساتين القصيرة العملية التي تحاكي شكل القمصان، فيما يبعث الصوف المزدان بنقشة المربعات حيويةً في البدلة الرسمية. تتزاوج الأقمشة مع بعضها البعض إذ تطلّ المربّعات المنحرفة بألوان جذابة وتقترن بالتويد في الفساتين التي تتميّز بقصة الترابيز أو المزودة بحزام. وقد ازدان فستان البايبي دول المصنوع من قماش الجاكارد الأرجواني بنقشة جلد الفهد. أمّا البناطيل فاتسمت بقصات واسعة تحاكي متعة التنزه في شارع بيرويك. وتلتف أوشحة كبيرة حول العنق، فيما حملت التنورة القصيرة المصنوعة من الصوف نقشة المربّعات. وفي السهرة، تفيض الإطلالة جاذبيةً مع فستان محبوك وضيّق بلون الزمرّد، أو مع فستان مخملي يبدو غاية في البساطة للوهلة الأولى، ولكنه في الحقيقة ينضح أنوثةً بقصته المكشوفة عند الظهر والتي تمّ تنفيذها بإتقان عالٍ في مشاغل الدار في شارع سانت أونوريه.

 

حان وقت غروب الشمس. في بيكاديلي، تستمدّ المدينة طاقتها من الأضواء الساطعة، فتتحوّل نقشة المربّعات الإسكتلندية إلى التويد اللوركس أو جزيئات برّاقة مع الترتر المطرّز. تزخر المجموعة بالتفاصيل المعدنية، فهي ترافق الملابس أو الأكسسوارات، والجزمات الطويلة المستوحاة من أجواء الفروسية، والأحذية المزوّدة بكعب عالٍ وحقائب الكلاتش الصغيرة. أما السحابات، والسلاسل، والأربطة المثبتة على الظهر والأقفال فاستوحيت من عالم ركوب الخيل. واتخذ التويد الأسود والأبيض شكلاً شبيهاً بالشبك على الجاكيت الملفوف الكبير أو البنطال الواسع. وفي منتصف السهرة، يضفي تفصيل برّاق حيويةً وطاقةً على المجموعة، سواء في المعطف الرسمي المزوّد بسلاسل والذي يصل إلى الركبة، أو

جاكيت الكريب المزوّد بياقة من الساتان أو بدلة التكسيدو المزودة بياقة مزدوجة. فالليل ينبض بروح الشباب.

المزيد
back to top button