يقدم المصمم المبدع جيرمي سكوت، في تشكيلة أزياء موسكينو Moschino النسائية لموسم خريف وشتاء 2017، المرأة بشخصية شغوفة بالموضة ويمكن أن تعشق ارتداء أبسط المواد التي تغدو جزءاً لا يتجزأ منها. وينم أسلوبها الفريد عن رفض واضح لدورات الاستهلاك غير المستدامة، فهي لا تتوانى أبداً عن ارتداء أي ملابس قد يرفضها بقية الناس، مستعينة بأسلوب "موسكينو" الذي ينم عن مهارة فائقة.
وتستهل العلامة تشكيلتها الفريدة بما يسمى "تصاميم الورق المقوى"، وهي عبارة عن تصاميم نهارية أنيقة تم إبداعها باستخدام المواد التي يقوم معظم الناس بتمزيقها ورميها بعد استلام ما طلبوه عبر الانترنت مثل: أدوات التعبئة والتغليف! والملصقات التي تلفت إلى هشاشة المنتج بعبارة "Fragile"، والوسوم التي تشير إلى طريقة حمل المنتج "This Way Up"، وعبارات التحذير "Do Not Crush"، والأشرطة اللاصقة المزخرفة، وبطاقات المحتوى؛ والتي تحل جميعها مكان طبعات الأزهار في تصاميم سكوت المتفردة. وتنتقل إبداعات هذا الموسم من تصاميم الورق المقوى إلى بدلات التنورة الأنيقة، والمعطف الذي يأتي بلون بني فاتح مزدان بتفاصيل رمادية مستوحاة من مواد التغليف ولمسات جذابة من الأشرطة اللاصقة، بالإضافة إلى التنورة المصنوعة من أوراق الصحف البالية، والتصاميم الجريئة المصنوعة من فقاعات النايلون.
وإلى جانب شغفها العارم بالأناقة، يتجلى أيضاً التزام امرأة "موسكينو" بحماية البيئة ومسألة إعادة التدوير، فهي تستعين أحياناً بمجلات الموضة فتحيلها إلى أزياء راقية ترضي افتتانها بالتصاميم الراقية. وتستحضر التشكيلة إبداعات سكوت في تشكيلات "موسكينو" السابقة على شكل مطبوعات لماعة وممزقة تزين أزياء التشكيلة بطريقة جذابة للغاية. كما تأتي البدلات الرسمية، والسراويل، والفساتين، وحتى معطف "الفراء"، على شكل لوحات كولاج لماعة تتماهى في سحرها مع الإكسسوارات التي تستكمل روعة الإطلالات الورقية بالغة الرقي!
وبالتزامن مع تطور مراحل عرض التشكيلة، نجد أن المواد الأساسية المستخدمة في صناعة قطعها تتطور هي الأخرى لتكشف في كل مرة عن باقة أوسع من الأنماط الكلاسيكية المختلفة كلياً. كما تمت إعادة تصميم فستان "موسكينو" الذي يتخذ شكل حقيبة التسوق ليغدو هذه المرة ثوباً قصيراً مصنوعاً من البلاستيك، بينما جاءت أثواب الكوكتيل موشاة بكاملها بأغلفة التنظيف الجاف. وهذا ما يجعلنا نتساءل: لم تعتبر أقراط الألماس أرقى من تلك المصنوعة من علب الطعام المعلب؟ ولم يجب أن يكون الحرير الناعم أكثر استخداماً في صناعة فساتين السهرة، من بلاستيك أكياس القمامة التي يتم إتلافها بعد فترة قصيرة؟
وبما أن التنوع هو عنوان هذه التشكيلة الراقية، نرى أن امرأة "موسكينو" تتزين تارة بالشمعدانات، وتارة أخرى بالسجاد، وعلب المناديل الورقية، وحتى الستائر. وهو ما يؤكد أن الشغف هو أساس الموضة قبل كل شيء؛ حيث تسلط هذه التشكيلة الضوء على إمكانية تخطيها للمفهوم المعتاد لمراحل التطور المادي، كما تبين أن أزياءنا ما هي إلا انعكاس لشخصيتنا في نهاية المطاف.