الأزياء المحبوكة أبرز صيحات الشتاء، كيف تطوّرت عبر الزمن والثقافات؟

الأزياء المحبوكة ليست مجرد خيوط منسوجة ولا حرفة يدوية فحسب، بل هي تاريخ يُروي على أقمشة، يجمع بين الماضي والحاضر ويربط بين الثقافات بأسلوب لا يخلو من الإبداع. والحبكة الصوفية تحديداً، هي فنٌ عريق يعكس تطور الحضارات وأذواق الشعوب عبر العصور. بدأت كوسيلة لتلبية الاحتياجات اليومية، لكنها تطورت لتصبح رمزاً للإبداع والرفاهية في مختلف الأزمنة.

لويس فويتون Louis Vuitton

 

الأزياء المحبوكة عبر التاريخ

في مصر القديمة، وتحديدًا في القرن الخامس الميلادي، كانت الأيدي العاملة تُحوِّل الألياف الطبيعية كالصوف والقطن إلى قطع أساسية للدفء. لاحقًا، في القرن الثالث عشر، أبدع الحرفيون في إسبانيا بتقديم أولى الملابس المحبوكة التي وصلت إلى أوروبا، مستخدمين أدوات بسيطة كالإبر المصنوعة من العظام والخشب، وارتبطت هذه الملابس بالطبقات الاجتماعية. ففي حين حظي النبلاء بملابس محبوكة من حرير فاخر، اعتمد العامة على الصوف الخشن. وفي بعض الثقافات، حملت الأنماط والألوان رسائل رمزية تشير إلى المكانة أو الانتماء.

ميو ميو miu miu

 

الأزياء المحبوكة في عصر النهضة

شهد عصر النهضة تطوّراً لافتاً في مجال التجارة، ما ساهم في انتشار فن الحياكة والأزياء المحبوكة بشكل أوسع، ودخل الحرير المستورد في عملية تصميم الأزياء ليعكس فخامة على الإطلالات.أما الثورة الصناعية، فقد كانت نقطة تحوّل كبيرة، إذ أدى اختراع آلة الحياكة إلى إنتاج ملابس بكمّيات ضخمة وأسعار أقلّ، مما جعلها متاحة للجميع.

زميرمان Zimmermann

 

الأزياء المحبوكة في القرن العشرين

شهدت الحروب العالمية طفرة في الحياكة كوسيلة لدعم الجنود، وانتشرت الأزياء المحبوكة من الصوف بين المحاربين. وبعد انتهاء الحروب، عادت الحياكة كهواية محبّبة، مع ظهور ألوان صناعية وتصاميم مميزة ألهمت مصممين عالميين مثل شانيل وديور. واليوم، تعود الأزياء المحبوكة لتتصدّر مشهد الموضة العالمية ولتشهد انتعاشاً بفضل ثقافة "اصنعها بنفسك" (DIY) وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تلهم المبتدئين والمحترفين. ومع تزايد الاهتمام بالموضة المستدامة، باتت الألياف الطبيعية وتقنيات الحياكة التقليدية محط اهتمام كبير. 

شانيل Chanel
المزيد
back to top button