مجموعة أزياء Moschino موسكينو "ريزورت 2018"، يأخذكم المدير الإبداعي جيرمي سكوت في رحلة شيقة لاستكشاف عالم الموضة من لوس أنجلوس إلى لاس فيغاس. ولا يعني ذلك أن هذه الرحلة مقصورة على مظاهر الأناقة بين هاتين المدينتين فحسب، وإنما يشمل مسارها أيضاً بعضاً من أهم معالم ودلالات الحضارة الأمريكية؛ وبذلك تحتفي التشكيلة بتنوع هذه الأمة الغنيّة بدءاً من المقومات الاقتصادية التي ساعدت على جعل أمريكا أمةً عظيمة وصولاً إلى المظاهر الإنسانية التي جعلتها قريبةً من قلوب الجميع.
ولطالما أعيد ابتكار صورة المرأة الأمريكية على الدوام منذ عهد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة؛ وقد تحرّى سكوت تلك الصورة عبر الأجيال من خلال مزج الإشارات المتوفرة لديه، وبذلك ازدانت فساتين الشيفون الجميلة المكللة بالأزهار والفساتين البسيطة المصنوعة من الكريبون الحريري بصور فتيات مثل بيتي غرابل وبيتي بيج وصولاً إلى مارلين مونرو.
كما أفضى التعاون مع "بلايبوي" إلى اعتماد شخصية "بيتي بوب" الكرتونية في التصاميم إلى جانب زميلتها "زيتونة" من المسلسل الكرتوني الشهير "باباي". وتم تزيين جاكيتات الدينيم المرقعة والمتموجة عند الخصر بتفاصيل من الأزهار والدانتيل. وضمت التشكيلة صدرات من جلد البقر لفتيات النمط الريفي وقمصاناً مزينة بالترتر الملون اللماع للفتيات اللواتي يعشق عالم الأضواء والاستعراض.
وجاءت منصة العرض أشبه بمقبرة لبقايا لافتات مضيئة من لاس فيغاس تعود بتاريخها إلى منتصف القرن الماضي، وفيها ضوء خافت لا يزال يومض بين الحين والآخر. وتفضي هذه اللافتات إلى نمط تزييني أمريكي آخر يتمثل في ثقافة السيارات الكلاسيكية والدرجات النارية، ونرى هنا شعار "بلايبوي" وسط شارة مطرزة بالدبابيس لأحد راكبي الدراجات النارية. وتبدو رسومات ألسنة اللهب المرشوشة بالرذاذ وكأنما اشتعلت في أطراف جاكيتات البدلات ذات الطيات المزدوجة عند الصدر، والمشدّات، والدينيم المترهل ذي الطبعات المركبة. وتضم التشكيلة جاكيتات درّاجين مقصوصة فوق الصدر وكذلك أحذية درّاجين تمتد لفوق الركبة، ويضفي هذا التصميمان مظهراً أشبه بالدرع فوق فساتين الشيفون الشفافة الناعمة. ويجتمع مفهوما الاقتصاد والجمال مجدداً في فستان الشيفون ذو الياقة على شكل حرف V والمزين بشارات على شكل رؤوس، ولصاقات السيارات، وإشارات التوقف وأخرى للدلالة على طرق مفتوحة. وتحول هنا قميص الويسترن إلى جاكيت دراجين، فيما تضمنت الأحذية جزمات كاوبوي مسطحة تستحضر إلى الأذهان أجواء مسلسل "ذا هاي تشابارال".
وتحدث جيرمي سكوت قبل العرض قائلاً: "كان من الممتع والمثير جداً اللعب على مثل هذا الكم من عناصر الثقافة الأمريكية بطريقة جديدة تماماً على ما أعتقد. وقد حاولت جاهداً أن أرتقي بالجانب العادي قليلاً وأخفف في الوقت نفسه من غلواء الجانب المتألق. وهذا يعكس جانباً من شخصيتي بطبيعة الحال: فقد نشأت في مزرعة متواضعة، ويمكنني الآن السير على السجادة الحمراء في مدينة كان".
ومن رموز الثقافة الأمريكية الأخرى التي وجدت طريقها إلى عرض جيرمي سكوت أيضاً هو مسلسل الأسطورة الصفراء "سبونج بوب سكوير بانتس"، وقد تم إنتاج التصاميم التي تضم صور "سبونج بوب" لدعم منظمة "ريد" (RED) المعنية بمكافحة مرض الإيدز، حيث يعود جزء من ريع مبيعات هذه القطع إلى الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز.
لكم أن تستمعوا بهذه الرحلة الشيقة مع "موسكينو" لاستكشاف غنى الحضارة الأمريكية، لذا نرجو منكم شدّ الأحزمة.