"أنا مهووس بالكمال. أردتُ أن أستخلص الهيئة المجرّدة للعطر وأترجمها في منتجات أخرى، بنفس الدرجة من الكمال. وجدتُ في حرفية السلع الجلدية مجالاً للاستكشاف. قرّرتُ هذا العام أن أعود إلى مصدر الوحي الأول الذي استلهمت منه تصاميمي، وهو السفر. عُدت لأستكشف جذوري، وإلى فكرة السفر في الهند. مع أنّني أسافر كثيراً منذ نعومة أظافري، إلا أنّني لم أستمدّ الإلهام من الحنين إلى الماضي، بل من الإثارة التي تخبئها الأماكن التي لم أزرها بعد". بن غورهام، المدير الإبداعي لـبايريدو Byerdo مجموعة HOMECOMING: السفر إلى أقاصي الأرض، والعودة دائماً إلى الجذور. التحليق بعيداً والبقاء على الأرض. حسّ الانتماء، يقابله الترحال.

 

منذ أن خاض بن غورهام مجال تصميم السلع الجلدية قبل أربع سنوات، قطع أشواطاً كثيرة مع علامة "بايريدو". جازف بالانتقال من تصنيع العطور إلى تصميم السلع الجلدية، علماً أنّ هذين العالمين ليسا بعيدين كل البعد عن بعضها البعض، إذا كان صانعو القفّازات يخفون رائحة الجلد بنقع القفّازات بالعطر، ولا يزال باحثاً عن الكمال. يرافقه في هذا المشوار حرفيّون إيطاليّون يُصنّعون سلع "بايريدو" الجلدية في مصنع عائلي صغير على مشارف فلورنسا.

 

يستمرّ المشوار هذا الموسم، مجازياً وحرفياً. ينظر غورهام إلى الخلف ليخطو إلى الأمام، إلى جذور مشروع "بايريدو"، وإلى جذور عائلته. ينطلق من تراث والدته الهندية ومن الحرفية التقليدية التي تتّسم بها "بايريدو" كي ينظر نحو الغد.

 

يختبر بالحجم والشكل واللون، ليبتكر شكلاً جديداً للحقائب من وبي أسفار الماضي. لا يُساوم على جمال الشكل ولا على المواصفات العملية. تجلّت حقيبة سفر مستوحاة من أواخر الستينيات، مألوفة في قطارات الهند، بهيئة جديدة مصمّمة من أجود أنواع الجلد. تضمّ التشكيلة أيضاً حقيبة للكاميرا بباليت ألوان جديدة، تكتسي بها المجموعة برمّتها، فيمتزج اللونان الأبيض والأسود اللذان اقترنا باسم "بايريدو" مع الأخضر الفاتح والبرتقالي الزاهي. لا تزال حقيبة السفر القماشية التقليدية جزءًا من مشروع "بايريدو" الهادف إلى الاستكشاف واستخدام مواد وتقنيات جديدة. استعانت العلامة بالنقش الناتئ وتلوين الجلد يدوياً للمزج بين الفخامة والمنفعة. تعتمد "بايريدو" إلى حدّ كبير السلع الجلدية التي تليق بالمرأة والرجل على حدّ سواء، تماماً مثل عطورها، ومنها على سبيل المثال حقيبة السفر العمودية التي تنضمّ إلى التشكيلتين النسائية والرجالية.

 

الأفضلية في التصاميم هي للمسات الشخصية والحميمة، وليس الفخامة الظاهرة، وما هذا إلا دليل على إيمان "بايريدو" بأنّ السلع الجلدية مصمّمة لتدوم طوال العمر.

المزيد
back to top button