للحزام تاريخ مشوّق قد لا تعرفيه، فهو كما غيره من القطع التي أصبحت أساسيّة في عالم الموضة، مرّ بمراحل عدّة قبل أن نراه اليوم على رفوف المتاجر وعلى منصّات عروض الأزياء العالميّة، بتصاميم تتنوّع من حيث الألوان والموادّ والتفاصيل التي تضفي لمسات مميّزة. لقد أصبح من الإكسسوارات التي لا يسهل التخلّي عنها، لأنّه يجمّل منحنيات الجسم ويعزّز توازن الإطلالة ويجعلها أكثر روعة. فما قصّته المشوّقة يا تُرى؟
تاريخ الحزام المشوّق
في البداية، كان يُستُخدَم الحزام لتثبيت الملابس على الجسم، التي عُرِفَت بقصّاتها الفضفاضة وعدم تناسقها مع منحنيات الجسم، وكان يُصنَع من الحبال أو الخيوط. وتشير التقارير التاريخيّة إلى أنّ أقدم حزام يعود للفترة ما بين 33000 و1200 قبل الميلاد، أي للعصر البرونزيّ، ولكنّها في العصور الوسطى أصبح استخدامها أساسيًّا مع البذلات العسكريّة، وكانت تتمّ صناعتها من الجلد لأنهه أكثر مرونة وصلابة. وفي عصر النهضة، شقّت الأحرمة طريقها لترافق إطلالات الرجال الذين ينتمون لمكانة مرموقة في المجتمع، إذ بدأت تعكس الفخامة في تصامميها من خلال الزخارف التي زيّنتها، لكنّ رواجها تلاشى تدريجيًّا خلال الفترة التي شهدت الثورة الصناعيّة، بسبب ظهور الحمّالات التي يتمّ تعليقها على طرف الجهة الخلفيّة للحزام، وتمريرها من على الكتف إلى الأمام لتثبيتها على طرف السروال. ولكن في منتصف القرن التاسع عشر، عاد الحزام ليثبت أهميّته في عالم الموضة، بعدما تمّ إرفاق السراويل مع حلقات للحزام.
الحزام في عالم الموضة
بدأ الحزام يلقى رواجًا كبيرًا في عالم الموضة خلال القرن العشرين، وتمّ التفنّن بتصميمه بخيارات مختلفة وباستخدام مواد عدّة، وحتّى تمّ ابتكار مشابك إغلاق بأشكال جديدة، وحتّى أنّ النساء أحببنَ فكرة الحزام المحبوك من النسيج نفسه المُستَخدَم لخياطة الفستان. وهكذا، أصبح إكسسوارًا مهمًّا لدى النساء والرجال على حدّ سواء، وبدأ يطلّ أكثر مع مرور المواسم، ليصبح وجوده دائمًا على منصّات عروض الأزياء، ولم يعد دورها يقتصر فحسب على شدّ الملابس، بل أصبحت تُعتَبَر قطعة تزيّن الإطلالات بلمسات لافتة.
الحزام في أجدد المجموعات
شكّل الحزام في المجموعات الجديدة التي أطلقها مصمّمو الأزياء، إكسسوارًا لافتًا، إذ قدّموه بتصاميم مميّزة تختلف عن التقليديّ الذي نراه غالبًا. فدار هيرميس- Hermès مثلًا، عزّزت جماله من خلال عناصر معدنيّة، وأيضًا حقيبة صغيرة أضافتها له في بعض الإطلالات، وكذلك دار ديور- Dior في مجموعة ريزورت 2025 التي أطلقتها أخيرًا. وفي مجموعة شانيل- CHANEL ريزورت 2025، لفت الأنظار بتصاميم استثنائيّة، منها التي تمّت خياطتها من قماش التويد، ومنها التي تألّف فيها من حلقات معدنيّة، وأخرى من حبوب اللؤلؤ.
هيرميس- Hermès
شانيل- Chanel