انطلقت نظرية قصور الاستهلاك من منصّة TikTok وسرعان ما انتشرت عبر الانترنت لتستحوذ على اهتمام الناس لا سيّما في هذه الأيام التي تعاني فيها مختلف المجتمعات من أوضاع اقتصادية غير مستقرّة. فما هي هذه النظرية وكيف أثرت على الأسواق بشكل عام وعلى عالم الموضة بشكل خاص؟
ماذا يعني قصور الاستهلاك؟
من خلال اعتماد نوعية محتوى وفيديوهات مختلفة، استطاع الناشطون على منصّة TikTok الترويج لهذه النظرية خلال وقت قياسي وبشكل خاص في مجال الموضة. فبعد أن كان المحتوى يركّز على كل ما هو جديد من الصيحات العالمية، وعلى القطع الفاخرة التي تحمل توقيع أهم الدور العالمية، تبدّلت المعايير. وبدل عرض مجموعات كبيرة من الملابس أو الماكياج أو الأرفف الممتلئة، بدأ المستخدون نشر مقاطع فيديو تعرض مشتريات متاجر التوفير، وخزائن الملابس المتواضعة والأدوات اليومية العملية ذات الاستخدامات المتعدّدة... وذلك تشجيعاً منهم على الاقتصاد في المشتريات والتوقّف عن فائض الاستهلاك.
سبب تبنّيه من قبل المستهلكين
يمكن ربط صعود هذا الاتجاه بالعديد من التحديات التي تواجه المستهلكين الشباب اليوم، بما في ذلك الضغوط الاقتصادية المتزايدة، والمخاوف البيئية، والضغوط الاجتماعية... وكلها عوامل تؤثر بشكل خاص على الجيل Z وجيل الألفية الأصغر سناً. ومن المرجح أن التركيبة السكانية الأصغر سناً تتعامل مع هذه النظرية كوسيلة للتكيّف مع الضغوط المالية المتزايدة، لا سيّما طلاب الجامعات الذين يعانون بالأصل من رصيد ديون كبير جراء الأقساط العالية، ما يتسبّب بتراجع القوة الشرائية لجيل Z. وعلى الرغم من علامات الانفراج الاقتصادي التي تظهر في الأفق، منها تخفيضات أسعار الفائدة، فإن الآثار التراكمية لارتفاع الأسعار لا تزال ترهق ميزانيات الشباب.
قصور الاستهلاك والموضة
من المؤكد أن جوهر الاستهلاك المنخفض أو قصور الاستهلاك قد اكتسب شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن أحد الأسئلة المهمة هو ما مدى تأثيره العملي على المستهلكين في إحداث تغييرات جذرية على عاداتهم الاستهلاكية؟
من الواضح أن التركيز المتزايد على الملابس المستعملة وعلى مبدأ "خزائن الملابس الصغيرة" الذي يشجع المستهلكين على شراء عدد أقل من القطع المتعدّدة الاستخدامات والتي تدوم لوقت أطول ويمكن تنسيقها مع عدّة إطلالات، له أهمية متزايدة بالنسبة للعلامات التجارية ودور الأزياء العالمية، حتى أن بعضاً منها بدأ يتعاون مع شركات تُعنى بإعادة التدوير وإعادة خياطة الملابس القديمة.