أخيرًا تمّ عرض مجموعة أزياء فندي Fendi لربيع وصيف 2021 التي طال انتظارها في قصر Palais Brongniart ، وذلك ضمن فعاليات أسبوع باريس للهوت كوتور ربيع 2021 Paris Couture Spring 2021. بينما كان حدثًا مرصعًا بالنجمات مع عارضات الأزياء نعومي كامبل، وكيت موس، وبيلا حديد، وكارا ديليفين، وكريستي تورلينجتو، كانت أعين الجميع شاخصة على كيم جونز Kim Jones، المدير الفني الجديد لدار فندي.
ليس هذا فقط دورًا صعبًا يجب ملؤه بعد رحيل المصمم المبدع كارل لاغرفيلد الشهير، الذي شغل هذا المنصب لمدة 54 عامًا، ولكنه يمثل أيضًا سلسلة من أولى خطوات التصميم لجونز. فهذه أول مجموعة أزياء لربيع وصيف تقدمها الدار، بعد أن تمسكت بـ "haute fourrure" في الماضي، ولكن قبل ذلك لم يكن جونز قط، قد صمم مجموعة كاملة للسيدات أو حتى أزياء راقية. هذا لا تعني أن سمعته كمصمم ملابس رجالي موهوب لم تسبقه. كان أولاً وقبل كل شيء، مدير الملابس الرجالية في دار لويس فويتون في عام 2017، حيث كان جونز مسؤولاً عن عصر الموضة للجيل الجديد الجديد New Age حين تعاون مع Supreme. بعد هذا المنصب، شغل منصب المدير الفني للملابس الرجالية في ديور Dior لمدة ثلاث سنوات، حيث تمكن من المزج بين الأناقة الأنثوية والخياطة الجريئة. وتبدو مجموعة اليوم متشابهة، عنوانها الأنوثة والرومانسية.
في حين أنه قد يبدو موضوعًا تمّ استخدامه بكثرة من قبل، فقد كان رمزًا للإلهام للمصممين مثل، جون غاليانو، وكريستوفر بيلي وري كاواكوبو، وصف جونز رغبة كبيرة لهذا التأثير الشخصي. في الفترة ما بين الحربين العالميتين، اجتمع أهل تشارلستون معًا في فضاء رومانسي لتخيل مجتمعًا مختلفًا عن نظرة الآخرين إلى الفن والجنس والاقتصاد. تمكن جونز من ترجمة فكرة الملجأ هذه إلى أسلوب فني يجمع بين "البانك" والجمال.
في عالم يشبه الحلم تقريبًا، سارت العارضات على منصة ضبابية، بينما كانت محاطة بمتاهة من الصناديق الزجاجية، يمثل كل منها جوهر المنزل، ويتناسب مع الأشجار والسجاد الرخامي الغني بالزخرفات. ستايل إنسيابي ملكي طغى على المجموعة، حيث كانت الفساتين ذات القصات المكشوفة على الأكتاف، أو تلك المتحفظة بأسلوب الكاب، غنية بالتطريزات اليدوية والزخارف الرخامية. تقنية نسيج تخطف الأنفاس حقًا من مشاغل الكوتور.
عندما لم يكن عنصر ما في المجموعة يتأرجح بشكل رومانسي، فقد تم تصميمه بأسلوب الـTailoring الكلاسيكي الرسمي بقصات راديكالية نظيفة. أو في بعض الحالات، يتم دمج كلي العنصرين معاً، وأبرزها ثوب نصف البدلة ونصف فستان السهرة، وذلك تكريماً لتصاميم كارل لاغرفيلد المرسومة منذ عام 1993.
لا يقتصر هذا الاحتفال في الملابس النسائية لجونز على المرأة القوية والذكية فحسب، بل يقدم قطعًا غير محددة الجنس في جوهرها. كون المصمم محاطًا عن كثب بمجموعة من الرائدات بنفسه مثل كيت موس، التي قام باستشارتها في ما يخصّ أكسسوارات المجموعة، ومصممة الأزياء ميلاني وارد، والمديرة الفنية روني كوك نيوهاوس، والسيدة فيندي وابنتها ديلفين، فلا شك في أن مجموعة جونز كانت قادرة تحاكي رغبة النساء في تصاميم مفعمة بالأنوثة والأناقة. هذه الرؤية الجديدة في التصميم ليست سوى البداية لمجموعات فندي القادمة.